تخلت سيدة عن مشاعر الأمومة وتجردت تمامًا من ضميرها وقررت بيع جنينها قبل ولادته من خلال عرضه على "فيس بوك" بمقابل مادى لمن يدفع أكثر مقابل الطفل، لتصبح تجارة تستغلها لكسب الأموال بالمخالفة للدين والقانون والأعراف الإنسانية والاجتماعية، ولكن تدخلت النجدة الإلهية فى الوقت الأخير لتنقذ الطفل من البيع والقبض والتحفظ على الأم داخل المستشفى بعد ولادتها والقبض على الأب لمشاركته فى جريمة البيع وتحويلهما للقضاء للقصاص منهما.
بدأت الواقعة عندما أقدمت أم تدعى "س.ك" من محافظة الإسكندرية لإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تعلن فيه عن بيع جنينها وأن عملية البيع ستكون يوم الولادة التى اقتربت ولم يتبق عليها سوى أيام وأن المبلغ المطلوب لبيع الجنين هو 20 ألف جنيه ليتم تسلميه بالمستشفى يوم الولادة، وذلك لأم عقيمة حتى تلقت عددا من العروض من السيدات ولكن المبلغ كان كبيراً وتفاوضت مع إحداهن حتى استقرت على إحدى السيدات ووافقت على المبلغ المطلوب على أن يكون الجنين ذكرًا.
وقال "م.ن.ع" الأب عامل بمقهى، إن زوجته كانت حامل فى الشهر السابع وحالتهما المادية سيئة لا تسمح بتربية الطفل الجديد، خاصة أن لديهما طفلة تبلغ من العمر عامين ونصف وتدعى "هنا" واقترحت زوجته عليه بأن تعطى الجنين لشقيقتها لكى تربية، خاصة أنها لم تنجب أطفالا ولكنه أكد لها أن زوج شقيقتها لم يوافق على الفكرة فاقترح عليها بيع الطفل بمقابل مادى يمنحهما أموالا مناسبة يعيشون منها ولحل الأزمة المالية لديهما ولكى يعيش الطفل حياة أفضل.
وأضاف أن الفكرة نالت إعجاب زوجته فقررت إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك باسم نجلته الكبرى ووضعت إعلانا على صفحة تبنى الأطفال جاء فيه أنه من يريد تبنى طفل سيتم ولادته بعد أسبوعين التواصل معها من خلال رقم هاتف تركته فى الإعلان وبدأت فى تلقى عدد من التليفونات للسؤال عن الإعلان، وكان ردى عليهم بأن المقابل المادى 20 ألف جنيه بالإضافة إلى التكفل بمصاريف الولادة والعلاج والاطمئنان على الجنين والأم أولا ثم يتم كتابته باسم الأم الجديدة وليس زوجته.
وتابع أنه بعد الولادة فوجئ بضباط المباحث يلقون القبض عليه من المستشفى والتحفظ على زوجته وجنينها، وذلك قبل إتمام عملية البيع.
وجاء تقرير والتحريات السرية لمباحث الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بقيام الأم "م.ن.ع" بالاتفاق مع زوجها ببيع جنينهما على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قبل أسبوعين من ولادته وبعد التحرى عن المكالمات الواردة عبر هاتفه الخاص وهو الرقم المدون على الإعلان وتم تأكيد عملية الاتفاق بين الطرفين لإتمام عملية البيع بمقابل 20 ألف جنيه، والتسليم يوم الولادة، وبناء على المعلومات السرية تم القبض على الأب وبلاغ النيابة بالواقعة التى قررت التحفظ على الأم.
كما تلقى خط نجدة الطفل بلاغًا بالواقعة قبل إتمامها وإبلاغ الشرطة لسرعة إنقاذ الطفل قبل بيعه.
وجاء بتقرير الشئون الاجتماعية عن حالة الأم والأب أنهما استأجرا شقة فى الدور الأرضى بإحدى المناطق الشعبية بمقابل مادى 300 جنيه، ولم يختلطا بالجيران مما أثار شكوك بعضهم بأن لديهما مشكلة وقررا الاختباء بهذه المنطقة، كما أكد التقرير أن حالتهما المادية سيئة للغاية حيث اعتاد الأب على الاقتراض من محل سوبر ماركت مجاور للمنزل فهو يعمل بشكل غير منتظم فى مقهى، بينما تعمل الأم فى محل للأسماك المملحة بمنطقة ميامى ولكن بعد ظهور علامات الحمل عليها أشعرها بالإرهاق مما اضطرها إلى الجلوس فى المنزل مما زاد حالتهما المادية سوءًا.
وأكد الجيران بأنهم كانوا دائمين الشجار مما كان يدفع الزوج إلى طرد زوجته لأيام من المنزل بينما كان يتكفل بنجلته التى تبلغ من العمر عامين.
ووجهت النيابة للأم والأب تهمة الإتجار بالبشر بأن تعاملا فى شخص طبيعى هى المجنى عليها الطفلة نجلة المتهمة الثانية وحال كونها مسئولة على المجنى عليها ولها الولاية عليها مستغلين ضعفها وانعدام أهليتها بعرضها للبيع مقابل مبلغ مالى، كما تم توجيه تهمة تعريض طفلة للخطر وتهديد سلامة التنشئة الواجب توافرها لها.
وارتكب المتهم جناية وجنحة بالمادة 291/1،2، من قانون العقوبات والمواد 1/3، 2،3، 4، 5،، 6/3 من القانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن الإتجار بالبشر والمواد 2/1، 96/2،116 مكرر من قانون رقم 12 لسنة 2016 بشأن الطفل المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، وتم إحالة المتهم لمحكمة الجنايات برئاسة المستشار مجدى نواره وعضوية المستشارين رفعت عامر وعمر سويدان.
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)