لا شئ داخل تركيا يدعو للتفاءول، ولا قرارات تشى بجديد يذكر، حيث يواصل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عناده وانفصاله عن الواقع، فيما تستمر حكومة حزب العدالة والتنمية فى اجراءاتها التى تضع المواطن ومصالحه فى ذيل قائمة الأولويات.
وفى وقت يعانى فيه الأتراك تداعيات التضخم والغلاء المستمر، فى ظل التراجع القوى لليرة التركية أمام الدولار، فوجئ الشعب التركى بحزمة قرارات حكومية شهدت زيادة بواقع 20% فى أسعار كلاً من رسوم العبور للطرق والكبارى الرئيسية ، أسعار تذاكر القطارات، والخدمات البريدية دفعة واحدة، وهو ما دفع نشطاء أتراك ومغردون لوصف اليوم بـ"الاثنين الأسود".
الزيادة الأولى كشفت تفاصيلها صحيفة "يانى جازت" التركية فى تقرير على موقعها الإلكتروني مشيرة إلى أن وزارة النقل قررت رفع تعريفة المرور على الطرق والكبارى الرئيسية فى البلاد بواقع 20% اعتباراً من اليوم الاثنين.
وتشمل الزيادة الجديدة كافة الطرق والكبارى الرئيسية التى يمر بها الأتراك وبشكل يومى، وهو ما يشكل عبء على المواطنين فى ظل موجة الغلاء القائمة بالفعل وارتفاع اسعار كافة السلع والخدمات الأساسية فى البلاد.
وبررت الحكومة التركية تلك الزيادة، قائلة إنها تهدف إلى "إطالة عمر الطرق السريعة والحفاظ على كفاءتها"، وتابعت : "نهدف إلى الحفاظ على عمر وكفاءة الطرق السريعة والجسور البوسفورية، وتوفير الصيانة اللازمة لها، والتى تتطلب بطبيعة الحال المزيد من العمالة والفنيين".
وألمحت الحكومة إلى أن أسعار العمالة ومواد البناء وتكاليف الإصلاحات تتزايد بشكل ملحوظ، مشيرة إلى أن الزيادة الجديدة هى "الحد الأدنى" الذى يمكن تطبيقه.
ولم تمضى إلا ساعات قليل، لتفاجئ الحكومة التركية مواطنيها بزيادة جديدة شملت أسعار تذاكر القطارات السريعة، وزيادة آخرى على رسوم خدمات البريد بواقع 20% لكلاً منهما.
وبحسب ما نشرته صحيفة "يانى جازت" التركية اليوم الاثنين، فإن قرار الزيادة يسرى اعتباراً من اليوم وسط حالة من السخط في أوسط الشعب التركى.
وقالت الصحيفة إنه على سبيل المثال فإن الرسوم على الخدمات البريدية في بين أنقرة وإسطنبول بلغت 85 ليرة، بارتفاع نسبته 20%.
ونقلت الصحيفة عن قرار وزارة النقل والبنية التحتية التركية، قولها إن أسعار تذاكر القطارات التقليدية، وعالية السرعة ستشهد زيادة أيضاً بواقع 20% ، لترتفع من 71 ليرة ، إلى 85.50 ليرة فى المسافة ما بين أنقرة واسطنبول، فى حين ارتفعت قطارات "أنقرة ـ اسكيشير ، وأنقرة ـ قونة من 31 ليرة إلى 37.5 ليرة .
وقابلت الصحف ووسائل الإعلام التركية تلك الزيادات بموجة هجوم حادة ضد الحكومة، حيث اتهمتها بعدم الالتفات إلى معاناة المواطنين فى ظل ارتفاع الأسعار لكافة السلع الأساسية بالفعل، وسط تراجع الليرة التركية أمام الدولار.
وألمحت الصحف التركية إلى أن تلك الزيادات لا يمكن النظر لها بمعزل عن قرار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التوغل داخل الأراضى السورية، وهو ما يجعل حكومته فى حاجة إلى المزيد من الغطاء النقدى لتنفيذ تلك المغامرات العسكرية غير المحسوبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة