سلطت قناة "إكسترا نيوز" الضوء على رد فعل الشارع اللبنانى على الإجراءات الإصلاحية التى أعلن عنها رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، وما إذا كانت هذه الإجراءات ستهدئ من غضب الشارع اللبنانى.
فى هذا السياق قال المحلل السياسى اللبنانى، أمين قمورية، إن ورقة الإصلاح التى طرحها رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى وما طرحه من قرارات لا يعبر كثيرا عن الشارع اللبنانى.
وأضاف المحلل السياسى اللبنانى، فى تصريحات لـ"إكسترا نيوز"، أنه رغم وجود بنود إصلاحية فى تلك الورقة لكن كان هناك بعض المطالب التى كان الناس فى لبنان يريدونها وهذا لا يقلل كثيرا من الهوة الموجودة بين القيادة السياسية اللبنانية وبين الشارع اللبنانى.
وتابع أمين قمورية: الشعب اللبنانى ليس لديه ثقة فى تلك السلطة والتغييرات المطلوبة لم يتم التطرق لها، وهناك إصلاحات جزرية مطلوبة لم يتم التطرق لها وهى أهم من الإجراءات السياسية فلابد أن يكون هناك ضمانات سياسية .
بدوره أكد رفيق شلالا مستشار الرئيس اللبناني، أن الإصلاحات التى أعلن عنها سعد الحريرى رئيس الوزراء اللبنانى لم تأت متأخرة وسنستمر في التواصل مع المتظاهرين.
وقال مستشار رئيس الجمهورية اللبناني، فى تصريحات لـ"إكسترا نيوز" :"كنا نتوقع تجاوب أكثر من المتظاهرين فى بيروت والمناطق على الإصلاحات التى أعلنها سعد الحريرى، ولكن عندما يطلعوا على تفاصيل القرارات التى صدرت اليوم عن مجلس الوزراء اللبنانى وهى قرارات تاريخية لأول مرة تصدر فى تاريخ لبنان سيكون هناك رد فعل أفضل ونأمل ذلك".
وتابع رفيق شلالا: المهم أن الحكومة اتخذت هذه القرارات ومن المهم تنفيذ هذه القرارات ونحترم رد فعل المواطنين وأرجو أن يكون هناك تفهما أكبر من المواطنين.
من جانبه أكد نزيه خياط، عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبنانى، أن أطراف السلطة في لبنان منهمكون بالمناكفات السياسية الداخلية ووضع العقبات أمام مشروع رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريري الإنقاذي الوحيد والدخول في سياسة المحاصصة الانتفاعية ووضع المشاريع لتلزيمها للأزلام ولشركائها وليس للمصلحة الوطنية العامة وتغطية الفساد والفاسدين في الدولة وخارجها لتحقيق الربح غير المشروع من خلال نهب المال العام.
وأضاف عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبنانى، لـ"اليوم السابع"، أن هناك انغماس لحزب الله فى الصراع الإقليمى وتهجمه على دول عربية مركزية كدول الخليج العربى وفى مقدمتها السعودية ما أدى إلى توتير علاقة لبنان بمحيطه العربي وعدم التزامه بمبدأ النأي عن النفس وتدخله في الصراعات الإقليمية والشؤون الداخلية للدول العربية ناهيك عن مصادرته لقرار السلم والحرب مع العدو الصهيوني على حساب الدولة اللبنانية.
ولفت نزيه خياط، إلى أن هذه العوامل أدت إلى تراجع في الاستثمار والنمو وفرص العمل وتراكم الدين العام وعجز في المالية العامة وتراجع الناتج القومي وعجز في الميزان التجاري وزيادة نسبة البطالة والإغلاق المضطرد للمؤسسات التجارية وارتفاع مستوى خط الفقر بين اللبنانيين إلى 30 ٪ و زيادة الضرائب المباشرة وغير المباشرة على المواطن اللبناني وتراجع حاد في عائدات القطاع السياحي الذي يشكل المواطن الخليجي 90٪ منه، جميعها أدت الى ضغوط اجتماعية وهذا ما أدى إلى الانفجار والانتفاضة الاجتماعية منذ أيام والتي فاجأت وتجاوزت جميع الأحزاب في لبنان وفي مقدمهم حزب الله الذي أربكته جداً حركة الاحتجاجات كما باقي الأحزاب.
وتابع عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبنانى: الخروج من هذا المأزق الخطير لا يكون إلا من خلال مشروع إصلاحي حقيقي يعيد هيكلة الدولة وتحديثها وتخفيف الضغط عن القطاع العام وترشيقه وترشيد الإنفاق وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة ويعيد المبادرة المرنة إلى القطاع الخاص، يتقدم به الحريري إلى جميع القوى والكتل النيابية بحيث يشعر من خلال هذا المشروع كل مواطن أنه معني به ولكن شرطه إحداث صدمة إيجابية له مع ضرورة تحديد آليات عمل واقعية وتنفيذية عاجلة له و تكون له مقاربات اجتماعية سريعة تتجاوز المقاربة الرقمية و الحسابية التي اعتمدت في موازنة 2019 بهدف اعادة بناء اولى خطوات الثقة مع اللبنانيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة