سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 يناير 1970.. عبد الناصر ينتقد القادة السوفيت فى اجتماعهم السرى بموسكو ويهدد بالاستقالة.. وبريجنيف: «من فضلك أعطنا فرصة»

الأربعاء، 23 يناير 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 يناير 1970.. عبد الناصر ينتقد القادة السوفيت فى اجتماعهم السرى بموسكو ويهدد بالاستقالة.. وبريجنيف: «من فضلك أعطنا فرصة» عبد الناصر وبريجنيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت جلسة الاجتماع الصباحية يوم 23 يناير-مثل هذا اليوم 1970-بين الرئيس جمال عبد الناصر والقادة السوفيت فى زيارته السرية إلى العاصمة السوفيتية موسكو.. كان الكل يترقب هذه الجلسة بعد أن فاجأ عبد الناصر السوفيت فى اجتماعهم السابق بطلبه لصواريخ «سام 3» للدفاع عن العمق أمام الغارات الإسرائيلية.. «راجع–ذات يوم 21 و22 يناير 2019».
 
يرى الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل الذى كان ضمن الوفد المصرى، أن جلسة 23 يناير «كانت من أغرب الجلسات التى رآها فى كل تجاربه السياسية، ويكشف أسرارها فى برنامجه «تجربة حياة» على «فضائية الجزيرة»، مشيرًا إلى أن العسكريين السوفيت قالوا إنه يمكن أن تأخذوا «سام 3» رغم أنه لم يخرج إطلاقًا من الاتحاد السوفيتى ولم يذهب إلى دول حلف وارسو، لكن هناك مشكلة كبيرة وهى أن الطواقم التى تعمل على «سام 2» الموجودة فى مصر لايمكن أن تعمل على «سام3» إلا بتدريب خاص يستغرق ستة أشهر، كما أن معدات هذا النوع من الصواريخ كثيرة وكبيرة جدًا، مما يتطلب التدريب عليها فى الاتحاد السوفيتى.
 
يتذكر «هيكل» أن رئيس الوزارء السوفيتى كوسيجين «زعيم المتشائمين» فى ذلك الوقت،قال: «طيب وصلنا إلى اللى احنا بنتكلم عليه.. إذا كان ليس سهلا أن تنتقل طواقكم المصرية من العمل بسام 2 إلى العمل على سام 3 إلا بستة أشهر من التدريب، فكيف تغطوا هذه الفترة؟.. يعنى حتجيبوا طواقم الصواريخ بتوعكم وتسيبوا الصواريخ، وتسيبوا مواقع الدفاع فى العمق لغاية ما طواقكم تتعلم على سام 3، وبعدين ترجع، طيب تعملوا إيه فى الفترة دى؟»، وهل تبعثوا بناس جدد لا خبرة لهم؟».
 
يؤكد هيكل، أن الزعيم السوفيتى بريجنيف بدأ يميل إلى كلام كوسيجين..وعبدالناصر يسمع،وكان على علم بالمشكلة من الفريق أول محمد فوزى حيث أثيرت فى اجتماع العسكريين..غير أنه فاجأ الاجتماع باقتراحه سحب كل الطواقم المصرية التى تعمل على«سام2»فى العمق للتدريب ستة أشهر فى موسكو،وقال:«فى هذه الفترة الزمنية،احنا عاوزين من عندكم خبراء يجوا يشغلوا السام3 لغاية ما طواقمه الأصلية اللى بتشتغل على«سام 2»تكون رجعت من الاتحاد السوفيتى بعد ستة أشهر،وتستلم موقعها والسوفيات يمشوا».
 
المفاجأة جعلت رئيس الدولة بادغرنى يرد:«ده معناه إن احنا نلاقى نفسنا مشتركين فى الحرب،وهذا وضع خطير جدا»،ووفقا لهيكل:«بدأ بريجنيف يسايره فى هذا،وكوسيجين يلاقيها فرصة بتشاؤمه»..رد عبد الناصر منتقدًا السياسة السوفيتية:«الولايات المتحدة واخدة سياسة عدوانية،وانتم بتطلعوا بيانات وبتكتفوا بتسجيل المواقف،وهذا بيضر بكم،واحنا شفنا قبل كده بسبب تجرؤ الأمريكان وتجاسر أجهزتهم العلنية أو الخفية أنهم من أول أندونسيا لغاية غانا لم يتورعوا أن يخشوا فى عملية انقلاب، والمرة دى إذا نحن لم نكسب هذه المعركة وبكل الوسائل، وهذا أمر ينبغى أن تدركوه إذا لم نستطع أن نصحح موازين ماجرى يوم 5 يونيو، أنا أعتقد أننا سنقاسى.. الاتحاد السوفيتى سيقاسى،وسيكون الهجوم عليه فى هذه المرة مباشرة،وليس عن طريق أصدقاء له تسقط مواقعهم موقعا بعد موقع فى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط»..رد كوسيجين:«هذا معناه ممكن يؤدى إلى حرب نووية»..رد عبد الناصر:«أنا مش عايز حرب نووية،احنا بنحاول نعمل تصاعدا محسوبا،انتم موجودون فى الدفاع عن مواقع عمق مدنية ولمدة ستة أشهر،وأنا لا أريد منكم أكثر من ذلك».
اختتم عبد الناصر انتقادته بتهديد:«إذا أنتم عاوزين تخلوا مستقبل العالم مستقبلا أمريكيا..حاضر أنا مستعد أترك مكانى لحد يقدر أقول له تعال هنا المستقبل أمريكى فتعال وتصرف،لأنه واضح أن الاتحاد السوفيتى انتهى وخسر الحرب الباردة»..كان الدكتور«مراد غالب»مشاركا فى المفاوضات باعتباره سفيرا لمصر فى موسكو،ويتذكر فى مذكراته«مع عبد الناصر والسادات»:«قال الرئيس للسوفيت:إذا استمرت إسرائيل فى غاراتها بهذا المخطط الكلاسيكى للحروب،فإن هذا يعنى التسليم،وليس جمال عبد الناصر هو الذى يستسلم،ولا يتفاوض مع إسرائيل أوالأمريكان فى ظل مايحدث من عدوان لانستطيع الرد عليه..وإذا كان لابد من التفاهم فسوف أترك مكانى لزكريا محيى الدين ليتفاوض معهم،وسأبقى أنا أحارب،وأدافع عن بلدى كفرد عادى تماما».
 
طلب بريجنيف مهلة،وقال:«صديقنا ناصر من فضلك إدينا فرصة،أنت بهذا الشكل بتحطنا فى مأزق شديد جدا،لأن هذه العملية ينبغى أن تحسب»..يذكر غالب:«غادرنا القاعة،حيث اجتمع المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى،وبعد انتهاء اجتماعهم عدنا لاستئناف الجلسات ليبلغونا بقرارتهم، وهى تسليح قوات الدفاع الجوى بصورايخ«سام 3»،وإرسالها بأطقم سوفيتية،وفى 17 مارس وصلت أول شحنة منها،وقرروا أيضًا تسليم مصر طائرات ميج 23 للطيران الليلى،وإرسال وحدة من طائرات الميج 24 المصنوعة من الستنلستيل وأرسلوا معها طياروها السوفيت،لأن تدريب المصريين عليها سيستغرق وقتًا طويلًا».  









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة