أكد الرئيس اللبنانى ميشال عون، أن السياسة الإسرائيلية القائمة على فرض أمر واقع جديد، بتهويد الأماكن الدينية مثل القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، والتوسع فى الاستيطان والاستيلاء الممنهج على الأراضى الفلسطينية وضم أراض تم احتلالها بالقوة كمرتفعات الجولان السوري، تمثل تجاوزا فاضحا لكل القوانين والقرارات الدولية.
وقال عون – فى كلمة له اليوم الاثنين خلال افتتاح أعمال مؤتمر "اللقاء المشرقي" والذى يناقش قضايا التنوع والتعددية والحريات – إن هذه السياسة الإسرائيلية المدعومة، والتى تناقض كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، تحول الأراضى العربية إلى مادة للاستهلاك فى المنافسات والوعود الانتخابية فى الانتخابات الإسرائيلية، كما أنها تمثل مؤشرا خطيرا لما يتم تحضيره.
وأشار إلى أن المشرق العربى وعلى الرغم من مرور عقد من الزمن، لا يزال فى قلب العاصفة، حيث يتعرض لشتى أنواع الصدمات والحروب الداخلية تحت مسمى "الربيع" والتى مزقت المجتمعات وشرذمت الشعوب، إلى جانب حروب الإرهاب التدميرية التى خلفت مئات آلاف الضحايا والمهجرين وحفرت فى ذاكرة الأجيال العربية الجديدة صورا وحشية لن تُمحى بسهولة، وصبت حقدها وجهلها على أعرق المعالم التاريخية والدينية والثقافية.
ولفت إلى انه ورغم انحسار الحروب التقليدية غير أن تداعياتها لا تزال مستمرة، مشيرا إلى وجود مخططات لاستثمار نتائج الحروب بغية تفتيت المشرق طائفيا ومذهبيا وعرقيا وجغرافيا، تمهيدا لإرساء تحالفات جديدة على أسس عنصرية ومذهبية، تتماشى مع ما يُرسم للمنطقة.
وقال عون إن "تعميم مفهوم الإرهاب الإسلامى (الإسلاموفوبيا) هو جزء أساسى من هذه الحرب، ومبدأ التكفير هو الجزء الآخر، بهما تستفيق العنصرية ويغلو التطرف، وتتعاقب أجيال خائفة رافضة متعصبة وحاقدة، ويصبح الحديث عن صراع الأديان والحضارات حقيقيا وواقعا".
وشدد على أن "الأحاديات" بجميع أشكالها الدينية والعرقية والسياسية سقطت فى جميع أنحاء العالم لصالح التعددية والتنوع، محذرا من خطورة محاولات ضرب التنوع الطبيعى فى المشرق، الأمر الذى يتطلب تطوير ثقافة جديدة تدحض كل ما يُقال ويُكتب عن صراع الديانات والحضارات، مشيرا إلى أن الحضارة الإنسانية واحدة وهى متعددة الثقافات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة