حكاية 6 محاولات لإحدى مجموعات الصاعقة لتوصيل المؤن والذخائر لزملائهم فى حرب أكتوبر ..نبيل أبوالنجا يروى قصة حمل 2 من المصابين لمسافة 180 كيلو متراً.. وحكايات 16 يوما لـ«مهمة الجمال» فى الحرب

الجمعة، 04 أكتوبر 2019 04:00 م
حكاية 6 محاولات لإحدى مجموعات الصاعقة لتوصيل المؤن والذخائر لزملائهم فى حرب أكتوبر ..نبيل أبوالنجا يروى قصة حمل 2 من المصابين لمسافة 180 كيلو متراً.. وحكايات 16 يوما لـ«مهمة الجمال» فى الحرب حوار نبيل ابو النجا
كتب - زكى القاضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما التقينا العميد نبيل أبوالنجا، أحد قيادات الصاعقة المصرية فى حربى الاستنزاف وأكتوبر، كانت هناك معلومات تتكشف فى تاريخ بطولاته الأسطورية التى كانت من المهام الفدائية العظيمة فى تاريخ الجيش المصرى، لأن ما فعله «أبوالنجا» ورفاقه من سلاح الصاعقة المصرية، يعد عنوانا مهما، لكيفية تحقيق المهمة دون أن يقول الفرد المشارك أنها مهمة مستحيل، فهؤلاء رجال من نوعية خاصة.
 
ويؤكد العميد نبيل أبوالنجا لـ«اليوم السابع»، أن المهمة بالفعل كانت رحلة إلى عالم مختلف، وفى عز الحرب وفى ظل المدفعية والجوية والضربات المتلاحقة، كانت مهمة مجموعته، أن يذهب فى عمق 70 كيلو مترا فى سيناء، وخلف خطوط العدو الإسرائيلى، لينفذ المهمة المكلف بها، لوقف تحركات أحد اللواءات المدرعة الإسرائيلية، ونقل الصورة الحقيقية للقادة غرب القناة.
 
ويقول العميد نبيل أبوالنجا، إن المهمة المكلف بها كان لابد من تحقيقيها، وبأى وسيلة ممكنة، سواء نجحت من أول مرة، أو اضطر إلى تكرارها عشرات المرات، فالهدف الموضوع لابد من تحقيقه، ولذلك كانت المهمة فدائية من الطراز الأول، حتى أن قائده حينما ودعه، كان يعلم أنه لن يعود منها، لكن قدر الله له أن يعود ومجموعته.
 
كانت مهمة نبيل أبوالنجا، تتمثل فى نقل المؤن والذخيرة لقوات الصاعقة خلف خطوط العدو، ولكن كيف يقوم باختراق تلك التحركات الإسرائيلية، ويعبر بأمان لقوات الصاعقة، الموجودة خلف خطوط العدو، دون أن يشعر به العدو، وحتى لا يكشف المهمة، وحينها تستغل الدعاية الإسرائيلية تلك الضربة للقوات، فى التشويش على ما تفعله الصاعقة من بطولات كبيرة فى ذلك الوقت.
 
وفى الرحلة إلى جهنم، يحكى نبيل أبوالنجا، أحد قيادات الصاعقة فى حربى الاستنزاف وأكتوبر، أنه فى يوم 10 أكتوبر، وصلت الدورية إلى بداية الطريق المؤدى لرأس سدر وجنوب سيناء، ولكنها وجدت اشتباكاً بين قوات العدو، وعناصر أحد الأولوية المصرية، وحاصرت النيران الرجال من كل جانب، ورغم ذلك تقدمت المجموعة فى خط سيرها، وواجهتهم عربة إسرائيلية بطلقات الهاون نتج عنه فرار الجمال لمنطقة وعرة وفقدت الدورية جملا آخر، ليصبح العدد خمسة جمال فقط.
 
وأكد أبو النجا، أن المهمة المتسحيلة تمثلت فى عمل كمين للواء مدرع إسرائيلى مكون من 111 دبابة و4500 فرد إسرائيلى، وكان كمين الصاعقة يستهدف إيقاف ذلك اللواء من 6 إلى 8 ساعة، حتى يقام رأس الكوبرى لعبور الدبابات والمدفعية، ولذلك كانت العملية سباق بيننا وبين الإسرائيليين، لأن الكوبرى كان ضروريا لعبور القوات، فكان لابد من إيقافهم بأى ثمن.
 
ويضيف نبيل أبوالنجا، أن العملية كانت استراتيجية للغاية، ولذلك خططت القيادة العامة للقوات المسلحة وقتها، ضرورة وقف اللواء الإسرائيلى، فتقرر خروج عدة طائرات بعد العبور بساعتين، وهى الطلعة الجوية الثانية، الساعة 4.10 مساء.
 
ويستكمل أبوالنجا، شرح المحاولات التى قام بها لإمداد كمين الصاعقة بالمؤن والذخيرة، حيث يؤكد أن المحاولة الثالثة كانت يوم الأحد 11 رمضان، فى الرابعة فجرا، حيث تم تكليفه بركوب عدة مراكب شراعية بالقرب من ميناء الأدبية، والعبور للشرق، وحينما وصلت وجدت قاربين من العدو الإسرائيلى، ومعهم صواريخ فرنسية، وتم استهداف المراكب الشراعية، وكنا وقتها 10 مراكب، كل مركب فيه عدد من المقاتلين، وسقط عدد كبير منهم.
 
ويشير نبيل أبو النجا، أن المحاولة السادسة جاءت باقتراح من عبد العزيز منتصر، أحد فدائيين السويس، وكان ملازم شرف فى الصاعقة المصرية، حيث اقترح الدخول بالجمال، والعبور بها فى الوديان، وصولا لأبطال الصاعقة فى الضفة الشرقية، ويتذكر أبوالنجا حديث اللواء نبيل شكرى، قائد الصاعقة السابق الذى توفى منذ عدة أيام، الذى طلب منه محفظته ومتعلقاته، لأن ذاهب بلا عودة.
 
ويتذكر أبوالنجا مجموعته، وهم الرقيب أول السنوسى أمين، وعريف متطوع أحمد صالح، وعريف متطوع محمد فراج، ودليل بدوى يعمل قصاص آثر، ويتذكر أنهم قاموا بالصلاة، وتعهدوا على المصحف، أنهم إما أن يحققوا المهمة، أو يستشهدوا فى سبيل تحقيق ذلك، وبدأت المهمة بالتنسيق الكامل بين أسلحة الجيش المختلفة، حيث بدأت بعبور قافلة الجمال من الضفة الغربية للقناة عند كوبرى الشط إلى الضفة الشرقية، وتم تحديد النقاط التى يمكن التسلل منها بالجمال والتوغل فى العمق بحذر شديد، على أن يكون التحرك ليلاً فقط والاختفاء نهاراً حتى الوصول لمنطقة مضيق سدر على بعد نحو70 كيلو مترًا والاتصال برجال الصاعقة.
 
ويقول نبيل أبوالنجا، إنهم تحصلوا على 40 لـ50 جملا يحملون الذخيرة والمؤن، منهم 4 أو 5 جمال، لهم مواصفات خاصة، لحمل حمولة ضخمة، ونزلنا فى محطة السويس، حتى وصولا لكوبرى العبور، وحملنا الجمال حتى وصلت إلى كوبرى الشط كان متبقى 20 جملا، وحتى عبرنا كان هناك 12 جملا.
 
كانت المهمة صعبة للغاية، فهم يحملون مؤنا لأبطال الصاعقة، ورغم ذلك لم يقترب أبوالنجا ورجاله من المؤن، حتى أنهم اعتمدوا على عصارات النباتات فى الصحراء للقضاء على عطشهم، متذكرا أن الرقيب أول السنوسى أثناء تنفيذه المهمة، سقط أثناء سيره، فقررنا حمله، وتعاهدنا ألا نتركه حتى نعود به سالما، وفى اليوم الثانى، لدغ أحمد صالح من «طريشة» أثناء تواجدنا فى المغارة، ووقتها شرحت قدمه بالخنجر، وكاد أن يموت، لولا عناية ربنا، وحملنا الفردين معنا لمسافة 180 كيلو مترا، حتى عودتنا لقيادة الجيش فى الضفة الغربية.
 
ووجد نبيل أبوالنجا ومجموعته أنهم أمام رحلة معاناة كبيرة لحمل الفردين، حتى أنه قرر أن يعطى لكل فرد منهم «غطا زمزمية» فى اليوم من المياه، وخطط كيف يحمل الأفراد المصابين فى مجموعته، فبحث فى الوادى، فأكرمه الله أن يجد دابة فى الصحراء، ليحمل عليها المصابين، ويسير بهم فى الوديان.
 
وبذلك تكون محاولة نبيل أبوالنجا، ومجموعته، قد عاصرا وشاركا فى 6 محاولات من 6 أكتوبر، وحتى 21 أكتوبر، سقط فى سبيل تحقيق المهمة مئات الشهداء، وذلك حتى يساعدوا زملاءهم، لوقف اللواء المدرع الإسرائيلى، وتم تحقيق المهمة بنجاح، وتكريمهم من قبل الدولة المصرية.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة