فى 15 أكتوبر 2008 أُعلن رسمياً استئناف العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان، وشهد مقر وزارة الخارجية السورية فى دمشق توقيع بيان مشترك بين وزيرا خارجية سوريا وليد المعلم ولبنان فوزي صلوخ آنذاك، إيذانا بفتح السفارات في كلا البلدين، وذلك بعد 3 سنوات من انسحاب الجيش السورى فى ابريل 2005 والذي هيمن على الأراضى اللبنانية بعد عام 1990، وانتهى بذلك تواجد استمر 27 عاما كان يؤرق السوريين الذين خرجوا بالملايين قبل أشهر من الانحساب فى مارس 2005 يطلبون من الجيش السوري مغادرة لبنان وإنهاء الوصاية عليه.

سارت العلاقات الدبلوماسية فاترة، غير أن حزب الله اللبنانى انخرط فى الأزمة السورية بشكل كبير ولم تعد الدولة اللبنانية تنأى بنفسها فى هذا الملف، ومع تطور الأزمة تم تجميد التنسيق بين البلدين سواء عبر السفارات أو عبر المجلس الأعلى اللبناني - السوري، وبقى التنسيق الأمنى، وتواصل بين الأجهزة الأمنية خلال 3 عمليات تبادل، أجرتها جهات لبنان الرسمية والحزبية، مع مجموعات سورية مسلحة لإطلاق مواطنين لبنانيين وسوريين، وتبادل موقوفين ومخطوفين وأسرى.
كما بقى ملف النازحين السوريين في لبنان يمثل حساسية في بيروت التي استقبلت حوالى 997 ألف لاجئ حتى نهاية نوفمبر 2017، حسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة دون احتساب اللاجئين الغير مسجلين لديها، ويشكو لبنان من ضغط اللاجئين على موارده المحدودة في بلد يبلغ عدد مواطنيه نحو 4.5 مليون، حسب تقدير غير رسمي. وعاد لاجئون سوريون على دفعات من لبنان إلى سوريا، بتنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية والأمم المتحدة، لكن يقول لبنان إن هذه العودة طوعية، فيما يقول منتقدون إن الظروف غير مناسبة لعودة اللاجئين، ما يعرضهم لمخاطر عديدة.