قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الوضع العربي في الوقت الراهن به الكثير من الانقسامات داخل المجتمعات في أماكن الأزمات فكيف يستطيع العالم العربى مواجهة ذلك، لأن هناك نزاعات بين الدول وبعضها البعض تؤثر عليها، وهناك أيضا ضغوط خارجية ، والقوة الإقليمية والخارجية تضغط على الدول العربية حتى تستطيع أن تحقق مصالحها فقط.
جاء ذلك خلال ندوة للسفير "زكى" اليوم،الخميس، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بعنوان "مستقبل العرب في عالم متغير" بحضور لفيف من السفراء العرب.
وشدد السفير "زكى" على أن الثقافة العربية تعانى معاناة كبيرة فى عدد من الأمور، فهناك عدم رغبة بالدول العربية فى الانفتاح على الآخر ، وهناك انعزالية عربية موجودة مما يجعل الوضع العربى من الناحية الثقافية لا يحصل على الحيز الكافى ، مضيفا أن الثقافة العربية رائدة الثقافة فى العالم، والسابقة لعدد من الدول فلا بد أن تعود الدول العربية لموقع الصادرة وريادة الثقافة ، لافتا الى أن هناك انكفاء عربي ثقافى وعدم رغبة فى الانفتاح على الآخر وتراجع قدرة العرب على التسامح مع بعضهم البعض فكيف يتحد العرب وهناك فرقة بينهم .
ونوه زكى ، إلى أن مستقبل العرب فى هذا العالم المتغير بأيدهم، فعليهم المحافظة على منظومة استمرار جامعة الدول العربية ، ودعمها والعمل على بقائها ووحدتها، وأن يسعوا لتطوير الذات قبل السعى نحو التقدم السياسى والأمنى، وقتها من الممكن أن يكون مستقبلهم بخير ، محذرا من انفراط عقد الدول العربية لأنه حينذاك سوف تنجح الدول الطامعة فى تحقيق هدفها فى ألا يعود اقليم الوطن العربى كما كان كتلة واحدة مؤمنة بنفس الأفكار والمعتقدات والهوية العربية الواحدة والقضايا القومية العربية.
وأوضح زكي، أن الوضع الاقتصادي يشهد ثورة صناعية رابعة ، قائمة على اقتصاد المعرفة وهو اقتصاد المستقبل، الذي يعتمد على الاهتمام بالبشر والتعليم أيضا فهو الطريق الأساسي للمجتمعات التي لا يوجد بها موارد طبيعية كثيرة، مناشدا بتكاتف الجميع حتى ينهض العرب، مؤكدا أن دور جامعة الدول العربية يعمل على تنسيق المواقف العربية وصياغتها بالشكل الذي يلائم المصلحة العربية العليا
وأكد زكي، أن موضوع المربكات التي تتعرض له الدول العربية الآن لابد أن نتنبأ لها، والتطور التكنولوجي، يرفض نفسه على الدول العربية، وكذلك الذكاء الاصطناعي، والتغيرات الديمغرافية، والمناخية، تؤثر أيضا على الدول العربية ، وهى أمور لابد أن ننتبه لها جيدا والعمل على تحدياتها بالتكاتف من أجل نهضة عربية، مشيرا إلى أن التأثير الأمنى على الوضع العربي له شقين الأول هو تأثير مباشر، والآخر سياسي ، فكيف نستطيع أن نحافظ على نظام عربي متماسك في ظل المتغيرات المحيطة
يذكر أن الدورة الذهبية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب قد أنطلقت أول أمس تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ حيث يقام المعرض لأول مرة في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، احتفالًا بمرور خمسين عاما على انطلاقه للمرة الأولى سنة 1969، وتستمر حتى 5 فبراير المقبل.
ويشارك في هذه الدورة 748 ناشرا عبر أجنحتهم التي يعرضون فيها إصداراتهم إلى جانب إصدارات 525 ناشرا آخرين يشاركون عبر التوكيلات، وبذلك يصبح إجمالي عدد الناشرين المشاركين بأنفسهم والعارضين لغيرهم 1273 ناشرا، إضافة إلى ستة من مزاولي مهنة بيع الكتب بسور الأزبكية ، وتشارك نحو 35 دولة في دورة العيد الذهبي، بالإضافة إلى ثلاث دول تشارك في المعرض للمرة الأولى وهى كينيا وغانا ونيجيريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة