أكرم القصاص - علا الشافعي

"الميثاق الملى" حلم أردوغان لسرقة أراضى العرب.. الاتفاق يشرعن نهب أحفاد أتاتورك للشمالين السورى والعراقى.. تحركات النظام التركى تهدف لإحياء تاريخ العثمانيين قبيل الاحتفال بالذكرى المئوية لتوقيع معاهدة لوزان

الخميس، 10 أكتوبر 2019 12:00 ص
"الميثاق الملى" حلم أردوغان لسرقة أراضى العرب.. الاتفاق يشرعن نهب أحفاد أتاتورك للشمالين السورى والعراقى.. تحركات النظام التركى تهدف لإحياء تاريخ العثمانيين قبيل الاحتفال بالذكرى المئوية لتوقيع معاهدة لوزان اجتماع لوزان
كتب: أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحاول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان استعادة أمجاد الدولة العثمانية التى تقلدت هزيمة قاسية فى الحرب العالمية الأولى أجبرتها على توقيع هدنة "مودروس" مع الحلفاء فى عام 1918، ووقع الأتراك اتفاق يسمى"الميثاق الملى"، وهو الاتفاق الموقع فى 28 فبراير عام 1920، إثر هزيمة السلطة العثمانية فى الحرب العالمية الأولى وسقوط معظم أراضيها فى يد الحلفاء.
 
ووقع الاتفاق على الميثاق الملى مجلس المبعوثين العثمانى والذى كان يشبه البرلمان حالياً، وكان بين المبعوثين أو النواب العثمانيين حينها قيادات تركية وكردية وبعض القيادات العرب. 
 
content-763120954350507970
 
 
اتفق النواب الأتراك حينها على أن الأمة العثمانية جزء لا يتجزأ، وتم وضع خارطة للأراضى التى سيتم العمل على استعادتها واحتوت تلك الخارطة، إضافة إلى حدود الجمهورية التركية الحالية، فى الناحية الشرقية إقليم كردستان العراق الحالى، والموصل، وأجزاء واسعة من المناطق ذات الغالبية العربية السنية، وفى سوريا تشتمل على محافظة حلب وأجزاء واسعة من شمال سوريا التى يقطنها خليط عربى كردى أقام فى جزء منها حزب الاتحاد الديمقراطى إدارته الذاتية، حيث تشكل مدينة عين العرب واحداً من كانتوناتها.
 
وتوضح الخلفية التاريخية السابقة أسباب التدخلات التركية فى الشأن الداخلى السورى، فضلا عن الضغوطات التى تمارسها أنقرة على العراق بذريعة تواجد عناصر لحزب العمال الكردستانى فى شمال البلاد، بالإضافة لتصريحات أردوغان الاستفزازية حول دور أهمية أن يكون لبلاده دور فى مدينة الموصل، وهو ما يؤكد الأطماع التركية فى تلك المناطق التى يسعى أردوغان لضمها لحدود بلاده لإحياء اتفاق الميثاق الملى.
 
content-1398887134046549086
 
 
لا تنفصل التطورات الراهنة فى سوريا والعراق من التدخلات التركية عن الطموحات التى يتطلع أردوغان لتحقيقها بتنفيذ بنود الميثاق الملى الذى يستند عليه النظام التركى، وذلك لإيجاد مخرج للمشكلات التى تعانى منها تركيا بسبب سياسات أردوغان واستفزازاته بالتدخل فى الشؤون الداخلية للدول.
وتمكن النظام التركى من استعادة نفوذا واسعا فى هذه المناطق الموجودة فى خارطة "الميثاق الملى"، ليس عبر السيطرة المباشرة، لكن عبر حلفائها، إذ يبدو ذلك واضحاً فى كل من حلب وإقليم كردستان العراق وحتى فى أجزاء من الأراضى الواقعة اليوم تحت سيطرة تنظيم داعش فى العراق وسوريا.
 
الواضح من التصريحات العنترية التى يطلقها أردوغان أنه يتطلع لأن تكون السنوات المقبلة حتى عام 2023 والذى سيشهد الذكرى المئوية لتوقيع معاهدة لوزان شبيهة بتلك التى تلت انتهاء الحرب العالمية الأولى، ولكن في صياغة معكوسة لا تصبح فيها تركيا الطرف الأضعف الذى يذعن للشروط وإنما الأقوى الذى يفرضها. 
 
ويتحرك النظام التركى لتدشين القواعد العسكرية فى شمال العراق استعدادا للانقضاض على الموصل وكركوك، ويعقد المحادثات السرية والعلانية مع القوى الفاعلة فى الأزمة السورية، روسيا والولايات المتحدة وإيران، لإيجاد وجود تركى فى حلب وشمال سوريا عند إعادة رسم حدود البلاد، كما يرفض تهدئة الأوضاع بين الشمال والجنوب فى قبرص ويصر على نهجه العدائى، وفى اليونان يوجه التهديدات المستمرة تجاه أثينا حول ملكية الجزر فى بحر إيجة.
 
 
يذكر أن أتاتورك قد رفض المعاهدة وأعلن من "الجمعية الوطنية التركية" التي كان قد ألفها منذ أبريل 1920 عدم الاعتراف بالحكومة العثمانية في إسطنبول متهما إياها بخيانة الميثاق الملي، ثم شكل حكومة جديدة في أنقرة، وأعقب ذلك اندلاع حرب الاستقلال التركية اليونانية، التي انتهت في 11 أكتوبر 1922 بانتصار تركي.
 
 
مصطفى كمال أتاتورك
 
وألغى مصطفى كمال أتاتورك فى الأول من نوفمبر عام 1922 السلطنة العثمانية وحل حكومة إسطنبول، وأكد أن وفد أنقرة برئاسة عصمت إينونو الممثل الوحيد للأتراك فى لوزان.
 
وفى الجولة الأولى من المفاوضات من 21 نوفمبر 1922 إلى 4 فبراير 1923، ربط عصمت إينونو توقيعه على المعاهدة بالموافقة على بنود الميثاق الملى، الأمر الذى قوبل بالرفض من قبل الحلفاء فى 31 يناير عام 1923. 
 
بدأت الجولة الثانية من مفاوضات لوزان فى 23 أبريل 1923 وانتهت بتوقيع الاتفاقية فى 24 يوليو، ولم يقبل من الميثاق الملى سوى الفتات، حيث منحت تركيا حكم مدينتى قارص وأردا خان بينما خرجت باطوم من السيادة التركية، حيث تمثل اليوم عاصمة جمهورية ذاتية الحكم تدعى أرجا تقع جنوب جورجيا.
 
وحاول الأتراك من خلال الميثاق الملى الاستيلاء على الشمالين العراقى والسورى بسبب خلوهما من أغلبية عربية، وكامن المجتمعين فى لوزان على إدراك بسياسات التتريك الممنهجة التى اتبعتها الحكومة العثمانية تجاه تلك المناطق منذ أوائل القرن العشرين، خاصة فى الموصل التى حاول الأتراك الاستيلاء على الثروة النفطية فيها من خلال التأكيد على حق إثنى تركمانى فيها، الأمر الذى رفض بطبيعة الحال فى لوزان.
 
ويهدد طموح أردوغان الطاغى باستدعاء جزء من التاريخ لتبرير تدخلاته فى الشؤون الداخلية للدول العربية، وذلك منذ صعوده إلى السلطة فى تركيا منذ عام 2002، وهو ما يفسر سبب التدخلات التركية المباشرة فى العراق وسوريا بعد أحداث الربيع العربى خلال عام 2011.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة