لم يعد الدور التخريبى لإيران بمنطقة الشرق الأوسط خافيا على أحد، فقد كشفت العديد من المنظمات الإقليمية الحقوقية والإنسانية حقيقة هذا الدور، ووجهوا انتقادات عدة للمجتمع الدولى وفى مقدمته الأمم المتحدة التى بطأت كثيرا فى توجيه الاتهامات لإيران بشأن دورها الداعم للإرهاب.
ويبدو أن المنظمة الأممية بدأت تستفيق، فقد فضح تقرير أممى صدر مساء أمس وتم إرساله إلى مجلس الأمن، الدور الإرهابى الذى تقوم به إيران فى تمويل ميليشيات الحوثى فى حربها التى مزقت اليمن، حيث كشف تقرير أعدته لجنة الخبراء بالأمم المتحدة، أن وقودا تم تحميله فى مرافئ إيران درّ عائدات سمحت للمتمردين الحوثيين بتمويل جهود الحرب ضد الحكومة اليمنية الشرعية.
وذكر تقرير للجنة خبراء التابعة للأمم المتحدة، أن عائدات وقود مشحون من موانئ فى إيران تساهم فى تمويل جهود المتمردين الحوثيين فى اليمن ضد الحكومة الشرعية.
الدور الإرهابى لإيران
ومن المتوقع أن تثير نتائج التقرير، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، مرة أخرى تساؤلات حول دعم إيران للمتمردين الحوثيين فى الحرب الدامية التى دفعت اليمن إلى حافة كارثة إنسانية.
وفى تقريرها النهائى لعام 2018، قالت اللجنة إنها حددت عددا من الشركات، سواء داخل اليمن أو خارجه، تعمل كشركات فى الواجهة، من خلال استخدام وثائق مزيفة لإخفاء التبرعات النفطية، بحسب ما أوردت "سكاى نيوز".
وأضاف التقرير أن النفط كان "لفائدة فرد مدرج" على لائحة الأمم المتحدة للعقوبات، وقال التقرير المؤلف من 85 صفحة، والذى تم إرساله إلى مجلس الأمن "العائد من بيع هذا الوقود استخدم فى تمويل حرب الحوثيين".
ووجدت اللجنة أن "الوقود تم شحنه من موانئ فى إيران بموجب وثائق مزيفة" لتجنب تفتيش الأمم المتحدة للبضائع.
إدانة إيران
وأشار الخبراء فى تقارير سابقة إلى صلة إيرانية محتملة بالصواريخ التى أطلقها المتمردون الحوثيون صوب السعودية، وذلك بعد أن زاروا الرياض لتفقد بقايا الصواريخ، ففى تقرير سابق للجنة، قال الخبراء إنهم يحققون فى تبرعات وقود إيرانية شهرية بقيمة 30 مليون دولار.
وقد ذكرت لجنة الخبراء فى تقريرها، أنها "كشفت عددا قليلا من الشركات داخل اليمن وخارجه تعمل كواجهة لهذه العمليات مستخدمة وثائق مزورة تؤكد أن كميات الوقود هى تبرعات".
وأضافت فى تقريرها الذى يقع فى 85 صفحة وأرسل إلى مجلس الأمن، أن الوقود كان "لحساب شخص مدرج على اللائحة"، فى إشارة إلى قائمة الأمم المتحدة للعقوبات، مشيرة إلى أن "عائدات بيع هذا الوقود استخدمت لتمويل جهد الحرب للحوثيين".
ووفق التقرير، الذى أورته وكالة الأنباء الفرنسية، فأن "الوقود يتم تحميله فى مرافئ جمهورية إيران الإسلامية بموجب وثائق مزورة" لتجنب عمليات تفتيش الحمولة التى تقوم بها الأمم المتحدة.
وأشار الخبراء فى تقريرهم، بعد زيارتهم إلى السعودية لفحص بقايا أسلحة، إلى احتمال وجود علاقة لإيران بالصواريخ التى أطلقها الحوثيون على السعودية.
وقال الخبراء فى التقرير، إنه "خلال العام 2018 الفترة التى يغطيها التقرير، واصل اليمن انزلاقه باتجاه كارثة إنسانية واقتصادية". ووصفوا اليمن بأنه بلد "ممزق بشدة" ومنهار اقتصاديا.
من ناحية ثانية، أفاد "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" بأن الميليشيات الحوثية استغلت فترة وقف إطلاق النار لزيادة تحصيناتها العسكرية بشكل كبير فى مدينة الحديدة.
ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن المعهد، أن خروقات الحوثيين تضمنت تحصينات محظورة وواسعة النطاق للمناطق الحضرية، وعدم الوفاء بمواعيد الانسحاب النهائية التى حددتها الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه تم حفر 207 خنادق، وفق صور جوية قدمت إلى الأمم المتحدة، موضحا أن الحوثيين قاموا بنصب العديد من الحواجز داخل المدينة معظمها حاويات شحن، وهو ما أكده نبيل ماجد وكيل وزارة حقوق الإنسان، حيث أوضح فى تصريحات لـ "اليوم السابع" أن الميليشيا انتهجت نهجا جديدا منذ أيام فى الحديدة وهو التوسع فى حفر الخنادق السرية بغرض التسلل عبرها لوسط المدينة والوصول لقلب الأحياء السكنية والهجوم على الأهالى، وأيضا استخدامها فى تخزين الأسلحة، وكمنفذ للهروب أيضا، كما أنها ارتكبت 464 خرقا منذ بداية تطبيق اتفاق الحديدة فى ديسمبر الماضى، وهو الاتفاق الذى نص على وقف إطلاق النار.
وأوضح أن الميليشيا أظهرت أنها لن تسير فى طريق السلام واعتادت المراوغة والحرب فقط ، فقد ألحق بالغ الضرر بالشعب اليمنى منذ بداية الانقلاب، وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص نزحوا من محافظة الحديدة منذ اندلاع المواجهات فى يونيو الماضى.
وكيل وزارة حقوق الإنسان
وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص نزحوا من محافظة الحديدة منذ اندلاع المواجهات فى يونيو الماضي.
تولر: نرفض الدعم الإيرانى للحوثى
ومن جانبه علق السفير الأمريكى السابق لدى اليمن ماثيو تولر، على الدور الإيرانى فى دعم الحوثيين، قائلا "إن هناك أطراف داخلية ستحاول تعطيل أى اتفاق وعلى جميع الأطراف تسليم السلاح للحكومة التى ستشكل دون تحديد من هى تلك الأطراف.
وأضاف السفير الأمريكى، "نراقب عن كثب الدور الإيرانى فى اليمن ولن نقبل بسعيها لدعم الميليشيات التى تعمل ضد الحكومة الشرعية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة