يستقبل البسطاء المرض بصدر رحب ولا يعترضون على إرادة الله، ولكن أحيانا يكون المرض مصحوبا بأعراض قد تشكل خطرا على صاحبه وتعانى أسرته الأمرّين .
حكاية أسماء رضا عبد الغفور تعكس مأساة فتاة وصل عمرها الثلاثين عاما تعانى من كهرباء زائدة فى المخ نتيجة خطأ فى العلاج، أدى إلى تحويلها من طفلة تنعم بحياة هادية وعادية كقريناتها، إلى طفلة شرسة لا يمكن لأسرتها توقع تصرفاتها أو تحجيم عنفها.
رضا عبد الغفور والدها يحكى كيف تحولت حياته هو وزوجته وأشقاء أسماء الثلاثة الآخرين لمأساة تتكرر يوميا، فى حال تركهم لأسماء بمفردها فى أى مكان أو مع أى أحد أو حتى فى منزلها، فهى خطرة على نفسها وعلى من حولها.
تراها مبتسمة وهادئة وفجأة تتفوه بمفردات غير مفهومة، أو ترتل القرآن الذى تحفظه عن ظهر قلب، وتجيد التلاوة بصوت الشيخ محمد رفعت، فالكاست أو الراديو بالنسبة لها علاج، إضافة لكم الأدوية والمهدئات التى تتعاطاها لتخفيف ارتفاع نسبة الكهرباء لديها، فكم من مرة حرقت نفسها، أو اشتبكت مع أحد دون مبرر.
يروى الأب حجم الاتفاقات التى يصرفها على علاج ابنته وملابسها التى لا بد أن ترتدى للكثير منها لمنع اصطدامها بالأشياء أو جرح نفسها، لدرجة تصل لارتدائها الملابس وهى مبتلة نتيجة لعدم وجود الكثير منها.
يحكى الأب رحلته فى البحث عن جمعية أو مؤسسة أو أصحاب الخير لمساعدته فى توفير نفقات أو علاج ابنته، فالحمل شديد عليه، حيث لديه ولد وبنت بالجامعة وثانوية عامة يقتسم من قوته ليساعدهما فى استكمال تعليمهما بعد أن زوج الابنة الكبرى .
الأب رغم عمله مهندسا فى إحدى شركات مدينة العبور يقتله القلق على مستقبل أسماء بعد وفاته، خاصة أنه يسكن إسكان إدارى تابع للشركة التى يعمل بها والتى قد يضطر لإخلائها بعد خروجه على المعاش، ويحلم بشقة يكمل معها حياته بدلا من البهدلة فى السكن الجديد الذى قد لا يجد إيجاره.
مأساة أسماء يدفع ثمنها كل من حولها وضيق ذات اليد دفع الأب لمخاطبة أصحاب القلوب الرحيمة فى مساعدته على توفير نفقات وعلاج وملبس ابنته، وشقة من ضمن الحالات الأولى بالرعاية لحماية ابنته من المعاناة من بعده.
