"رأس البصلة".. رواية بين الهوية العراقية وإشكالية الاغتراب

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2019 02:00 ص
"رأس البصلة".. رواية بين الهوية العراقية وإشكالية الاغتراب غلاف الرواية
محمد غنيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استغلت الروائية العراقية "نهاد عبد" خبراتها الحياتية داخل العراق وخارجها، حيث تعرضت لأحداث عاصرتها  بسبب تنقلها من الفرات لأوروبا مرورا بنهر النيل، لتقدم لنا عالما جديدا تتشكل أركانه في أحدث رواياتها "رأس البصلة"، الصادرة عن دار النخبة بالقاهرة.
 
وتمكّنت "نهاد" فى هذه الرواية، من تصوير أحوال العراق وصراعاته وتناقضاته، من خلال رصد دقيق لحياة أسرة أستاذ جامعى، وخروجها من العراق، وما ترتب على هجرتها من تداعيات، وتتطرق إلى جوانب مختلفة من آثار الدمار التي خلفتها الحرب الطويلة مع دولة الجوار "إيران" واستطاعت الكاتبة أن تصعد بالأحداث متمثلة فى شخوص روايتها من أسفل السلم السردى للأحداث إلى قمة التشويق، فخطفت القارئ حتى أطلقت سراحة فى السطر الأخير للرواية، ملقية الضوء على  السلطات الحاكمة و أصحاب النفوذ.
 
وتتابع الرواية فى حبكة مشوقة، مشوار الأسرة وكيف تحكمت فيها الأقدار والمصائر، وذلك كما نكتشف الرواية.
 
تشير أحداث الرواية لتداعيات الأوضاع المأساوية في العراق على عائلة أستاذ جامعى وكيف كان قرار الهجرة هو الملاذ الأخير كوسيلة لتنفس الهواء، بعد أن عانى مع أسرته من آثار الحصار الاقتصادى والحرب.
 
والصراع المحتدم الذى يكابده البطل هو البحث عن الهوية وإشكالية الاغتراب، حتى نصل إلى المواجهة المذهلة فى نهاية الرواية! من أجواء الأحداث: "حينما نعلن عجزنا عن احتواء همومنا، يكرمنا الزمن مزيدا منها، تطهيرا للذات وتنقية للنفس، تبدو المصائب كبيرة تزهق الروح ثم تأتى مصائب أكبر منها، تطير الأولى هينة أمام الثانية وهكذا يمر العمر".
 
تتحفنا "نهاد عبد" بشغفها للترحال والسفر، تحب القاهرة وتعشق شوارعها فتقول فى (ص ٢٢٨) بدت مدينة القاهرة مرحبة جميلة فى عمائرها، اكتظاظ شوارعها بالناس الآمنة، إضاءتها عالية، كان انبهارا معذورا للقادم من مدينة مظلمة فجأة صارتا خارج أسوار البلاد، تحرق الحيرة قلبيهما وتشغل الذكريات روحيهما.
 
وتكشف الرواية الجوانب الخفية في حياة الأسرة العراقية في ظل الأوضاع الأمنية المتردية، التى انعكست على بنية المجتمع حتى فاجأتنا المؤلفة فى نهاية الرواية فى (ص٣١٩) فتتكشف لنا الحقائق قائلة: عام مضى وانفرطت أشهر من عام آخر، كانت ميادة رفقة السيدة والدتها على متن الطائرة المصريةالمتجهة نحو مدينة شيكاغو الأمريكية، نظرت ميادة إلى رجل ثلاثينى جميل الطلعة كل شىء فيه يصيح أنا عراقى، كان يحشر حقيبة يدوية أعلى المقعد المخصص له.
 
يذكر أن نهاد عبد درست القانون في العاصمة العراقية بغداد، وعملت لفترة طويلة في مجال المحاماة، وتقيم حالياً في الولايات المتحدة، ولها رواية سابقة تحمل عنوان "بغداد نيويورك" رُشِّحت لنيل جائزة كتارا في العام 2018.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة