قطار هاندكه يصل أخيرا إلى محطة نوبل بعد 40 عاما على دكة الانتظار.. النمساوى مزيج من الجدل والتناقضات.. صديق الديكتاتور أيّد الصرب فى الحرب وتبرع للأطفال.. مكروه فى أوروبا ويعشق اللغة العربية ويقرأ بها القرآن

الخميس، 10 أكتوبر 2019 04:30 م
قطار هاندكه يصل أخيرا إلى محطة نوبل بعد 40 عاما على دكة الانتظار.. النمساوى مزيج من الجدل والتناقضات.. صديق الديكتاتور أيّد الصرب فى الحرب وتبرع للأطفال.. مكروه فى أوروبا ويعشق اللغة العربية ويقرأ بها القرآن بيتر هاندكه
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد نحو 40 عاما من الانتظار بين قوائم المرشحين لجائزة الآداب الأهم عالميا، جاء لحظة وصول قطار الأديب النمساوى الكبير بيتر هاندكه (1942) ليصل لمحطة الفائزين بجائزة نوبل فى الآداب لعام 2019، كونه كان مرشحاً دائماً لنوبل منذ ثمانينات القرن الماضى.
 
وبيتر هاندكه هو روائى نسماوى وكاتب مسرحى، ومخرج سينمائى، وكاتب سيناريو، مولود فى جريفن، يطلقون عليه اسم "الأديب الكاميرا" لدقة تصويره لمشاعر الإنسان ولمظاهر الحياة اليومية التى تحوطه، عاش فى البداية فى برلين الشرقية بين عامى 1944 إلى 1948، ثم عاد إلى جريفن، حصل على شهادته العليا عام 1959، التقى بأعضاء مجموعة 47 وهى أهم مجموعة أدبية في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب، جاءت تعبيرا عن أحلام جيل جديد عاش مآسي الحرب العالمية الثانية، وانضهم إليهم، وفى الثمانينات رحل إلى أماكن عديدة حول العالم وكتب نصوصه رحلاته، وقد كتب عن الحرب العرقية فى منطقة الصرب منحازا للعرب.
 
جائزة نوبل
جائزة نوبل
 

كافكاوى المزاح وصديق ديكتاتور صربيا

وبحسب مجلة الفيصل: العددان 501-502، الصادران فى يوليو – أغسطس 2018، فإن الكاتب المسرحى النمساوى بيتر هاندكه، نموذج لعدد من الكتاب الذين وجدوا أنفسهم متورطين فى الخلافات التى لا تريد أن تلتئم فى حرب البلقان، بشكل مقصود أو غير مقصود، فدفعوا ثمن خياراتهم.
 
فالكاتب النمساوى، كافكاوى المزاج، نسبة إلى الأديب التشيكى "كافكا"، كان اول من عرف الألمان  بكتابة باتريك موديانو (نوبل 2014) كرس وقته فى ترجمة الكتاب الفرنسيين وفى الكتابة، وفى تطوير نظرة وجودية للمسرح، جعلت منه واحدا من أهم أعمدة المسرح الأوروبى المعاصر، لكن كل شىء سينقلب بدءا من عام 2005، فبعد توقيف الرئيس الصربى الأسبق سلوبودان ميلوزوفيتش، بتهمة جرائم الحرب، فى البوسنة والهرسك، ذكر الأخير، فى جلسة الاستماع إليه، اسم الكاتب النمساوى وطلب حضوره، كشاهد على براءته، هاندكه لم يحضر إلى لاهاى، لكن عام 2006، حضر جنازة ميلوزوفيتش، ليؤكد طبيعة العلاقة الطيبة والحميمة، التى كانت تجمعه بشخص أدين دوليا كسفاح.
 
ويذكر الشاعر والمترجم فلسطينى مازن معروف، فى مقال له بعنوان "بين بيتر السياسى وهاندكه الكاتب" أن الأديب النسماوى صرح بعد مشاركته فى جنازة الديكتاتور الصربى إنه يتفهم دوافع ميلوسوفيتش القاضية بحماية الصرب، وأن ما قام به، كان دفاعاً عن شعبه وأن هذا حقه، وأن مشاركته (هاندكه) في الجنازة ما هي إلا إعلاء لقضية الصرب المحقة.
 
الديكتاتور الصربى الأسبق سلوبودان ميلوزوفيتش
الديكتاتور الصربى الأسبق سلوبودان ميلوزوفيتش
 
 

مكروه فى أوروبا

ومن يومها ألغيت عروضه المسرحية فى فرنسا، وقل الاهتمام به وتراجعت عدد كبير من دور النشر عن التعامل معه، وصار شخص غير مرغوب فيه، ليس فى فرنسا وحدها، بل فى بلجيكا وبريطانيا، ووجد نفسه معزولا، ورغم الردود السلبية تجاهه، بسبب موقف سياسى لم يحسب له حسابا كما ينبغى، لم تغير ردود الفعل الغاضبة والمنع، وبقى مصرا على آرانه، كافكويا كما عرفه القراء، وبدأ يزيد من عزلته ويتوارى خلف الظلام تدريجيا، بل وأصدر رواية يؤكد فيها أنه لم يغير شيئا من انحيازه ودفاعه عن الصرب بعنوان "كسكسى فيليكا هوتشا".
 
المظاهرات تحاصره أثناء دخوله المسرح الوطنى
المظاهرات تحاصره أثناء دخوله المسرح الوطنى
 

مظاهرات ضده وتبرعه للأطفال

وتذكر عدد من التقارير أن هاندكه عند وصوله إلى أوسلو ليتسلم جائزة الكاتب المسرحي هنريك إبسن المرموقة لعام 2014، تتسبب في اندلاع تظاهرات البوسنيين والألبان الذين يعيشون هناك الذين اختزلوا الكاتب في موقفه السياسي من قضية صربيا، لم يتجاهل هاندكه المتظاهرين، وتوجه إليهم «لينظر في عيونهم»، كما قال لوكالات الأنباء، و قرر تنازله عن قيمة الجائزة الضخمة، متبرعاً بجزء منها لبناء مسبح للأطفال في كوسوفو، أما باقي الأموال فقد أوصى بإعادتها إلى خزينة الدولة النروجية.
 
بيتر هاندكه
بيتر هاندكه
 

يحب القرآن واللغة العربية الفصحى

الكاتب النمساوى أكد من قبل أنه يعتبر أن القرآن الكريم نصا جمالى، يحمل إيقاع فنى مهم، فضلا عن ذلك، يعتبر القرآن الكتاب الوحيد الذي لا يمكن ترجمته على وجه الإطلاق إلى أي لغة في العالم، مشيرا إلى أنه يقرأ القرآن باللغة العربية الفصحى، كون القرآن مرتبط بالصوتيات العربية، بالمعنى المطلق الممتزج بموسيقاه، ولذلك هو يعرف اللغة العربية الفصحى وكان حريص على تعملها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة