"بين التراب ودم الآلهة".. هكذا رأت الحضارات "من أى شىء خلق الإنسان".. أساطير سومارية ويونانية: من "طين".. الفرعونية: من طمى النيل.. والأفارقة: ظل فى بركة ماء مالح 7 أيام.. والبابليون: من دم آلهة "اللامجا"

الأحد، 06 أكتوبر 2019 08:00 ص
"بين التراب ودم الآلهة".. هكذا رأت الحضارات "من أى شىء خلق الإنسان".. أساطير سومارية ويونانية: من "طين".. الفرعونية: من طمى النيل.. والأفارقة: ظل فى بركة ماء مالح 7 أيام.. والبابليون: من دم آلهة "اللامجا" معبد فرعونى - أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تؤكد الكتب المقدسة، وعلى رأسها القرآن الكريم، أن الإنسان مخلوق من طين، وأن اسم "آدم" عليه السلام تعنى "رجل الصلصال"، ولو شئنا الدقة فإن معناها "الترابى"، لكن الأساطير القديمة كانت لها آراء متعددة، منها ما يذهب إلى أن البشرى الأول مخلوق من تراب، لكن أخرى تذهب إلى أنه من دم آلهة قديمة.
 
فى بحثنا لإيضاح الصورة كاملة نستعين بكتاب "مغامرة العقل الأولى" للباحث "فراس سواح"، الذى درس من خلاله أساطير التكوين الأولى فى الحضارات القديمة.


الأسطورة السومرية

بعد أن أخذ الكون شكله، واستقرت السماء فى موضعها، وكذلك الأرض، بعد أن انتظمت دورة النهار والليل، وحركة الفصول، بعد أن أخرجت الأرض زرعها وشجرها وتفجرت ينابيعها، بعد أن ظهرت الحيوانات بأنواعها وامتلأت البحار بأسماكها، بعد ذلك صار المسرح مهيئًا لظهور الإنسان.
 
المعبود أنكى
 
ويقول المفكر فراس سواح: "الأسطورة السومرية المتعلقة بخلق الإنسان هى أول أسطورة خطتها يد الإنسان عن هذا الموضوع، وعلى منوالها جرت أساطير المنطقة، والمناطق المجاورة، التى استمدت منها عناصرها الأساسية، وخصوصا فكرة تكوين الإنسان من طين.
 
تقول الأسطورة:
دعا الإله "أنكى" الصناع المهرة وقال لأمه "نمو":
إن الكائنات التى ارتأت خلقها. ستظهر للوجود
ولسوف نعلق عليها صورة الآلهة
امزجى حفنة طين، من فوق مياه الأعماق
وسيقوم الصناع الإلهيون المهرة بتكثيف الطين
ثم كونى أنت له أعضاءه
وستعمل معك (ننماخ) يدا بيد
وتقف إلى جانبك، عند التكوين، ربات الولادة
ولسوف تقدرين للمولود الجديد، يا أماه مصيره
وتعلق (ننماخ) عليه صورة الآلهة
فى هيئة الإنسان
 

فى الأسطورة اليونانية 

أما فى الأسطورة اليونانية فتوحى الآلهة لبرومثيوس بخلق الإنسان، فيقوم برومثيوس بخلق الإنسان من تراب وماء، وعندما استوى الإنسان قائما، نفخت الآلهة أثينا فيه الروح، ثم راح برومثيوس يزود الإنسان بالوسائل التى تعينه على البقاء والاستمرار.
برومثيوس
 
أساطير أفريقية:
تذهب أساطير أفريقية إلى أن الإله الخالق أخذ حفنة من طين وشكلها على هيئة إنسان، ثم تركها فى بركة مليئة بماء البحر مدة سبعة أيام، وفى اليوم الثامن رفعها فكانت بشرا سويا. 

 

الأسطورة البابلية 

فى أسطورة الخلق البابلية، المسمّاة أسطورة Enuma Elish (سنة 1700 ق.م.)، نجد أن الكون جاء من زواج إله المياه الحلوة (أبسو) وإلهة المياه المالحة (تعامة) اللذين أنجبا آلهة شابة متمردة متصارعة، فقرر أبسو وتعامة قتلها، لكن الإله (أيا) تمكن من قتل أبسو، وبعد ذلك تم التغلب على "تعامة" على يد الإله "مروخ" الذى قرر بعد ذلك خلق الإنسان، فطلب من (أيا) رمز الحكمة أن يصمّم الإنسان من دمّ واحد من الآلهة المهزومة.
تقول الأسطورة 
فتح "أنكى" فمه
قائلا للآلهة الكبيرة
فى الأول والسابع والخامس عشر من الشهر
سأجهز مكانا طهورا
وسيذبح هناك أحد الآلهة
وعندها فليتعمد بقية الآلهة
وبلحمه ودمائه
ستقوم (ننتو) بعجن الطين
إله وإنسان معا
سيتحدان فى الطين أبدا..
مردوخ
 
 
وفى موضع آخر من الأسطورة البابلية، تذهب إلى أن الإنسان خلق من (دم آلهة) خالص ليس فيه طين ولا ماء: 
عندما شكلت الأرض وأخرجت 
عندما حددت مصائر الأرض والسماء
عندما تستقر شطآن دجلة والفرات
عندها آنو وأنليل وأيا
الآلهة الكبار
وبقية الآلهة المبجلين
جلسوا جميعا فى مجمعهم المقدس
واستعادوا ما قاموا به من أعمال الخلق
أما وقد حددنا مصائر السماء والأرض
وجرت القنوات فى مجاريها وتوضعت الخنادق
واستقرت شطآن دجلة والفرات
ماذا بقى علينا أن نفعل
ماذا نستطيع بعد، أن نخلق
يا مجمع الآلهة، أيتها الأنوناكى
ماذا بقى علينا أن نفعل؟
ماذا نستطيع بع أن نخلق؟
فأجاب الحضور من الآلهة المبجلين
الأنوناكى، الذين يحددون المصائر والأقدار
بقسميهما، توجهوا بالإجابة إلى أنليل:
فى "أوزوموا" عماد السماء والأرض
لنذبح بعض آلهة اللامجا
ومن دمائهم فلنخلق الإنسان
ولنوكله بخدمة الآلهة
على مر الزمان
 

الحضارة المصرية القديمة 

المعبود الخالق للإنسان فى الحضارة القديمة هو "خنوم" ويصور على شكل كبش، أو رجل له رأس كبش وله قرنان، وطبقا للمعتقد المصرى القديم قام "خنوم" بعملية الخلق المادى للإنسان من طمى النيل على عجلة الفخار، وبعض الروايات تقول إنه كان يشكل الأطفال الصغار من طمى النيل المتوفر عند أسوان ويضعهم فى أرحام أمهاتهم.
 
خنوم
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة