قلعة كوبرى الصفارة بعزبة البرج.. بناها الفرنسيون لحماية سواحل دمياط

تضم محافظة دمياط العديد من الآثار التى لا تزال مجهولة إلى الآن ولكن مع مرور الزمن يكشف الأثريون الستار عن بعضها لتوضح القيمة المكانية لدمياط، كأحد المواقع الساحلية والتى كانت تتميز بخصوصية متفردة.

يقول الدكتور تامر العراقى، الباحث فى الآثار والحضارات القديمة، إن دمياط كانت واحدة من أهم الثغور المصرية فى العصور القديمة، وقد عرفت بأرض البحارة فى العصر الفرعونى، نظرا لتميز موقعها الجغرافى على البحر المتوسط، حيث عرفت بمدينة البحر والنهر والبحيرة، مما جعل لها أهمية كبيرة وإن كانت المخلفات الأثرية لم تمدنا حتى الآن ولم تتكشف بعد فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية بوجود موانئ إلا بعض القطع الأثرية والتماثيل التى تم انتشالها من بوغاز دمياط بالصدفة عن طريق صيادين عزبة البرج.

وأشار تامر العراقى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أنه فى العصور الوسطى والإسلامية فقد شهدت دمياط غزوات وهجمات من الروم بعد الفتح الإسلامى فى عصر الولاة، كذلك الحملات الصليبية على دمياط خاصة الحملتين الخامسة والسابعة، مما جعل الحكام والولاة يولون اهتماما بإقامه القلاع والتحصينات العسكرية على سواحل دمياط، وكان من أهمها قلعه البوغاز الشرقية أو قلعة كوبرى الصفارة كما تعرف الآن.

وقال العراقى إن القلعة تقع بمدينة عزبة البرج بجوار كوبرى يعرف بكوبرى الصفارة حاليا، ويحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الغرب نهر النيل، والقلعة مهدمة حاليا وبحالة معمارية غير جيدة، وهى عبارة عن أطلال ومنخفضة عن الطريق وقد بنى على طرفى البوغاز فناران لإرشاد السفن واحد فى الشرق والآخر فى الغرب وهما من أعمال الخديوى إسماعيل.

ويرجع تاريخ بناء القلعة حسب الدراسة الأثرية التى قامت بها الدكتورة أمل محفوظ فى رسالتها البحثية بجامعة القاهرة، بأن القلعة قام ببنائها الفرنسيون إبان الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت من (١٧٩٨ :١٨٠١)، حيث بنيت على أنقاض قلعة مملوكية قديمة.

وعن الوصف المعمارى للقلعة فهى عبارة عن مساحة مستطيلة ذات واجهة رئيسية من الناحية الجنوبية للقلعة، أما باقى الواجهات فقد اندثرت ويعتقد بأنه كان يوجد برجان دفاعيان فى الضلعان الجنوبى الشرقى والغربى من القلعة، أما التخطيط الداخلى للقلعة عبارة عن فناء يتوسطه برج وحجرات للجنود ومخازن للبارود وجبخانات لتصنيع السلاح، وكان يوجد بالقلعة أربعة مدافع من طراز آرمسترونج يرجع تاريخها لعصر الخديوى اسماعيل عام ١٨٨٩م.