سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أكتوبر 1990.. صدام حسين للمبعوث السوفيتى بريماكوف: «لو أمامى خيار الركوع والاستسلام أو الحرب.. سأختار الحرب»

السبت، 05 أكتوبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أكتوبر 1990.. صدام حسين للمبعوث السوفيتى بريماكوف: «لو أمامى خيار الركوع والاستسلام أو الحرب.. سأختار الحرب» صدام حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ناول «يغينى بريماكوف» مبعوث الرئيس السوفيتى جورباتشوف،  رسالة رئيسه إلى الرئيس العراقى صدام حسين فى بداية لقائهما يوم 5 أكتوبر،  مثل هذا اليوم،  1990 لبحث أزمة الغزو العراقى للكويت يوم 2 أغسطس 1990.. «راجع،  ذات يوم،  2019».
 
يذكر «بريماكوف» فى كتابه «يوميات بريماكوف فى حرب الخليج»،  أنهما كان فى قصر الرئاسة ببغداد،  وحضر من الجانب العراقى طارق عزيز وزير الخارجية،  وطه ياسين رمضان نائب صدام،  كما حضره السفير السوفيتى فى بغداد «ف.بوسوفاليوك».. يتذكر «بريماكوف»،  أن صدام استغرق فى قراءة رسالة «جورباتشوف» المترجمة إلى اللغة العربية فى وزارة الخارجية السوفيتية.. يؤكد: «لم يظهر على صدام انعكاسات مباشرة للعبارات الحازمة حول ضرورة الانسحاب من الكويت فورا،  وإعادة السيادة إلى هذه الدولة».. يؤكد: «كان الجو متوترا فى بداية اللقاء».. يضيف: «بعد أن كرر صدام كل ما سمعنا سابقا من طارق عزيز عن الكويت،  طرحت على نحو جاد المسألة المتعلقة بخبرائنا،  وشعرنا بأنه كان على استعداد لهذه المسألة،  ولذا رد فورا: كل من يريد الرحيل فى وسعه ذلك،  ولكن العراق يحدد عدد الراحلين فى الشهرين القادمين بألف فرد فقط حتى لايؤدى ذلك إلى عرقلة العمل وتوقفه».
 
تحدث صدام عن «انتماء الكويت للعراق» ويصفه «بريماكوف» بأنه «فقرة إلزامية»،  ثم انتقل الحديث إلى مواضيع أخرى يذكرها بريماكوف حسب روايته هو بما فيها من أوصافه لصدام.. يذكر أن صدام قال له: «أصبح العراق فور إحراز النصر العسكرى على إيران هدفا لمؤامرة متعددة الأطراف،  ومن المحال أن تسمح الولايات المتحدة وإسرائيل بوجود العراق الذى قوى عضلاته العسكرية،  وشاركت فى هذه المؤامرة السعودية وعدد من إمارات الخليج، حيث لجأوا إلى استخدام الآليات الاقتصادية، فلقد انتهكت السعودية والكويت والإمارات حصص تصدير النفط التى حددتها منظمة الأوبك لكل بلد، فانخفض سعر برميل النفط من 21 دولارا إلى 11 دولارا مما ينذر بانهيار اقتصاد العراق».
 
يذكر بريماكوف أنه رد على صدام بادئا بسؤال: «ألا تعتقد أنه ظهرت لديكم مثلما ظهرت لدى الإسرائيليين عقدة مسادا؟».. يفسر سؤاله بقوله: «قصدت مصير الحصن الذى كان آخر حصن سقط فى الحرب اليهودية، فالمدافعون عنه أدركوا أن وضعهم لا مخرج منه ففضلوا الموت الزؤام على الاستسلام».. يتذكر بريماكوف أن صدام رد بأن أومأ برأسه علامة على الموافقة، ثم انتقل الحديث إلى العواقب المحتملة.. يؤكد بريماكوف أنه أراد الحديث فى هذه النقطة اعتقادًا بأنه ربما لا تتوفر لدى صدام معلومات كاملة، وأن مساعديه أطلعوه فقط على ما يثير عواطفه الإيجابية الناجمة عن تأييد العراق فى العالم العربى، والحديث عن المظاهرات المناهضة للحرب فى الغرب، وبوادر أولى عن الخلاف بين الحلفاء فى الحلف المضاد للعراق.. يؤكد بريماكوف: «سمع صدام منا عن طابع تلك الحرب بالذات التى تنتظره إن لم ينسحب من الكويت».
 
يؤكد بريماكوف أنه رجا من صدام أن يجرى بقية حديثهما على انفراد، فسأله صدام، إذا كان يعارض وجود طارق عزيز؟.. يضيف: «كان معنا من جانبنا «سيرغى كيربيشينكو» العلامة الضليع فى اللغة العربية، وأحد أفضل جيل علماء الاستغراب الشاب، وقام بترجمة الحديث.. يذكر بريماكوف أنه قال اللقاء المنفرد: «إن لم تسحبوا قواتكم من الكويت –كانت هذه عبارتى الأولى– فستتعرضون حتما لضربة، وتدركون بالطبع أن الغرض من زيارتى هذه ليست تهويلكم بيد أنه لا يوجد ربما مخرج آخر من الحالة غير جلاء القوات العراقية عن الكويت».
 
رد صدام: «فى حال الحل العسكرى سنستخدم كل ما لدينا من وسائل، وسننشر حتما نيران الحرب فى البلدان الأخرى خاصة فى إسرائيل، ولو مثل أمامى خيار، الركوع على الركبتين والاستسلام، أو الحرب، فسأختار الحرب.. أنا كإنسان واقعى يمكننى تصور فى ظروف بعينها الموافقة على سحب القوات، ولكننى لا أستطيع الإقدام على ذلك، إذا لم يربط هذا الانسحاب بحل مشاكل المنطقة الأخرى، وذكرت هذه الفكرة فى الثانى عشر من أغسطس «1990».. تذكرون أننى تنازلت عن كل نتائج حرب الثمانى سنوات مع إيران، وأعدت الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع الحرب، ولن يغفر الشعب العراقى ذنبى، إذا سحبت القوات من الكويت بلا شروط،   وسيسألنى الناس: «ما العمل إزاء منفذ إلى البحر؟».
 
يذكر بريماكوف أنه رد على صدام: «إذا كان الشعب العراقى قد قبل دون تحفظات تنازلكم عن نتائج الحرب الدموية مع إيران التى استمرت ثمانى سنوات، فإنه سيوافق أيضًا على قرارتكم بصدد الكويت».. يضيف: «قلت لصدام، إن ما يسمى بالدرع البشرى من الرهائن الأجانب المحتفظ بها عنوة فى المنشآت العسكرية وغيرها لن يحول دون الضربة الأمريكية، وأنكم بأعمالكم هذه جلبتم على أنفسكم غضب العالم بأسره».. يؤكد بريماكوف: «رد صدام بالصمت، لكنه استغرق فى التفكير».. وفى شهر نوفمبر وديسمبر 1990 انتهت هذه المشكلة بمغادرة الأجانب دون أية عراقيل.
 
فى صباح اليوم التالى «6 أكتوبر 1990»غادر بريماكوف العراق.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة