الرضا سر السعادة.. «عم عباس» أقدم ماسح أحذية بالغربية: عايز أربى أولادى بالحلال

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019 05:00 ص
الرضا سر السعادة.. «عم عباس» أقدم ماسح أحذية بالغربية: عايز أربى أولادى بالحلال أقدم ماسح أحذية بالغربية
الغربية محمد طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الرضا سر السعادة " مقولة يؤمن بها أحد ماسحى الأحذية بل وأقدمهم أمام محطة قطار مدينة طنطا بمحافظة الغربية، والذى يعمل فى هذه المهنة منذ 40 عاما، اشتهر بها بين جميع الركاب وأصحاب المحال المجاورة له والأهالى، يأتى إليه الجميع لينظروا إلى الابتسامة على وجهة .

كل هذه المعانى وغيرها تتجسد فى " عباس عبد العال " الذى يبلغ من العمر 58 عاما، راضى بما قسمه الله له فى الحياة، ولا يلقى باللوم على الظروف التى دفعته للجوء لهذا النوع من العمل، وفى هدوء شديد ينتظر زبائنه من الصباح حتى مغيب الشمس حتى يرجع إلى منزله ليفرح زوجته وأولاده بما جناه من مال طول اليوم .

وقال عم عباس لـ " اليوم السابع ": "منذ 44 عاما وعندما كان عنده 16 عاما كنت أعمل حدادا مع والدى، مشيرا إلى أن والده كان يمتلك ورشة حدادة، وبعد وفاة والدة تم غلق الورشة لقلة الرزق بها، واضطر إلى اللجوء للعمل فى ورش حداده آخرى، وهى الصنعة اللى اكتسبها من والده ولكن تعرض لظلم من أصحاب الورش فلجأ لمهنة ماسح الاحذية .

وأضاف أنه لم يجد أمامه سوى هذا العمل حيث أنه عمل بالمثل الشعبى ”الجودى بالموجود” فقرر النزول فى الشارع وذهب للنجار وصنع له صندوق خشبى للأحذية وقام بشراء الادوات الخاصة بمسح الأحذية وفور تجهيز الصندوق الخشبى والانتهاء من شراء معدات تلميع الأحذية، قرر عدم التركيز على كلام الناس والأهل والأقارب ونظرتهم السيئة له، لعمله فى هذه المهنة بعد أن كان والده معلم كبير ولديه ورشة حداده كبيرة ومعروف لدى الناس، أصبح يعمل ماسح أحذية.

وأشار أنه رفض التعليم منذ الصغر وكان والده يصر أن يتعلم، وفى السنة السادسة من المرحلة الابتدائية ترك المدرسة ولجأ إلى العمل، الأمر الذى جعله يندم أشد الندم حتى الأن، موضحا: أن العلم هو الطريق الصحيح الذى يخرج الإنسان من النفق المظلم، ولذلك أصر على تعليم أولاده وبالفعل التحق أبنائه بالتعليم العالى بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية أحدهم بكلية التربية والأخرى بكلية التمريض .

وأوضح أنه يبدأ عمله منذ الساعة السابعة صباحا جالسا أمام محطه القطار وينهى عملة فى الخامسة أو السادسة مساءً، ليجمع من المال حوالى 100 جنيه ينفق منهم على أسرته ويشترى معدات التلميع الناقصة، مضيفا: أنه معروف بين جميع المتوافدين باستمرار على محطة القطار، وأنه يجلس فى هذا المكان منذ أن عمل فى هذه المهنة .

وأضاف أنه يسكن فى شقه إيجار يدفع لها كل شهر 700 جنيه وغير أنه يصرف على أولاده الذين يدرسون فى الجامعة، هذا غير تجهيز ابنته، فهو لا يستطيع تجهيز ابنته المخطوبة، وليس لديه مقدرة على كل هذه النفقات .

وفى نهاية حديثة طالب "عباس" من اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، بضرورة النظر إلى ظروفه الصعبة بعين الرحمة واستخراج معاش يساعده فى تجهيز ابنته، حيث أنه ليس لديه مصدر رزق سوى هذا العمل الشاق الذى لم يعد يقدر عليه نظرا لكبر سنه .

 

 أقدم ماسح أحذية بالغربية (1)
 
 أقدم ماسح أحذية بالغربية (2)
 
 أقدم ماسح أحذية بالغربية (3)
أقدم ماسح أحذية بالغربية (3)

 

 أقدم ماسح أحذية بالغربية (4)
 
 أقدم ماسح أحذية بالغربية (5)
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة