صور.. "رانده" من ضحية ختان لأكبر محاربة للعادة بأسوان.. الطبيب قطع لها شريان رئيسى أثناء الختان.. وتؤكد: مشاهد الجلابية الحمراء لا تزال فى ذاكرتى.. وأنتجت العديد من المؤلفات القصصية لضحايا الختان

الثلاثاء، 22 يناير 2019 05:30 ص
صور.. "رانده" من ضحية ختان لأكبر محاربة للعادة بأسوان.. الطبيب قطع لها شريان رئيسى أثناء الختان.. وتؤكد: مشاهد الجلابية الحمراء لا تزال فى ذاكرتى.. وأنتجت العديد من المؤلفات القصصية لضحايا الختان رانده ضياء، السيدة الأسوانية
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الجلابية الحمراء وهلال الشهر العربى والحناء والفرش الأبيض ونهر النيل".. طقوس لا تزال تعلق بذهن رانده ضياء، السيدة الأسوانية التى تعرضت لتجربة ختان إناث فى طفولتها وكادت أن تودى بحياتها إلا أن العناية الإلهية أنقذتها من هذه الحادثة، فتحولت من ناجية إلى أكبر محاربة لقضية ختان الإناث داخل محافظة أسوان.

تحكى رانده ضياء لـ"اليوم السابع"، عن قصة النجاة من ختان الإناث قائلةً: كان عمرى وقتها 7 سنوات، وكنت ألعب مع البنات فى الشارع الذى نشأت فيه وترعرعت بمنطقة الحسناب بمدينة أسوان، وبعد الانتهاء من فترة اللهو خارج المنزل وبينما أدخل إذ تجتمع أمى مع أبى ويتناقشا فى موضوع يبدو عليه الأهمية وعلمت من أطراف الحديث أنه خاص بالختان وإعدادى لهذه المناسبة.

السيدة الأسوانية الناجية

وتصف السيدة الأسوانية، طقوس الختان قائلةً: يرتبط ختان الإناث والصبيان فى الصعيد عامة بعدد من العادات والتقاليد التى يمكن أن يطلق عليها الطقوس الخاصة بالختان وخاصة لدى البنات، ومنها اختيار توقيت الختان والذى يتزامن مع مطلع الشهر العربى الجديد وظهور الهلال فى السماء، وأيضاً إعداد "الجلابية" ذات اللون الأحمر للبنات والأبيض للصبيان، ويكون للطفلة جلابيتان أو ثلاثة، مع إعداد غطاء السرير أو ما يسمى بـ"الفرش الأبيض"، علاوة على الزفة ودفوف وأغانى النساء، وجمع "النقطة" وهى ما يوزع من أموال كنوع من هدية سلامة الطفلة بعد ختنها، وأيضاً من الطقوس المرتبطة بالختان فى الصعيد الذهاب إلى نهر النيل فى اليوم السابع من الختان لاستحمام "المختنة" وغسل يديها ورجليها، وغيرها أيضاً من الطقوس التى تتعامل فيها الطفلة المختنة معاملة السيدة الوالدة التى تضع مولودا جديداً.

إحدى مؤلفاتها

وتستكمل رانده، قصتها مع الختان موضحةً بأنها فرحت فرحاً شديداً عندما سمعت باقتراب موعد ختانها، والذى يكون فى الغالب من سن 5 سنوات وحتى 13 سنة بالنسبة للفتاة فى الصعيد، مشيرة إلى أن سبب فرحها هو ارتباط الختان بالطقوس التى تراها تحدث للأطفال فى سنها واهتمام الجميع بالطفلة المختنة وكأنها عروس فى ليلة زفافها، مضيفةً أن القلق والخوف بدأ ينتابها بمجرد الدخول إلى غرفة عمليات الطبيب فى عيادته الخاصة إلا أن تناولها لمخدر الطبى جعلها لم تشعر بشئ حتى أفاقت منه، وسمعت أصوات عالية من حولها تتداخل فيما بعضها ما بين الصراخ والضحك والتهانى والدموع، وبعد لحظات وقف الطبيب أمام والدتها ونصحها بعدم تحرك الطفلة من السرير فترة من الوقت وعدم اقترابها من اللعب مع الأطفال بجانب تناولها للأدوية بانتظام.

راندة في صغرها

وتابعت "ضياء" قصتها قائلةً: "بمجرد وصولى المنزل وبعد نوم عميق استيقظت على بحر من الدم ينتشر على أرجاء السرير الذى أنام فيه، ولم أفهم ماذا جرى لى، إلا أنه بعد فترة اكتشفت أن الطبيب أثناء الختان قطع لى شريان رئيسى والذى كاد أن يتسبب فى كارثة صحية قد تودى بحياتى إلا أن العناية الإلهية أنقذتنى، وتركت هذه الحادثة ذكرى أليمة لا تزال فى ذاكرتى صاحبها قرار وإصرار منى ومن والدتى قبلى على عدم الاقتراب من ختان الإناث مجدداً وقطع هذه العادة فى أسرتنا ومحاولة إقناع الآخرين بلك".

رانده ضياء

وأوضحت رانده ضياء، بأنها تزوجت وأنجبت 3 أولاد، وفى عام 2001 بدأت عملها فى مواجهة ختان الإناث بصفة خاصة وقضايا العنف ضد المرأة بشكل عام، بعد أن حصلت على شهادة البكالوريوس فى قسم تنمية المجتمع، ومحاولة الإلمام أكثر بقضايا الأسرة، وإلقاء محاضرات التوعية للسيدات فى الصعيد لمحاولة تغيير بعض المفاهيم المتبعة فى المجتمع الجنوبى والعادات والتقاليد التى تتوارث عبر الأجيال وتضر بصحة المواطنين.

 

كفاية ختان لافتة بشوارع أسوان

وأشارت إلى أنها بدأت بعد لك مرحلة الكتابة القصصية وإنتاج العديد من الروايات الواقعية، والتى تحكى قصصاً لفتيات وأطفال تعرضن لحوادث اجتماعية، ومنها قصة "هدير" الطفلة البالغة من العمر 13 سنة، والتى فاضت روحها نتيجة زواجها فى سن مبكرة وماتت أثناء الولادة، وقصة واقعية جرت أحداثها بمنطقة الشيخ هارون بمدينة أسوان، وتحكى قصة أم أطلقت عليها خلال القصة اسم "زبيدة" وهى تزوجت بضغوط من أسرتها بعد أن رفضت العريس المتقدم لها، وبعد فترة من زواج زبيدة وقعت مشاجرة بين شقيقها وزوجها قام خلال الزوج بقتل شقيقها مما دفع زبيدة الهروب بوالدها خوفاً من انتقام أشقائها من الزوج بقتل نجله والذى يعد فى نفس الوقت ابن شقيقتهم، حتى أودعته فى دار رعاية لحمايته.

وناشدت رانده ضياء، المسئولين بإنشاء دار إيواء للأطفال البالغ أعمارهم أقل من 6 سنوات بمحافظة أسوان، نظراً لوجود عدد كبير من الأطفال فى هذه المرحلة العمرية بدون ملجأ، موضحةً بأنها لا تزال تواصل رسالتها فى التوعية بمخاطر قضايا ختان الإناث والزواج المبكر وغيرها من قضايا النوع الاجتماعى داخل القرى نظراً لانتشار هذه القضايا بداخلها أكثر من المدن.

شارع الأسرة التي وقعت بها قصة الختان










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة