"بشرة خير".. مياه السيول تروى أراضى شمال سيناء بعد غيابها 10 سنوات.. الأهالى يحتفلون: تحمل الخير لنا ولأراضينا.. جددت المخزون الجوفى للعريش.. واستخدامها فى زراعة أكثر من 20 ألف فدان بالقمح والشعير والعدس

عاد السيل لمدينة العريش بشمال سيناء قادما من أقصى جبال وسط سيناء حيث أعلنت الإدارة العامة للمياه الجوفية بشمال سيناء امتلاء مفيض سد الروافعة فى وسط سيناء بعد ملء بحيرة السد عن آخرها بالمياه بسعة تخزينية 5.3 مليون م3.

يستمتعون بالسيول

وفاضت مياه الأمطار من مفيض السد إلى مجرى وادى العريش فى اتجاه مدينة العريش مساء الأحد، ومرت بسلام فى مجرى وادى العريش الذى تم حمايته وتهذيبه بمعرفة الإدارة سنة 2010 فى اتجاه المصب .

يتابعون السيل ويثقون

وقضى المئات من أهالى شمال سيناء من مختلف الأعمار ليلة وصول مياه السيل واليوم الثانى على جانبى مجرى السيل الذى اخترق وسط المدينة عبر المجرى المخصص له قادما من أعالى جبال وسط سيناء وصولا للبحر المتوسط.

معىالسيل يلتقط شاب صورة تذكارية

واصطحب الأهالى أطفالهم فى مجموعات واتخذوا أماكنهم على الجانبين فى وضع الجلوس والوقوف وهم يشاهدون سير مياه السيل بقوتها تجرف أمامها زراعات الخضراوات المنتشرة فى مجراه معتبرين أنها لحظات تاريخية حرص البعض على توثيقها بالصور والفيديو بهواتفهم المحمولة فى حين خاطر بعض الشباب وهبطوا لمجرى الوادى لالتقاط صور السيلفى.

مع السيول

واعتبر أصحاب المقاهى المنتشرة على جانبى مجرى وادى العريش، أنها فرصة لهم واستقبلوا القادمين للاحتفال بوصول السيل ومشاهدته.

وقال محمد حمادة من الأهالى، إنه يسكن ضاحية السلام، وبمجرد سماعه أن السيل قادم سارع لانتظاره على الجانب الشرقى من مساره.

اشر تقضى سهرتها على مسار السيل

وأضاف سامى حسين، أحد المزارعين فى مجرى وادى العريش، أنهم فوجئوا بالسيل قبل وصوله بنحو 30 دقيقة وسارع كما سارع غيره بسرعة إبعاد شبكات رى وماتور سحب مياه ومعدات زراعية من المكان لينجوا من جرفها، أما الزراعات التى كان يزرعها فهى الجرجير والبصل وخضراوات منوعة كانت مصدر رزق له يوميا يحقق منها دخل ما بين 50 إلى 150 جنيهًا، وهى فى موقع مجرى السيل بنطاق أراضى توارثته عائلته، التى اعتادت على مفاجآت السيل أكثر من مرة .

اطفال يتابعون السيل

وقال "سامى عبدالعزيز"، من أهالى وسط مدينة العريش، إنه اصطحب أطفاله وزوجته وحرص على الجلوى فى انتظار وصول السيل والانتظار طوال الليل لمشاهدة تدفقه .

اعداد كبيرة من المتابعين

وقال "أحمد عبدالموجود":  قضينا ليلة كأننا على النيل، حيث امتلأ مجرى الوداى بالمياه والناس على الجانبين كان المنظر خلابا وممتعا لنا هنا فى العريش، وهذا يجعلنا مع المسئولين نفكر جديا فى كيفية أن يبقى هذا المكان دائما فيه ماء بهذا المشهد البديع .

الاسر فى العريش تشاهد السيل

وجابت سيارات مرفق إسعاف شمال سيناء جوانب مجرى السيل، كما انتشرت دوريات الشرطة، وشهدت حركة المرور عبر الكبارى التى تعلوا مجرى وادى العريش وتربط شرق مدينة العريش بغربها انسياب طبيعى لها بدون أى زحام .

الجميع يتابعون

وفى تصريح رسمى قال علاء عطوة مدير العلاقات العامة والإعلام بمحافظة شمال سيناء إن منسوب مياه السيل فى أول وصولها لمدينة العريش قدرت بارتفاع من 30 إلى 40 سم.

السباب يتابعون السيول

وأعلن مجلس مدينة العريش فى بيان له انعقاد الاجتماع التنفيذى الثانى برئاسة رئيس المدينة وحضور سكرتير عام مجلس المدينة ومديرى إدارات المجلس ورؤساء قطاعات الاحياء ومديرى عموم مديريات مدينة العريش، فيما أعلنت مديرية الصحة رفع حالة الطوارئ بالمستشفيات.

السيل ليلا فى مدينة العريش

وتفقد اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء مسار سيل وادى العريش، معلنا فى أول بيان رسمى لمحافظة شمال سيناء بعد وصول السيول لمدينة العريش على الاستفادة من مياه السيول فى تغذية المياه الجوفية بالمياه، بجانب عمليات الزراعة حيث يتم توفير التقاوى بنصف قيمتها تخفيفًا على المزارعين ولتشجيع التوسع فى الرقعة الزراعة، بجانب توفير الميكنة الزراعية من جرارات وآلات زراعية للمزارعين بنصف قيمتها.

الشباب يهبطون لمجرى وادى العريش لمتابعة السيول

وأشار المحافظ خلال تفقده السيل فى مجرى وادى العريش، إلى أنه يتم مخاطبة وزارة الزراعة لتخفيض قيمة تقاوى القمح والشعير والميكنة الزراعية إلى النصف تخفيفًا عن كاهل مزارعى المحافظة ولتشجيع عمليات التوسع فى زراعات القمح والشعير خاصة مع توافر المياه اللازمة للزراعة.

اهالى يتعابعون السيول بالعريش

وأوضح المحافظ أنه تم وضع خطة متكاملة لمواجهة أخطار الكوارث والأزمات التى يمكن أن تتعرض لها المحافظة وفى مقدمتها السيول والأمطار الغزيرة فى فصل الشتاء، وذلك بالتعاون مع الجهات التنفيذية المعنية .

اهالى العريش يشاهدون السيل

وأشار المحافظ إلى قيام سكرتير عام المحافظة بحصر جميع المركبات من سيارات ولوادر ومعدات مختلفة والموجودة فى ديوان عام المحافظة، وتفعيل خطط صيانة المركبات والمعدات ومهمات الايواء الخاصة بمواجهة السيول وتداعياتها .

جوانب مجرى السيل تزدحم بالاهالى

وشدد المحافظ على رفع كفاءة التجهيزات بمستشفيات المحافظة وتوفير التخصصات ورفع كفاءة الخدمات الطبية وتوفير الأدوية والأمصال وأكياس الدم اللازمة، والتأكيد على تواجد وسيلة اتصال دائم بين المستشفيات ومرفق الإسعاف .

سليفيهات السيل

وطالب المحافظ مديرية الزراعة بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية والرى وكافة الجهات المعنية للحماية من أخطار السيول فى الأماكن الأكثر تعرضا، وتوفير التقاوى للمواطنين للاستفادة من مياه الأمطار ووضع آلية لتوزيعها على المزارعين، وتحديد مساحات ومناطق الزراعات الأكثر تعرضا لمخاطر السيول، بجانب قيام مديرية الشباب والرياضة بوضع وتنفيذ خطط تدريب الشباب على أسلوب مواجهة السيول وأعمال الانقاذ والاسعاف والاطفاء ونصب الخيام فى معسكرات الايواء العاجل، واعداد وتجهيز مراكز الشباب والأندية التى يمكن استدامها كمراكز ايواء .

سهرة مع السيل

وقال المحافظ أن مديرية التموين والتجارة الداخلية تقوم بالاحتفاظ باحتياطى من السلع الغذائية بمختلف أنواعها، وكذا الاحتفاظ بالاحتياطى الاستراتيجى من الوقود بأنواعه، وتوفير الوسائل الاحتياطية لضمان تشغيل المخابز بكامل طاقتها، بجانب قيام شركة توزيع الكهرباء فى اتخاذ ما يلزم تجاه وصلات الكهرباء بالآبار الموجودة فى مجرى الوادى، وكذا اتخاذ ما يلزم تجاه أعمدة الكهرباء الموجودة فى مجرى الوادى بالتنسيق مع الادارة العامة للمياه الجوفية ومجلس مدينة العريش، والعمل على استبدال الأسلاك الكهربائية بكابلات أرضية بعمق متر، ومراجعة حالة محولات الكهرباء والكابلات الأرضية فى المناطق التى تتجمع فيها مياه الأمطار .

سيلفى السيل

ووجه المحافظ جمعية الهلال الأحمر المصرى بتوفير كافة مهمات وتجهيزات الاغاثة ومراكز الايواء العاجل، وتوفير فرق من الشباب المتطوعين للتدخل فى حالة حدوث طارئ بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية والجهات المعنية.

شاب يخاطر للاقتراب من مياه السيل

وقال المهندس  مدحت فكرى، مدير الإدارة الزراعية بمركز الحسنة بوسط سيناء، فى تصريح ل اليوم السابع، إن نحو من 15 إلى 20 الف فدان اصبحت جاهزة للزراعة بالقمح والشعير والعدس بعد ارتوائها بمياه الأمطار والسيول خلال ال24 ساعة الماضية.

شباب مع سيل وادى العريش

وأضاف أن هذه المناطق تتوزع بكافة قرى المركز ومن بينها مناطق وادى العمر والقسيمة والمنبطح والجفجافة والمقضبة وأم شيحان ووادى الجرافى ومجرى وادى الازارق والسعايدة، متابعا أن الكمية المقدرة من التقاوى التى يحتاجها كل فدان هى 30 كيلو جراما.

شباب يلتقطون السيلفى مع السيل

من جانبه قال المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، انه تم عن طريق مكتب محافظ شمال سيناء ارسال مذكرات عاجلة لوزير الزراعة لسرعة توفير التقاوى الزراعية، لافتا انه فور وصول الموافقات والتقاوى فالمزارعين بدورهم فى حالة جاهزية وستقوم المديرية بالدفع بالجرارات الزراعية والتنسيق مع جهات الاختصاص .

متابعة عن قرب للسيل

وأشار إلى أن المساحات المحددة جميعها بشكل مبدئى فى نطاق مركزى الحسنة ونخل بوسط سيناء والتى تعرضت لسقوط أمطار وسيول .

وطالب مشايخ ورموز وسط سيناء والمزارعين بسرعة نقل التقاوى لمناطق وسط سيناء ورزاعة هذه المساحات قبل جفافها، مؤكدين ضرورة تقديم كافة الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الزراعة الدعم اللازم.