تفاعل أطفال مدينة برج البرلس مع فنانين من 18 دولة، وشاركوهم في الرسومات المتعددة ، واظهروا اندماجاً كبيراً برغم اختلاف اللغات ، ولكن لغة الفن وحدت جميع المشاعر ،وتشابكت أنامل الاطفال بأصابع الفنانين لتعليمهم كيفية الإمساك بالفرشاة ،والرسم والإبداع.
ولم يكتف الفنانون ال40 من 18 دولة بالتعبير عن مدينة البرلس وأهلها ومهنة الصيد فقط، ولكن رسموا العديد من الشخصيات وخاصة كبار السن، كما عبروا عن طبيعة البرلس التي يحيطها البحر وبحيرة البرلس من 3 جهات، وكأنها شبه جزيرة، إضافة لبساطة قاطنيها، كما ارتدت عدد من الفنانات ملابس أهالي البرلس للتصوير بها، كما شاركوهم أعمال الخوص.
قال محمد علي محمود، تلميذ بالصف الثالث الابتدائي: أعجبني رسم الفنانين، وكنت أرافقهم بعد خروجي من المدرسة، ورفضت التوجه لدرسي عند منزل المدرس، لأتفرج عليهم انا مبعرفش ارسم بس حبيته لما شفت الفنانة الأجنبية بترسم، وكمان خلتنى امسك الفرشة وأدهن باللون الاحمر جانب من رسمه على منزل عمي محمد عبدربه، وأعجبني رسم فنانة لسيدة ترفع يديها للسماء وتدعو الله .
وأكدت مريم عبدالرحمن الجزيرلي، بالصف الاول الإعدادي: اعجبتني أشكال منازل البرلس بعد تجميلها وتزيينها بالرسومات، وكأن البرلس جزء من أوربا، وأتمنى أن يأتي السياح لمدينتنا، ويستمتعوا بشاطئ البحر المتوسط وببحيرة البرلس، وبالرسومات الجميلة، وأنها تنتظر كل عام ملتقى البرلس لتشاهد الفنانين وتتعرف عليهم، وتتعلم منهم كيفية رسم الأشخاص، مؤكدة أنها تسير بين شوارع مدينتها وتنظر للجدران كأننا تتكلم معها، وكلما مررت بشوارع كنت فيه من الفنانات تذكرتهن بعد مغادرتهن للبرلس .
وأضافت مريم عبدالرحمن: الفنانون تركوا لنا ذكرى ستظل طوال عام كامل، حتى نستقبل آخرين من دول أخرى يعبرون عن انفسهم وعنا برسومات، مؤكدة أن أجمل ملاحظته التعاون الكبير من أهالي البرلس مع الفنانين، فكانوا يجلسون في بيوت الصيادين ويأكلون معهم ومنهم من شارك الستات في إعداد الطعام فملتقى البرلس ينقل لهم ولنا خبرات متعددة وعادات وتقاليد.
وأكدت رحمه محمد سعد، بالصف الثالث الابتدائي: قضينا أيام جميلة مع الفنانين فكانوا يحبون ان نكون معهم، فعلمونا الرسم، وكانوا يجعلوننا نؤدي بعض الحركات كرفع اليدين ومدها بطريقه معينة ويرسموننا، ومنهم رسم طيور ترفع جناحيها، مشيرة إلى أن ما أسعدها نشر صورها وصور أطفال البرلس على صفحات الفنانات المصريات والأجنبيات.
وأضاف علي أحمد الجزايرلي، طالب بالصف الثالث الإعدادي: تزينت منازلنا بالرسومات الجميلة، وعشقنا فن الرسم من الفنانين، فعلاً الرسم لغة المشاعر، مؤكداً أنه شارك في تلوين عدد من الجدران، متمنياً أن لا يكتفي الفنانون برسم منازل البرلس فقط، فهناك مناطق جميله مطلة على البحر المتوسط في مصيف بلطيم، لو لونوها لزاد الاقبال على المصيف خاصة من السياح.
وأكدت صفاء محمد عمر، طالبة بالصف الأول الثانوي: نعتبر ملتقى البرلس، وسيلة للتواصل مع الفنانين العرب والأجانب، لتكون البرلس وجهه سياحية مشرفه، ويحرص أهالي البرلس على حسن معاملة الفنانين، لانهم رسل لمواطنيهم في بلادهم ينقلون لهم بالصوت والصورة والقصص ما وجدوه من أهالي البرلس البسطاء الكرماء من حسن معاملة وتعاون، وتوفير كل احتياجاتهم.
وقال الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن، مؤسس ملتقى البرلس، إنه عمل على إزاحة الأفكار الهدامة والرجعية بالفن، مع تهذيب الروح ورفع الذواقة وتنمية قيم التسامح والتصالح، والعدل والخير وقَبول الآخر، وذلك بدعم محافظة كفر الشيخ ووزارة الشباب والرياضة وجامعة المستقبل وقطاع الفنون التشكيلية.
وأضاف عبدالمحسن: منطقة البرلس كانت مصدر إلهام له على فترات طويلة، واستلهم منها أعماله التشكيلية، بجميع التقنيات الفنية المتنوعة، لهذا فكَّر في تنظيم مهرجان تشكيلي سنوي فيها؛ حيث تتوافر بها كل وسائل الجذب السياحي، وطاقات إيجابية ملهمة للفنانين.
وقال عبد المحسن ، تواجد بالملتقى 40 فنان من 18 دولة عربية وأجنبية ،مؤكداً أن الملتقى شهد ورش للأطفال من سن 4سنوات ل 16 سنة لتعليمهم الرسم، وورش الرسم على الخشب "بقايا الأشجار التي يصنع منه المراكب"، و بقايا القماش الملون وورش المحارة، والأطفال يشاركون الفنانين وشباب الجامعات الرسم لاكتساب الخبرات والاحكتاك بالفنانين.
وقال عبد المحسن ، إن جدران المنازل كانت جزء من أنشطة ملتقى سنوي تقوم به مؤسسته للسنة السادسة على التوالي، لمدة أسبوعين، وفي كل مرة يدعو فنانين مصريين وأجانب للمشاركة في تنمية المنطقة، لتسويق برج البرلس كمنطقة سياحية لخلق مناخات جديدة للسياحة المصرية بتسليط الأضواء عليها، وجذب فئات مختلفة من جنسيات متعددة للتفاعل مع المنطقة والاطلاع على جمالياتها والتعايش معها وما يتركه ذلك من أثر كبير داخل وخارج مصر لإيصال رسالة أن مصر بلد الأمن والأمان، ومحاولة خلق فرص عمل جديدة من خلال الجذب السياحي للمنطقة، والتواصل بين الفنانين المصريين والأجانب وتقديم موضوعات مستمدة ومستلهمه من تاريخ وتراث المنطقة.
وأضاف عبد المحسن: من بين أهداف الملتقى تنشيط الحياة الثقافية في مدينة برج البرلس بإتاحة المجال أمام مختلف شرائح المجتمع بالتعايش مع مجموعه من الفنانين والمثقفين اللذين سيقدمون عروض ثقافية وفنية نوعية ذات مضامين فكرية تتماشى مع المجتمع إسهاما في تطوير المجتمع ورفع الذوق العام وتنمية المواهب وتنمية الإحساس بالجمال، وتنمية المشاركة المجتمعية من خلال المهرجان لينمو التفاعل الايجابي في المجتمع ويتغير السلوك ،ليصبح سلوكا حضريا من خلال التعامل مع الفنون المختلفة، إشاعة ونشر ثقافة الفرح والبهجة داخل المجتمع البسيط ونشر قيم العدالة والحرية والإنسانية بإيصال حقهم من الثقافة والفن إليهم في دارهم بعيدا عن مركزية المدن الكبرى بحيث يعتاد الناس على الجمال والخير وبث روح التعاون.
وقال عبد المحسن، إن الملتقى حدث فني مهم لفنانين من كل دول العالم، يرسمون بيوت البرلس في وسط الأهالي شباب وأطفال ونساء، كله يتفاعل مع كله في فرحة، ونهتم بإقامة حدث يتفاعل به الجميع، ويترك أثره في النفوس وذاكرة بصرية ووجدانية لن تمح، وشدد على أنهم مهتمون بتغيير السلوك للأفضل، واستخدام الفن لإزاحة المساحة التي امتلأت بالتخلف والإحباط والتطرف، وهذا ما ظهر جليا مع ختام الملتقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة