أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد عبد الباقى

عن الشهيد البطل الرائد مصطفى عبيد.. ستظل مثلى الأعلى فى الجدعنة والشهامة

الإثنين، 07 يناير 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان لدى يقين أننى سأكتب عن بطولاتك يوما ما.. ولكن لم أكن أعلم أننى سأكتب عنك يوم رحيلك عنا.. لا والله.. أنت لم ترحل.. فأنت شهيد..والله تعالى قال فى كتابه الكريم «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»، إذن فستظل معنا يا صديق العمر، يا من تعلمت منك أصول الشهامة والجدعنة. أود أن أوضح أنه ليس من السهل على أى شخص فقد صديق عمره أن يمسك القلم ويكتب عنه بعد ساعات قليلة من استشهاده.. ولكننى الوحيد الذى لديه القدرة والمعرفة على الكتابة عن حياة هذا البطل الذى ضرب مثالا على الوطنية والتفانى فى حب مصر لحمايتها من أعداء الحياة.
 
الرائد الشهيد مصطفى عبيد، الذى استشهد خلال تفكيك عبوة ناسفة بعزبة الهجانة بمدينة نصر يوم السبت، كان يعلم دائما أن ساعته قريبة وأن مكافأته الحقيقية هى الشهادة فى سبيل ما كان يؤمن به.. وهو حماية الوطن من الجنباء.. وواجبى أن أقول قصته كى توثق وتعرفها الأجيال القادمة وتفخر وتحتذى بها، وتتعلم أنه ليس هناك أغلى من الوطن.
 
أتذكر منذ سنوات كنا سويا على مائدة الإفطار فى رمضان مع أصدقاء الطفولة، وفجأة استأذن عبيد للمغادرة لأمر طارئ فى العمل.. وقتها سألته «إيه يا درش هو مفيش راحة أبدا؟»، رد قائلا «يا بوحميد نستريح ازاى والناس دى عايزة تولع فى البلد، فى ناس وعيال صغيرة ممكن تموت لو منزلتش»، وقتها علمت أن عبيد سمع على اللاسلكى، الذى لم يكن يفارقه، بلاغا عن وجود عبوة ناسفة، وأن زميله «النباطشى» متجه إلى مكانها لتفكيكها، ورغم أن عبيد كان فى يوم راحته فإنه أصر على الخروج كى يعاون زميله ويقف فى ظهره.
 
لم تكن المرة الوحيدة التى ألتقى فيها عبيد فيها قبل أو بعد تفكيك إحدى العبوات الناسفة.. فكل مرة كان يخرج فيها للقيام بعمله كان يشعر بسعادة غامرة يستطيع أى شخص أن يراها فى عينه أو فى نبرة صوته وهو يقول «أنا هاتحرك يا رجالة فى بلاغ». وأحيانا كان يعود بعد فترة قصيرة ونراه منغمسا فى الصور التى التقطها للعبوة الناسفة التى فككها هو زملاؤه ويدون ملاحظات قد تفيده فيما بعد. الجميع كان يشهد ببراعته وذكائه وشجاعته وحكمته فى التعامل مع الضغوط أثناء أداء عمله ناهيك عن خفة دمه.. ولكنه عبيد نفسه كان دائما يقول «هى الفكرة مش أنى شاطر فى شغلى أو لابس بدلة الوقاية، هىالفكرة إن لسه معادى مش دلوقتى وحظى حلو إنى بعمل حاجة بتحمى الناس ولسه عايش».
 
شهامة وشجاعة عبيد يوم استشهاده كانت جزءا لا يتجزأ من حياته اليومية.. كان شهما فى كل تصرفاته.. يفكر فى كل من حوله ومشاكلهم وقلما فشل فى حل مشكلة مادية أو غير مادية لصديق أو جار أو زميل.. فعندما كان يسافر أحد أصدقائه خارج البلاد كان يتصل بأهله يوميا ليطمئن عليهم ويلبى أى احتياجات لديهم.. لم أر عبيد يوما حزينا أو خائفا، فكان طوال الوقت فى حالة رضا وتصالح مع النفس. ولأننى دائما كنت أشعر أمام عبيد بالضآلة، فسألته ذات يوم «هو شغل المفرقعات متعب، أنت مش هتروح إدارة تانية؟» وكان رده «يا معلم كان من كام سنة، دلوقتى الجماعات الإرهابية زهقت مننا لأن نفسنا طويل وبنخلص على أى حاجة وبسرعة، وصعب بعد الخبرة اللى حصلتها طول الفترة دى أسيب الإدارة دلوقتى».
 
لكم أن تتخيلوا أن تفقدوا صديقا مثل عبيد.. لكم أن تتخيلوا أن هناك الآلاف من الأبطال مثله فى قواتنا المسلحة والشرطة على استعداد يومى للتضحية بأرواحهم فداء للوطن.. فلتحيا مصر حرة عزيزة آمنة بأبنائها وتاريخها وحضارتها.. فى الجنة يا صديقى مع الشهداء.. ستظل رمز الجدعنة والشهامة بالنسبة لى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الظاهر محمد

ابن مصر

ياخذ منا الإرهاب اغلى الابناء الذين يتركون وراءهم اباء حزاني وأمهات ثكلى وزوجات ترملن وأطفال تيتمن، ويذهب الشهيد الى لقاء ربه متمنيا العودة الى الحياة الدنيا ليستشهد من جديد لما يرى من الكرامة كما قال رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم، فيا أيها الآباء والامهات والزوجات والابناء اصبروا وصابروا وتأكدوا بان الشهيد في مكان أفضل وحي عند ربه يرزق. كل هذه الدماء الطاهرة تقدم فداء للغالية مصر، فهل نعرف حقها وقدرها ونحافظ عليها،، عاشت مصر والمجد للشهداء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة