محمود عبدالراضى

العيون الساهرة أسفل الأمطار

الخميس، 24 أكتوبر 2019 09:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أمطار ضربت القاهرة وعدة محافظات أخرى، وسط توقعات من الأرصاد الجوية، بهطول الأمطار في عدة محافظات أخرى خلال الأيام المقبلة تصل لحد السيول، لا سيما فى بعض محافظات الصعيد.

 

ومع هطول الأمطار في الشوارع، يسرع المواطنين الخُطى هرباً من المياه، ويفضل آخرين التواجد في المنازل بعيداً عن "الطين"، ويراقب البعض المشهد عبر منصات التواصل الاجتماعي، من خلال "كام صورة على صفحته مع تعليقات ساخرة".

 

ويبقى رجال المرور صامدين في مواجهة المياه التي تتساقط عليهم، دون أن تحرك لهم ساكناً، تغرق ملابسهم من المياه، فلا يبالوا بها، يتحركون أسفل المياه المتساقطة بقوة، ينظمون حركة المرور، ويساعدون مسنا في عبور الطريق، وسيدة في الوصول لأولادها سالمة، مؤمنين برسالتهم المقدسة.

 

هؤلاء الأبطال الحقيقيون لا تعطلهم الظواهر الطبيعية عن العمل، فيقفون في برودة الشتاء القاسي ليلاً، يؤدون عملهم، ويتحركون في نهار الصيف الحار لا يبالون بالشمس وقسوتها، مؤمنين بأن أعينهم لن تمسها النار، لأنها تبات تحرس في سبيل الله.

 

ينضم إلى هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أبطال الحماية المدنية، الذين يتحركون في الشوارع الغارقة، يسحبون المياه ويمهدون الطرق أمام المواطنين، يتحركون وسط المياه المتراكمة فيلطخ الطين ملابسهم، ولا يمنعهم ذلك عن أداء عملهم.

 

هؤلاء الأبطال لا يبحثون عن صورة "سيلفي" لوضعها على الفيس بوك، وإنما يبحثون دوماً عن راحة غيرهم، يقفون ساعات طويلة بالشوارع في ظروف طقسية سيئة، وابتسامة الرضا تملأ الوجوه، يتركون زوجاتهم وأطفالهم في منازلهم لساعات طويلة لا يعرفون عنهم شيء، فهم مشغولون دوماً براحة غيرهم.

 

هؤلاء الأبطال الحقيقيون، يستحقون منا التقدير، حيوهم وأنتم تسيرون في الشوارع، قدموا لهم الشكر ، وزعوا عليهم ابتسامة الحب والتقدير فهم أبناؤنا وجيراننا وإخوتنا، يتعبون من أجلنا فكافئوهم بالود.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة