طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات دول العالم إلى التحرك العاجل للضغط على إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، للاستجابة الفورية لطلب هيئة شؤون الأسرى والمحررين المستعجل بالإفراج عن الأسير المريض سامى أبو دياك، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.
جاء ذلك فى رسالة رسمية وجهها عريقات إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، والمفوضة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى فيديريكا موجرينى، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامى يوسف العثيمين، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير خارجية الاتحاد الروسى سيرجى لافروف، ووزير خارجية الصين وانغ يى، ووزير خارجية النرويج إين سواريدى، ووزير خارجية اليابان تارو كونو، ووزير خارجية سويسرا ايغنازيو كاسيس، وأمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، والأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماجرو.
وأحاط الدول بتفاصيل الوضع الصحى المتدهور الذى يمر به أبو دياك جراء سياسة الإهمال الطبى المتعمد التى تنتهجها إدارة السجون مع الأسرى الفلسطينيين، وتدهور صحته بشكل خطير، فى الوقت الذى تماطل فيه لجنة الإفراجات الإسرائيلية فى النظر لطلب هيئة شؤون الأسرى الإفراج عنه، والتى حددت جلسة خاصة فى 13/ شباط المقبل، ما يعنى استهداف حياته التى يتهددها الموت فى أية لحظة.
كما وضعهم فى صورة الأوضاع الصحية الاستثنائية التى يعيشها الأسرى المرضى الفلسطينيون، ومعاناتهم بسبب سياسة الإهمال الطبى المتعمدة من قبل سلطات سجون الاحتلال، والتعرض لأساليب التعذيب الجسدى والنفسى الوحشى الممنهج، وقيام مصلحة السجون بحرمانهم من الرعاية الطبية المطلوبة، وممارسة القهر والإذلال والتعذيب من قبل طواقم الاعتقال والتحقيق، والمماطلة بتقديم العلاج المناسب واستغراق مقابلة الطبيب شهوراً طويلة، وتقديم الدواء المسكن للألم "الأكامول" لجميع أنواع الأمراض، وعدم توفير بيئة صحية للأسرى المرضى بشكل خاص، أو توفير غرف خاصة بهم، وعدم تقديم الغداء الصحى المناسب الذى يتماشى مع الأمراض المزمنة، وتعذيبهم لدى نقلهم إلى المستشفيات وهم مكبلو الأيدى والأرجل فى سيارات شحن منعدمة التهوية، بدلا من نقلهم فى سيارات إسعاف، عدا عن افتقار عيادات السجن لوجود أطباء مناوبين لعلاج الحالات الطارئة، بالإضافة إلى عدم توفير العلاج للحالات النفسية التى تعدّ من أشد الحالات خطورة على حياة باقى الأسرى، وعدم توفير الأجهزة المساعدة لذوى الاحتياجات الخاصة والتى يتم تقديمها فقط من قبل أهل الأسير أو من الصليب الأحمر.
وأشار إلى أن عدد الأسرى المعتقلين فى سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية عام 2018 نحو 5700 معتقل، منهم نحو 700 أسير مريض، 37 منهم فى حالة الخطر الشديد، وقرابة 30 أسيرا مصابا بالسرطان، وقد استشهد 217 أسيرا فلسطينيا منذ العام 1967 حتى نهاية عام 2018، منهم 75 استشهدوا نتيجة القتل العمد، و7 نتيجة إطلاق النار عليهم مباشرة، و62 نتيجة الإهمال الطبى، و73 نتيجة التعذيب.
وأكد عريقات أن كل هذه الإجراءات التعسفية هى خروقات مخالفة ومتعمدة للأعراف والاتفاقات الدولية وخاصة قواعد القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى، وفى مقدمتها اتفاقية جنيف الثالثة المادة 29 و30 و31، واتفاقية جنيف الرابعة، وبنودها رقم 76، و81، و85، وبخاصة 91، و92 التى أوجبت جميعها حق العلاج والرعاية الطبية، وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية لهم، كما وتخالف المادة 8 (ب- 10) لميثاق روما، وقواعد نيلسون مانديلا لخدمات الرعاية الصحية التى أقرّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وطالب الدول بالنيابة عن منظمة التحرير بالعمل العاجل للإفراج عن أبو دياك، ووقف المخاطر الصحية المحيطة بالأسرى، ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته لحقوق الأسرى المحمية بالقوانين الدولية، وتنفيذ نظام رقابة وحماية صارمة فى متابعة وضع الأسرى المرضى فى سجون الاحتلال، قبل تدهور وتصعيد الأوضاع وردود الفعل فيها.
