كريم عبد السلام

«ديلى ميل» وفضيحة الإساءة للمنتجعات المصرية

الإثنين، 28 يناير 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فضيحة متكاملة الأرجاء نشرتها الصحيفة البريطانية واسعة الانتشار «ديلى ميل» حول سائحين بريطانيين ادعيا زورا وبهتانا أن إقامتهما فى أحد منتجعات شرم الشيخ سببت لهما تسمما وأمراضا أخرى فى عام 2015، ورفعا دعوى قضائية على شركة السياحة، وأساءا من خلالها إلى المنتجع المصرى، لكن التحقيقات أثبتت كذب السائحين، وأنهما غيرا إفادتهما بعد عودتهما لبريطانيا لأسباب غير مفهومة.
 
ولعلكم تذكرون كيف استخدمت القنوات المشبوهة والصحف الموجهة تلك الحادثة الشهيرة لضرب السياحة المصرية والتشكيك فى نظافة وجودة الخدمات المقدمة للسائحين المصريين فى شرم الشيخ وغيرها من منتجعات شواطئ البحر الأحمر أو الساحل الشمالى، وساعتها أفردت الجزيرة وB.B.C وقنوات الجماعة الإرهابية فى تركيا ساعات طويلة لما جرى للسائحين ومستوى المنتجعات المصرية، الذى تعرض لضربة كبرى، وبالطبع ترافق ذلك مع حملات مدفوعة للترويج للمقاصد السياحية التركية. 
 
القصة بدأت بوصول الزوجين البريطانيين، تانيا وكيران توسون إلى شرم الشيخ ضمن وفد سياحى قضى نحو 10 أيام فى عام 2015، وأثناء إقامتهما ادعى الزوجان أنهما تناولا طعاما مسمما وتلقيا خدمة رديئة ومستوى نظافة متدنيا، ورفعا قضية على المنتجع والشركة السياحية، وغادرا مصر بعد تحقيقات موسعة للوزارة ولجهات الادعاء المختصة، كما دخل على الخط بعض أجهزة التقييم السياحى فى ألمانيا وفرنسا وأعادت تقييم المنتجعات السياحية المصرية، وخرجت كل نتائج التحقيق المصرية والأوروبية تفيد ساعتها بأن ادعاءات الأسرة البريطانية غريبة وتتناقض مع واقع الحال ومستوى الخدمة وجودة الطعام فى جميع المقاصد السياحية المصرية.
 
وزاد من أهمية الموضوع دخول شركة السياحة البريطانية طرفا فى الدعوى القضائية التى رفعها الزوجان تانيا وكيران توسون، وتكليف مكتب محاماة على أعلى مستوى للتحقق فى مصداقية شكوى الزوجين، وهو ما أدى إلى التوصل لتقييم تركته الزوجة على موقع Tripadvisor الشهير، أعطت من خلاله الفندق تقييم 4 من 5، وعبرت عن سعادتها بالإقامة فيه وتمتعها مع أسرتها بالإجازة والطعام والخدمة والمناظر الساحرة طوال عشرة أيام، وبناء على هذا الدليل، وبعد مواجهة الزوجين فى المحكمة، صدر حكم قضائى عليهما بدفع غرامة، قدرها 7500 جنيه إسترلينى، أى ما يقرب من 175 ألف جنيه مصرى، بتهمة الادعاء الكاذب على أحد المنتجعات المصرية بشرم الشيخ.
 
القصة والحكم القضائى الذى نشرته بتوسع صحيفة «ديلى ميل» يطرح سؤالين أساسين، الأول: إذا كانت الأسرة البريطانية قد قضت عطلتها السنوية بمصر، واستمتعت بها وأقرت بذلك وفق موقع سياحى بريطانى شهير، من الذى دفعها لتغيير أقوالها وانطباعها والإيحاء بوجود كارثة على مستوى الطعام والنظافة ومستوى الخدمة؟ ولمصلحة من؟ ولماذا كل المصائب والمغارز الاستخباراتية والضربات الاقتصادية تأتينا من بريطانيا تحديدا؟ بريطانيا التى كانت أول من أعلن عن سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وأول من أعلن أنه عمل إرهابى، وأول من أعلن عن تفاصيل منفذ العملية، وأول من أثار الرعب فى العالم، وأقام جسرا جويا لنقل السياح البريطانيين، وكأن تسونامى أو بركانا يقذف الحمم على سائحى بريطانيا من دون دول العالم، وعلى نفس المنوال تبارت الصحف البريطانية فى فبركة القصص الساذجة والكاذبة عن طائرات تتعرض لصواريخ، عندما تدخل الأجواء المصرية وسوء المعاملة التى يلقاها السائحون الغربيون إلخ.
 
السؤال الأهم من وجهة نظرى، من يعوض المنتجعات السياحية فى شرم الشيخ والمقاصد السياحية المصرية عموما عن الآثار السلبية التى تعرضت لها، بعد الادعاء الكاذب من هذه الأسرة البريطانية المدسوسة خلال عامى 2015 و216؟ وهل نبتلع المرارة ونسكت أمام الممارسات الاستعمارية البريطانية ضدنا؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة