صور.. اليوم السابع داخل "سيدنا سليمان" بالبحيرة بعد إدراجها فى "حياة كريمة"

"أخيرا حد افتكرنا قبل مانموت" بهذه العبارة الموحية يمكن تلخيص ردود افعال أهالى قرية سيدى سليمان بمنطقة النوبارية بالبحيرة بعد علمهم بإدراج قريتهم النائية التى تقع وسط الصحراء ضمن مبادرة الرئيس السيسى "حياة كريمة" للقرى الأكثر فقرا فى مصر.

وشهدت القرية التى يسكنها حوالى 4 آلاف نسمة وتبلغ نسبة الفقر بها أكثر من 88 % وفقا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة  والإحصاء  حالة من الفرح الشديد معتبرين أن المبادرة الرئاسية أحيت الأمل فى النفوس مرة أخرى.

اليوم السابع حاولت الإقتراب من هذا المشهد  أكثر لرصد أبعاده و تفاصيله المختلفة والتعرف على أبرز مشاكل أهالى القرية التى تعتبر من اوائل قرى الخرجين التى أقيمت فى التسعينيات من القرن الماضى.

البداية مع حميد صالح السمالوسى  - أحد الأهالى الذى أكد على معاناة أهالى القرية بشكل كبير وذلك  مع انعدام كافة النواحى الخدمية خاصة فى النجوع التابعة للقرية التى تعيش حياة غير آدمية مضيفا أن أبرز المشاكل بالقرية هى عدم وجود خدمات صحية على الإطلاق سواء حكومية أو خاصة.

وتابع: "أن أقرب مستشفى تبعد حوالى 30 كيلو متر عن القرية بمدينة النوبارية مما أدى إلى موت الكثير الحالات الحرجه لعدم انقاذها رغم وجود مبنى للوحدة الصحية ولكنه تحول إلى منزل للاشباح بعد إغلاقه تماما لعدم وجود أطباء أو أى تجهيزات طبية .

وأوضح السمالوسى أن إدراج القرية ضمن المبادرة الجديدة للرئيس السيسى أحيا الأمل فى نفوس آلاف المواطنين ليعيشوا حياة كريمة لأول مرة.

وأكد إبراهيم رشاد- أحد الأهالى - ان الدولة قامت بإنشاء قرى الخريجين فى التسعينيات باعتبارها من القرى النموذجية وذلك  لتشجيع الشباب على النزوح اليها وبناء مجتمع عمرانى جديد.

مضيفا ان الواقع يخالف هذه الرؤية تماما ولذلك نجد  معظم الخريجين قد هجروا قراهم وباعوا منازلهم للعمال الزراعين القادمين من أنحاء الجمهورية وأصبحت تلك القرى ومنها قرية سيدنا سليمان من القرى العشوائية التى تعيش تحت خط الفقر.

وأوضح رشاد أنه يجب عدم تكرار هذه  الأخطاء مرة ثانية وتخطيط القرى الجديدة بشكل علمى ومتابعة إدخال الخدمات الأساسية لها وانتشال سكانها من الفقر الذى يخيم عليهم .

وأكد محمد عبد الله -عامل - ان قرية سيدنا سليمان من القرى المنسية المحجوبة عن نظر المسئولين طوال السنوات الماضية و تفتقد للكثير من الخدمات التعليمية والصحية والأمنية مضيفا أن أغلب أهالى القرية لا يعرفون أى شىء عن الأحداث الجارية حولهم وكأنهم معزولين عن الدنيا ووسيلة الترفيه الوحيدة هو مركز الشباب الذى هو عبارة عن ملعب ترابى لممارسة الألعاب الرياضية وملحق به مبنى متهالك لايرقى أن يكون عنبرا للدواجن.

وأكد محمود عمران - أن أغلب أهالى قرية سليمان يعملون فى المزارع  الكبيرة باليومية دون أى ضمانات أو حقوق اجتماعية ويتم تجميعهم كل يوم فى سيارات نصف نقل للعمل فى مزارع النوبارية ووادى النطرون مضيفا أنه يجب على الدوله إذا أرادت إنقاذ هؤلاء المواطنين من الفقر  إقامة مشروعات صغيرة لهم بقروض ميسرة، وذلك لتحقيق الاستقرار الاجتماعى ورفع مستواهم الاقتصادى.

وقالت نادية إبراهيم  - ربة منزل - أنها تسكن مع زوجها  الذى يعمل باليومية وأولادها الأربعة فى منزل متهالك بالايجار ولا يقدرون على الالتزام به نظرا لضيق الحال ومرض زوجها الذى أقعده عن العمل .

وأضافت أن جميع الخدمات منعدمة داخل القرية وكأنها غير تابعة للدولة ولا توجد أى وسائل مواصلات للذهاب إلى المدينة ويتم اعتمادهم على" التوك توك" فى الانتقال.

وأعرب  أمين صبحى شلبى  - مزارع - عن  جزيل شكره  للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أطلق مبادرته  الجديدة لإنقاذ القرية من الجهل والفقر والمرض مضيفا أن أغلب سكان القرية يعيشون حياة غير آدمية مع إنقطاع الكهرباء والمياه عن منازلهم بشكل دائم وكذلك عدم وجود أى مركز طبى لعلاج الأهالى وعدم وجود نقطة للشرطة أو مقر لصرف المعاشات وغيرها من الخدمات الأساسية.

وطالب السيد خميس -أحد أهالى القرية - بتبنى مبادرة الرئيس السيسى استكمال المعهد الأزهرى الذى قام أهالى القرية بالشروع فى إنشائه بجهودهم الذاتية منذ سنوات ولكنه لم يكتمل بعد نظرا لقلة التبرعات وعدم وجود تمويل كاف.

كما طالب بإنشاء مدرسة ثانوية للبنات لإنقاذ الفتيات من الذهاب الى مدارس بعيدة عن القرية مما يعرضهم لمخاطر عديدة.