أكرم القصاص - علا الشافعي

هل تخيلت نفسك "حشرة".. جناح ألمانيا يعيشك هذه التجربة بمعرض الكتاب

الإثنين، 28 يناير 2019 08:00 م
هل تخيلت نفسك "حشرة".. جناح ألمانيا يعيشك هذه التجربة بمعرض الكتاب الجناح الألمانى فى معرض الكتاب
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسعى كل جناح لـ جذب الزوار بطرق مختلفة فى اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ50، التى تقام فى مركز المعارض بالتجمع الخامس، وهذا ما قام بفعله الجناح الألمانى فى صالة 2. 
 
ونوه الجناح الألمانى أنه سوف يجعلك تشعر وكأنك حشرة، أثناء ارتدائك لنظارة الواقع الافتراضى التى تجعلك فى عالم مألوف وغريب جداً، وقام بعرض هذا من خلال شريط فيديو فى الجناح.
 
الجناح الألمانى (2)
 
وأوضح القائمون على الجناج أن نظارة الواقع الافتراضى سوف يحضرها الخبير الأجنبى بمعرض الكتاب فى يوم 31 يناير الحالى حتى الثلاثاء 5 فبراير المقبل، مضيفا أنهم يعدون كل الوسائل المتاحة ليرتدى الزوار النظارة ويعيشون وكأنهم أبطال رواية "المسخ" للأديب الألمانى العالمى فرانز كافكا، التى نشرت لأول مرة عام 1915. 
 
وتبدأ رواية "المسخ" بتاجر مسافر اسمه جريجور سامسا، الذى يستيقظ ليجد نفسه قد تحوّل إلى حشرة بشعة، فى السطر الأول من التحول يصدم "كافكا" القارئ بهذا التحول الرهيب حيث يقول: "استيقظ جريجور سامسا ذات صباح بعد أحلام مزعجة فوجد نفسه قد تحول فى فراشة إلى حشرة هائلة الحجم".
 
"جريجور"، هذا العامل البسيط، البائس بوظيفته التى تجبره على الاستيقاظ مبكراً ليلحق بقطاراته كى يجوب المدن بائعاً متجولاً، فى شقاء يومى متكرر، بالكاد يحقق له دخلاً يستطيع به أن يعول أسرته، ويجرى "كافكا" هذا الحدث غير الواقعى، وغير محتمل الوقوع، فى مجارٍ واقعية تماما، موهماً القارئ بصدق هذا الكابوس، والذى تمنَّى "جريجور/ المتحول" أن يكون هذا مجرد حلماً مزعجاً سرعان ما يستيقظ منه، لكنه أيقن بتوالى الأحداث استحالة أمنياته، عندما ترتعش أطرافه المفصلية الحشرية فى محاولاته اليائسة للنهوض من فراشه، حيث تسبب له الألم، وعندما يضطر للرد على أسرته القلقة بسبب تأخره فى النوم على حالته الجديدة، ويصافح مسمعيه هذا الصوت الرفيع الغريب الذى هو بالتأكيد صوته غير البشرى، ولا تقتصر مأساة هذا البائس فيما بعد فى عجزه عن المواءمة مع هذا التحول القدرى، بل تتعداه إلى موقف الأسرة السلبى منه، فيما عدا أخته التى كانت تؤثره فى محنته، حين تبتعد عنه مع مرور الوقت وتفاقم أزمته الوجودية، ثم هى تدفعه للاختفاء بعيداً عن الأعين، ثم وهى تبلور مشاعرها لمشاعر باردة وغير إنسانية بالمرة، برغبة جماعية فى التخلص منه، حتى ولو كان الثمن هو الموت، فالارتباط المادى الذى يربطهم به قد انقطع صبيحة التحول الحشرى مع توقفه عن العمل. 
 
بالفعل يموت "جريجور"، ماذا يمكنه أن يفعل غير الموت؟، بعد أن أرهق "كافكا" القارئ بالتفصيلات الحياتية اليومية الكابوسية، التى تؤكد أن مجرد البقاء على هذه الصورة أمراً مرعباً وغير محتمل، وأن الانتحار هو الحل الوحيد الممكن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة