لماذا عثمان حمدى بك الرسام الأول فى الإمبراطورية العثمانية؟!

الإثنين، 14 أكتوبر 2019 01:00 ص
لماذا عثمان حمدى بك الرسام الأول فى الإمبراطورية العثمانية؟! لوحة تعليم القرآن
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا صدقت مقولة الموسيقى غذاء الروح، فعلينا القول إن الفن التشكيلى غذاء الرؤية البصرية، خاصة عندما تقف أمام اللوحة وتتأمل تفاصيلها وكأن اللوحة المرسومة ليست مرسومة بل مصورة فوتوغرافيًا، هذه نوعية من اللوحات جسدها المستشرقون الأوائل بمنتهى الحرافية والتميز، ولذا بين الفترة والثانية، تسعى دور المزادات من مختلف أنحاء العالم، على تقديم لوحات المستشرقين الذين يقدمون جوانب الحياة اليومية فى العالم العربى والعثمانى والإسلامى للبيع بـ آلاف الدولارات ليقتنيها محبو الفنون.

ومن هنا سلطت دار سوثبى للمزادات العالمية، الضوء الفنان عثمان حمدى بك الرسام الأول، مستشرق الإمبراطورية العثمانية، فهو جسد الجسر الذى يربط بين الشرق والغرب أكثر من أي فنان آخر.

ولد عثمان حمدى بك، فى إسطنبول، وتلقى تدريباته الفنية فى باريس خلال ستينيات القرن التاسع عشر، عاش عثمان حمدى بك، حياة منتجة فنية، فهو كان "رجل نهضة" وشخصية رائدة فى الحياة الثقافية التركية فى ذلك الوقت، لا يزال تراثه يتردد صداه إلى اليوم، لدرجة أن القوانين الصارمة التى صاغها حمدى بك والتى تحكم تصدير الآثار ومنع تهريبها إلى الخارج لا تزال تركيا الحديثة ملتزمة بها.

 

لوحة الفنان عثمان حمدى بك
لوحة الفنان عثمان حمدى بك

 تعليم القرآن

لوحة تعليم القرآن رسمها عام 1890، وتصور اللوحة مسجد الأخضر الذى يتواجد فى غرب الأناضول، وبداخل المسجد "رجلان" محاطين بفانوس وشمعدان مملوكى، ويتلقى الرجل الجالس تعليم القرآن مع معلمه، ويقدر ثمن هذه اللوحة ما بين 3 إلى 5 ملايين جنيه إسترلينى.

ونظرًا لأن الفنان عثمان حمدى بك، عرف عنه إنه يتحدى المعايير الفنية والاجتماعية، فعلى سبيل المثال صور الأمام الواعظ "المعلم" يرتدى النعال على الرغم من ضرورة خلعه أثناء الدخول للمسجد.

وقال العديد من خبراء الفن، إن هذه اللوحة تصور مظهر من مظاهر التوتر الأيديولوجى والمجتمعى، مضيفين أن أعمال المستشرقين عبارة عن تركيبات جمالية مصممة لجذب انتباه الجمهور الغربى من خلال الجمع بين الكليشيهات بذكاء وامتياز.

وأوضح خبراء الفن، أن الأشخاص الذيم يظهرون فى أعماله يرجعون إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ومعظمهم من المماليك أو العثمانيين في الأصل، وفى هذا الوقت بالذات من التاريخ التركى كان هناك اهتمام بالأصول الوطنية والأسر الحاكمة للإمبراطورية العثمانية، ربما كانت الأشياء الموجودة في لوحات حمدي بك مستوحاة من موقعه الجديد كمدير للمتحف الإمبراطورى للآثار حيث قام بتوسيع مجموعات المتحف إلى مستوى مماثل للمجموعات الأوروبية.

لوحة تعليم القرآن
لوحة تعليم القرآن

جدير بالذكر، أن دار سوثبى للمزاد العالمية، سوف تقدر مزاد يحمل عنوان "المستشرقين" وذلك ليضم لوحات فنية متنوعة تمثل جانب من جوانب الحياة اليومية فى مصر والعالم والإسلامى، وذلك يوم 22 أكتوبر الجارى










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة