سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 أكتوبر 1973.. الجيشان المصرى والسورى يحققان المفاجأة بالهجوم ضد العدو الإسرائيلى فى الساعة الثانية وخمس دقائق

الأحد، 06 أكتوبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 أكتوبر 1973.. الجيشان المصرى والسورى يحققان المفاجأة بالهجوم ضد العدو الإسرائيلى فى الساعة الثانية وخمس دقائق حرب اكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصلت القوات المصرية والسورية إلى أقصى درجات استعدادها لبدء الحرب فى التوقيت المحدد لها يوم 6 أكتوبر«مثل هذا اليوم عام 1973»، طبقا لخطة الهجوم فى الجبهتين المصرية والسورية التى أطلق عليها اسم «بدر»، وحسب المشير محمد عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات الجيش المصرى وقتئذ ووزير الدفاع فيما بعد: «كنا فى مركز عمليات القوات المسلحة «صباح 6 أكتوبر»، نعمل لتنفيذ «مناورات التدريب»، لكن الحقيقة كانت عقولنا وجهودنا مركزة لتنفيذ العمليات الهجومية، وعندما حان الوقت المناسب استبدلت بخرائط ووثائق التدريب خرائط ووثائق الحرب، وأغلقت الأبواب الحديدية لمركز العمليات لمنع دخول أو خروج أى شخص ضمانا لسرية العمل المنتظر، وكذلك إيذانا للجميع بأن الحرب على وشك البدء».
 
يتذكر«الجمسى»: «كنا نتلهف مرور الساعات القليلة الباقية حتى يحين الوقت المحدد لبدء الهجوم، فالقوات فى جبهة القناة على استعداد للهجوم واقتحام قناة السويس، والطائرات منتشرة فى قواعدها ومطاراتها على أهبة الاستعداد للإقلاع، والمدمرات جاهزة فى باب المندب، والغواصات فى عمق البحار فى مناطق عملياتها، وقوات الدفاع الجوى فى أقصى درجات استعدادها لتأمين القوات أثناء الهجوم وحماية الأهداف الحيوية بالدولة، وقوات الصاعقة والمظلات مستعدة للانطلاق.. أخذ الوقت يمر بطيئا والعيون مركزة متابعة كل نشاط للعدو، والقلوب تتجه نحو القوات التى ستقوم بتنفيذ الهجوم».
 
يضيف الجمسى: «اتخذ كل فرد فى مركز العمليات مكانه فى صمت، والعيون كلها مركزة على خرائط العمليات، وفى صباح ذلك اليوم، 6 أكتوبر، بدأت فى إسرائيل الاحتفالات بعيد الغفران « يوم كيبور»، وصل الجنرال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى ومعه بعض القادة العسكريين لزيارة القوات فى حصون خط بارليف على الضفة الشرقية للقناة للاطمئنان على الموقف وتهنئة قواته بالعيد، شاهد ديان بنفسه الموقف على الضفة الغربية للقناة من أحد أبراج المراقبة، فرأى الجنود المصريين يستلقى بعضهم فى استرخاء على شاطئ القناة، ويلعب بعضهم الكرة، ويسبح البعض الآخر فى مياه القناة، اطمأن ديان إلى أن كل شىء عادى وهادئ وعاد إلى تل أبيب مطمئنا مرتاحا لتلقى تهانى زملائه بعيد الغفران، وفى قرابة الساعة الواحدة ظهرا، وصل الرئيس السادات مرتديا ملابسه العسكرية، ومعه الفريق أول أحمد إسماعيل، واتخذ كل منهما مكانه فى مركز العمليات فى الانتظار الساعة التى تدق إعلانا ببدء الحرب فى الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا يوم 6 أكتوبر 1973».
 
يقول الجمسى: «عندما أشارت عقارب الساعة إلى الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا، نشبت الحرب فجأة بمبادأة من مصر وسوريا فى وقت واحد، وتتابعت الأحداث فى اليوم الأول للقتال بشكل مثير، واشتملت على مفاجآت استراتيجية وتعبوية وتكتيكية وهندسية غير متوقعة، وأعمال قتال غير نمطية».. يضيف:«قامت تشكيلات جوية مصرية يقدر عددها بأكثر من مائتى طائرة بالهجوم على مواقع العدو فى سيناء، فى نفس الوقت قامت الطائرات السورية ويقدر عددها بمائة طائرة بالهجوم على مواقع العدو فى الجولان وجبل الشيخ، وكان هناك أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة من مختلف الأعيرة ومجموعة من الصواريخ التكتيكية أرض- أرض تفتح نيرانها ضد الأهداف الإسرائيلية فى حصون خط بارليف، واستمر القصف لمدة 53 دقيقة.. انطلق المقاتلون من المشاة والصاعقة يصعدون الساتر الترابى العالى الضفة الشرقية بوسائل تسلق مبتكرة مصنوعة محليا عبارة عن سلالم الحبال، ثم يقاتلون العدو الذى كان يواجههم سواء فى حصون خط بارليف أوحولها».
 
يوضح الجمسى: «استمر تدفق قواتنا شرقا عبر القناة فى موجات متتالية من القوارب المصنوعة من المطاط والخشب، وكان لنا على الضفة الشرقية للقناة فى الدقائق الأولى قرابة 8 ألاف مقاتل، ارتفع عددهم بعد ساعة ونصف ليكون قرابة 14 ألف، ثم أصبح عددهم قرابة 33 ألفا مقاتل فى الساعة الخامسة والنصف مساء،واستخدمت القوات قرابة سبعمائة وخمسين قاربا فى عملية الاقتحام، كما استخدمت حوالى ألف وخمسمائة من سلالم الجبال لتسلق الساتر الترابى على الضفة الشرقية».
 
يسجل الجمسى ملمحا مهما فى قتال هذا اليوم وطوال مدة الحرب وهو: «كان القادة يضربون القدوة والمثل لرجالهم، يتقدمون جنودهم، ويقاتلون معهم فى الخطوط الأمامية، ويستشهدون بينهم، ويكفى أن نعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى، وأن قادة الكتائب قد عبروا خلال خمسة عشر دقيقة من بدء القتال، وعبر قادة اللواءات خلال خمس وأربعين دقيقة، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف من بدء الحرب، ولذلك كانت نسبة الخسائر فى الضباط والقادة عالية عن المعدل، إلا أن الإصرار على تنفيذ المهام كان يتطلب منهم ذلك، وفى سبيل النصر وتحرير الأرض تهون الأرواح».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة