أقباط يشكلون طوائف وهمية ويحررون عقود طلاق مزورة بعد تغيير ملة أحد الزوجين.. الكنيسة الإنجيلية تحصل على أحكام بحبس منتحلي صفة القساوسة وعلى مستخدمي الشهادات أيضًا.. وتغيير الملة تجارة رائجة.. مستندات

مازالت قضية طلاق الأقباط تستحوذ على اهتمام قطاع كبير من المسيحيين العالقين فى زيجات فاشلة، إذ يمنع القانون الكنسي المسيحي من التطليق إلا بعلة الزنا وهو ما يصعب إثباته أمام المحاكم ويصم الأسرة بالعار، بينما تظل حيلة تغيير الملة هي أكثر الطرق شيوعا بين راغبي الطلاق، إذ يشترط الزواج المسيحي الصحيح اتحاد الزوجين في الملة والطائفة فلا يجوز لأرثوذكسي الزواج من إنجيلية أو العكس، وهي الطريقة المعمول بها للحصول على أحكام بطلان الزيجة يحق للطرفين بعدها الزواج مرة أخرى بعد تغيير طائفة أيا منهما.

التجارة الرائجة

شهادات تغيير الملة والتي أصبحت تجارة رائجة يدفع فيها مبالغ طائلة لكي تمنح الكنيسة شهادات عضوية فيها لأحد الزوجين الراغبين في الخلاص من تلك الزيجة، صارت بيزنس ضخم دفعت ببعض الأفراد لانتحال صفة قساوسة من أجل منح تلك الشهادات والحصول على أموال ذلك.

ضمن ذلك، رجل يدعى نبيل معوض، انتحل صفة قس بالكنيسة الإنجيلية، وأشهر جمعية أهلية بوزارة التضامن الاجتماعي أطلق عليها مجمع النعمة والحق، ثم تمكن من خلالها تغيير وظيفته ببطاقة الرقم القومي ليصبح قسا إنجيليا، وبموجب هذه الصفة تمكن نبيل من تحرير أختام وتوقيعات وضعها فوق شهادات تغيير الملة التي يحتاجها الأقباط للحصول على الطلاق، وذلك وفقا لما يؤكده يوسف طلعت محامي الكنيسة الإنجيلية ومستشارها القانوني.

طلعت قال لليوم السابع، إن "معوض" تمكن بموجب هذه الأختام المزورة التوقيع على شهادات تغيير ملة لعشرات الأشخاص بينهم في جرجا بسوهاج وأخرين بالقاهرة والمحافظات، حتى حصلت الكنيسة الإنجيلية على حكم ضده بالتزوير وكذلك حصلت على حكم قضائي ضد أحد الذين استخدموا هذه الشهادات المزورة أمام الجهات الرسمية مشيرا إلى أن شهادات تغيير الملة لابد وأن تختم رسميا من رئاسة الطائفة الإنجيلية وإلا أصبح وجودها مثل عدمها ولا يعتد بها أمام المحاكم المصرية إذ دأبت محكمة الأسرة على مخاطبة الطائفة الإنجيلية في مصر وممثلها الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة وذلك للاستعلام عن صحة هذه الشهادات التي يقدمها أحد الزوجين أمام القضاء للحصول على حكم بالطلاق.

جمعية خيرية ثم انتحال صفة قس

حالة مشابهة أيضا وقعت في سوهاج، إذ أسس رجل يدعى نبيل توفيق جمعية خيرية في سوهاج تحمل اسم النعمة والحق وانتحل بموجبها صفة قس إنجيلي وبدأ في ختم شهادات تغيير الملة مثل سابقه، وقد تمكنت الكنيسة الإنجيلية أيضا من الحصول على حكم قضائي ضده.

أما الأقصر فقد شهدت حالة مختلفة، فقد أسس قس معزول من الطائفة الإنجيلية يدعى مخلص بشرى طائفة جديدة تحمل اسم مجمع الإيمان الإنجيلي، وذلك بعد عزله من الكنيسة الإنجيلية على خلفية ارتكابه مخالفات عقائدية مستغلا مقر الكنيسة الإنجيلية بالأقصر التي كان يخدم بها ، وقد حصل على حكم قضائي يفيد عودته للعمل كقس بالكنيسة قبل أن تطعن الكنيسة عليه وتربح الطعن ومن ثم لم يصبح له الحق في العودة للخدمة كقس بالطائفة، على حد تعبير يوسف طلعت محامي الكنيسة الإنجيلية الذى يواصل دعواه القضائية لاسترداد مقر الكنيسة بالأقصر.

فيما حذر الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية من استخدام شهادات تغيير الملة المزورة أمام المحاكم والجهات الرسمية لأن الأمر يعرض حاملها للوقوع تحت طائلة القانون مؤكدا أن الطائفة الإنجيلية في مصر والمجلس الإنجيلي العام هم أصحاب الحق وحدهم في إصدار مثل تلك الشهادات واعتمادها وختمها.