خالد ناجح

الخائن الحقير

الإثنين، 14 أكتوبر 2019 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تألم المصريون بمشاهد دخول الجيش "العارى" لتدنيس الأراضى العربية السورية فى مشهد أعاد إلى الأذهان الغزو الأمريكى للعراق، فالمشاهد واحدة ومتكررة، فالخونة الذين يحاربون مع هذا الجيش الذى تعرى أخلاقيًا بعد أن تعرى من ملابسه فى الشوارع التركية على يد مؤيدين للرئيس "قردوغان" والخونة الذين اصطفوا ورفعوا أيديهم لتحية المدرعات التركية داخل الأراضى السورية، كما فعلوها سابقًا للقوات الأمريكية، ويا ليتها قُطِعت قبل أن تُرفع لتهلل بمحتل جاء بآلياته العسكرية لضرب المدنيين العُزّل بدون تفرقة بين مسلم ومسيحى وعرب وأكراد، ويعيد إلى الأذهان الحقيقة الثابتة تاريخيا فى حق شعب الأرمن وما ارتكب فى حقهم من مذابح على يد الأتراك.
 
لكن هل تتذكرون هاشتاج "حلب تحترق" الذى أثارته اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية، وأقامت الدنيا به ولم تقعدها؟.. هل تذكرون كم الصور والفيديوهات التى تداولتها فضائيات جماعة الإخوان من داخل سوريا؟
 
 هل تتذكرون ماذا قال الإعلام الأجير من أمثال معتز مطر ومحمد ناصر الذى ما زال يتغزل فى الآليات العسكرية للمعتدى وكل "الخونة" هنا وهناك؟
أتحداهم جميعًا أن يقول أى "خائن" منهم كلمة إدانة واحدة عن هذا الغزو؟
 
لماذا انقلبت الآية كما يقولون؟.. بعدما كانت فضائيات جماعة الإخوان الإرهابية ولجانها الإلكترونية تتاجر كثيرًا باسم سوريا، الآن باعتها تمامًا وتعتبر احتلالها من قبل الجيش التركى نوعًا من أنواع السلام وليس فرض مزيد من نفوذ رجب طيب "قردوغان" الذى استأجرهم؟
 
أسباب ودوافع حقيقية للعملية العسكرية لم يعلنها "قردوغان"، ولن يعلنها، لكنها معروفة، ومكشوفة أبرزها، محاولته الهرب من الضغوط الداخلية وانخفاض شعبيته فى الداخل لفضاء خارجى أوسع يستطيع من خلاله إعادة شعبيته، بعد الانقسامات داخل حزبه، إضافة لمشكلات اقتصادية كبيرة وتهاوى العملة التركية، لذا سعى لمغازلة الأتراك بمحاولة اللعب على وتر الأمن القومى التركى الذى تدافع عنه عزة الجرف عبر "تويتر"، يوما تلو الآخر تظهر حقارة الإخوان، وخياناتهم للشعوب قبل الدول، وأن إعلام جماعة الإخوان الإرهابية المدفوع من دول محرضة على مصر والأشقاء العرب، يعملون للهدم لا للبناء، ولإشعال الفتن والنيران فى جميع البلدان العربية.
 
تبلغ أعداد مقاتلى التنظيم الداعشى فى سوريا يبلغ نحوهم 18 ألف مقاتل، قوات سوريا الديمقراطية استطاعت أن تحتجز 12 ألف مقاتل داعشى داخل 7 سجون بشمال سوريا، بينهم 4 آلاف أجنبى، وهدف "قردوغان" من العملية هو تحرير هؤلاء الدواعش الذين يمكنهم شغل وإرباك النظام السورى وعدد من الدول العربية الأخرى بعمليات إرهابية لاستنزافها بالاضافة لاستخدامهم فى دعم الاقتصاد التركى المنهار.
 
وهنا لابد أن نسأل عن انهيار الاقتصاد التركى وارتباط هذا الانهيار بالقضاء على الدواعش؟ والاجابة تأتى من روسيا التى قالت إن "قردوغان" كان وعائلته يسرقون ويتاجرون فى النفط السورى والعراقى وهنا يتضح الهدف الحقيقى من الاعتداء التركى وهو تحرير الدواعش الذين يستخدمهم ويمولهم فى تنفيذ مخططاته فى المنطقة، فضلاً عن دور للإخوان يبحث عنه ويبحثون عنه فى سوريا. 
 
إن هذا الاعتداء يساعد على دعم الجماعات والعناصر الإرهابية كتنظيم داعش و"هيئة تحرير الشام" بسوريا، فالاعتداء التركى يحول شمال سوريا إلى حرب مفتوحة تساعد على تنامى وتفريخ الجماعات الإرهابية وهروب عناصر تنظيم داعش من قبضة "قوات سوريا الديمقراطية" التى اعتقلتهم بعد معركة الباغوز، آخر معاقل تنظيم "داعش"، بل يساعد أيضًا على تنامى قوة تنظيم "القاعدة" الممثل فى تنظيم "حراس الدين" المتورط فى إراقة دماء المدنيين السوريين خلال العامين الماضيين. 
 
أما عن جماعة الإخوان الخونة وإعلامها فتعتبر أن احتلال رجب طيب "قردوغان" للأراضى السورية خطوة جديدة لتقديم المزيد من القرابين لـ"قردوغان" وضمان استمرار التمويل التركى لإيوائهم داخل الشقق المفروشة والمكيفة باسطبنول، وضمان استمرار بث قنواتهم المحرضة على مصر وعلى جيشها العظيم من داخل تركيا.
 
 هذا الاعتداء الذى وصفه مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أنه يستهدف الأبرياء والمدنيين ويعد اعتداءً على وحدة التراب السورى إلى جانب المسعى التركى نحو السيطرة على جزء من أراضى دولة مجاورة، وأن النظام التركى فى إطار تلك العملية يتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية بسوريا، حيث يسعى التنظيم الدولى للإخوان إلى تقسيم الدولة السورية ووضع أجزاء منها تحت الوصاية التركية، ويتولى فصيل الجيش السورى الحر الإرهابى تنفيذ هذا المخطط مع النظام التركى، وهذا يندرج ضمن سياسة الإخوان التى تعتمد على الكذب والتضليل لتنفيذ مخططهم التقسيمى بسوريا. 
وبعد كل الكلمات السابقة التى تقطر خيانة وغدراً هأنا أشعر بالفخر ببلدى وموقفها السريع والحاسم والمعبر عن الشعب المصرى تجاه هذا الاعتداء الخسيس على الأراضى السورية والبداية كانت من بيان صادر عن وزارة الخارجية، التى أدانت بأشد العبارات العدوان التركى على الأراضى السورية وتصاعدت الإدانة فأتت من الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى فى القاهرة الذى أكد على رفض مصر للعدوان التركى على سيادة وأراضى سوريا، الذى يتنافى مع قواعد القانون الدولى وقواعد الشرعية الدولية، وحذّر من التداعيات السلبية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وعلى مسار العملية السياسية، وكذا على الاستقرار والأمن فى المنطقة بأسرها.
 
وهنا نرجع خطوات للوراء ونقول ما الذى تسبب في كل ذلك؟
 
الاجابة كانت البداية خيانة البعض لسوريا والمساهمة في إضعافها وإنهاك جيشها وتقطيع أوصالها مما سهل مهمة الطامعين فيها وتقسيمها بين الدول على مائدة ليس بها سوريين، نعم نحزن عليكى يا سوريا فمازلت فى القلب وستظلين فى قلب كل مصرى مهما خانوكى أو فى اسواق الخيانة باعوكى سينهزمون وسينتهون وستبقى أنتى يا سوريا. حفظ الله جيش مصر وشعبها الذى لم يخذلنا وأذكركم بأن الجيش المصري خاض معركتين ضد الأتراك وسحقهم وانتصر عليهم، ولو حدث مرة ثالثة فلن تكون هناك نتيجة مغايرة عن المعركتين السابقتين.
 
وأثق أيضًا أن مصر والعرب لن يتخلوا عن سوريا، لعاق ذميم وكشك الخليج دويلة قطر، وكلى ثقة فى الشعب السورى الذى سينتصر على الأتراك والخونة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة