أكرم القصاص - علا الشافعي

هند أبو سليم

لا مؤاخذة.. "حمام" بيل جيتس بـ 7 مليارات دولار

الخميس، 10 أكتوبر 2019 06:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لمن لم يشاهد الفيلم الوثائقي عن بيل جيتس فقد فاتك الكثير.. هو ثلاث أجزاء فقط.. كل جزءٍ يتحدث عن فكرة يستثمر بها.. (ليس للربح) فهو قد تخلى عن منصبه كرئيس لميكروسوفت منذ عدة سنوات، وتبرع بنصف ثروته "أكثر من ميزانية دولة متوسطة" للمؤسسة الخيرية التي يديرها مناصفة مع زوجته.

 

نحن هنا نتحدث عن بيل جيتس.. عن عبقريي هذا الزمان بمعنى الكلمة.. فمن المؤكد أن اختياراته الخيرية لن تكون بسيطة أو سطحية.. فهو رجل كل المعادلات الصعبة. رجل يقرأ أكثر من 10 كتب في الأسبوع.. قراءة متمعنة للفهم  الدراسة و الربط.

 

عزيزنا بيل الذي حاولت الحكومة الأمريكية كعادتها الحد من طموحه باتهامه بالاحتكار القرن الماضي "وفشلت حين استأنف حكم المحكمة الصادر ضده".. توصل إلى أن مشكلة أفريقيا ليست فى إيجاد حل للماء النظيف.. إذ أغلب الحلول تكون في حلول للماء النظيف مع بقاء مشكلة الصرف الصحي "نفس ذات الصرف الصحي الذي يصب في الماء النظيف". فرأى أن حل مشكلة افريقيا بأن "تخيل":

إعادة تدوير المخلفات البشرية "لا مؤاخذة" واستخراج ماء نظيف منها.. ليس هذا فقط: بل أن يكون هذا ضمن "لا مؤاخذة" حمام يعمل بطاقة التدوير نفسها.. يعني لا ماء و لا كهرباء.. بل ينتج طاقته بنفسه.. دورة مياه تعمل منها فيها.... و يطلعلك مياه نظيفة ( تخيل يا مؤمن).

 

وقد كان وبدأ الاستثمار بأمواله في المؤسسة واموال صديقه الصدوق وارن بافيت ( مش حد مهم..... تاني اغني واحد في امريكا بس) وجعل الموضوع تنافسياً بين افضل جامعات العالم ، و من تعطي احسن نموذجاً سوف تحصل على هبة تقدر بملايين الدولارات..... و هو يعلم ان الحل لن يولد في يوم و ليلة.... بل سيأخذ سنوات.

 

جميلٌ جداً.

لكن ما استوقفني فعلاً..... كيف أن هذا الرجل الذي يملك بمفهوم دنيانا كل شيء.... كيف يقرر أن يتخلى عن نصف ثروته و يتجه للعمل الخيري ليس المجتمعي فقط بل العالمي؟

 

و السر كان مذكوراً في هذه الحلقات التوثيقية...

الأم و الزوجة.

لأمه كل التأثير على مفهوم رد الجميل للمجتمع من خلال الاعمال الخيرية.... فجيتس جاء من عائلة ميسورة الحال اكثر من العادي... و والدته كانت عضو فعال في مجتمعها و كانت رائدة اعمال من الطراز الأول في زمن لم يكن للنساء حضور في غير مجالات المنزل الا فيما ندر.

 

الزوجة: هو يسميها الشريك الحقيقي... فهي ليست زوجة فقط... بل هي شريكة عقله الفوضوي... و حياته المزدحمة... و كما قالت هي ... شريك ضحكاتها و انشطتها... و قد قال احد اصدقائه انه لم يسمع بيل يوماً يشتكي من زوجته ( ليس لأنها كاملة، بل لأنه يعلم انه هو ايضاً ليس كاملاً... هذا البليونير العبقري يعلم أنه ليس كاملاً).

 

سر شويبس (او سر جيتس) للحياة السعيدة واضحٌ و جلي في حياة اكثر الناس غناءً على كوكب الأرض ( ليست النقود)

- هو لم يسعى لتطليقها و الزواج بأجمل وأصغر.

- هو لم يستخدم ثروته الطائلة للاستعراض النرجسي كالسيارات الفارهة والقصور المنتشرة.

- كانت شراكتهم حقيقة وليست صورة اجتماعية..

- على ذكائه الخارق، إلا أنه يحترم رأيها.. ليس هذا فقط.... بل و يأخذ به... نحن نتحدث عن (رئيس ميكروسوفت ) ليس مديرا أومالكاً لأي شركة ما ، أو ذلك الرجل الذي كل همه ان دائماً يشعر شريكته أنها لا تفهم شيئاً و انه يتم دفع نقود للاستماع لارائه الرائعة.

- هي امرأة عادية... و مع السن لم يسعى ان ينتقد شكلها او ينفق ما يعتبر لا شيء في بحر امواله على  شفاه جديدة او صدر شاب أو أو أو... اعتبر أنه كما هي تقبلت كبر سنه... و لم تطالبه بالتغيير.... عليه ان يتقبلها كما هي... و يظل يحبها كما هي.

- كانت على وفاق مع والدته.

- يقفان على ارض مشتركة و لكن يريان العالم من زوايا مختلفة و كلٌ منهم يقدر زوايا الاخر و طريقة تفسيره للأمور... لقد دمجوا عقولهم... لم يرفض كل منهم طريقة تفكير الآخر رغم الاختلاف.... فهي اهدت عقله الخارق السكينة.

- يقومان بانشطة معاً ( ايوة) هذا الرجل ذو الجدول شديد الازدحام .. اذ ما زال عضو مجلس ادارة ميكروسوفت... يجد وقتاً ليمشي معها كل يوم، ليذهبوا للتجديف... و اشياء اخرى كثيرة.... لم يتأفف... لم يقل مرهقاً او لا استطيع... بل الجميل، انه يسعى لهذه الاوقات معها.

- في مشهد جميل يخبر محاوره انه يمشي في المقدمة لأنه في كل يوم تتكون شباك عنكبوت على الطريق الذي يمشون به و ان زوجته تكره هذه الشباك... فهو يمشي في المقدمة ليتخلص منها.

- حين نختار شريك حياتنا، ذلك لا يعني أننا نملكه او اننا حصلنا عليه فلا حاجة لمزيد من المجهود.... بل بالعكس... هنا يبدأ المجهود اليومي للحفاظ على ما وصلنا اليه... الحفاظ عليهم في حياتنا.

 

إن بيل لا يحتاج لشيء.... لا يحتاج لمليارات الدولارات ..... انه يحتاج فقط ميليندا زوجته.

 

أعزائي:

 

في من استثمرتم احتياجكم؟ وهل كان استثماراً جيداً؟

 

آخر الكلام:

‏وتبقى أفضل الأمنيات هي أن يجد كل منا من نبدأ معه وننتهي معه وأن لا نعاني من الفقد ثانية، وأن لا نشعر بصعوبة اللجوء لمن ليس لنا، أن نجد من يهون علينا مرّ العيش، من يبقى كما عرفناه أول مرة، أن لا نقطع طريقًا كاملا مع شخص ثم نكتشف أن عمرنا تناثر هباءً.

‏احمد خالد توفيق










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة