هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول الفيتامينات حيث تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجسم، ومع ذلك، فإن تناول جرعات كبيرة من بعض الفيتامينات يمكن أن يكون ضارًا في الواقع.
من الأفضل الحصول على الفيتامينات التي تحتاجها أجسادنا من تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية غير المصنعة بدلاً من تناول المكملات الغذائية، وكثيرا ما يساء استخدام مكملات الفيتامينات وتؤخذ دون مشورة مهنية، وغالبًا ما يتم استخدامها كشكل من أشكال الدواء لعلاج الأمراض مثل نزلات البرد، أو لمواجهة مشكلات نمط الحياة مثل الإجهاد، وهنا نتناول الكثير من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عن الفيتامينات والصحيح عنها، وفقا لما ذكره موقع "Betterhealth" الطبى.
الفيتامين وحده ليس حلا
التوازن السليم والمستويات الكافية من العناصر الغذائية الأساسية مهمة لمجموعة من العمليات المعقدة في أجسادنا، وعندما تؤخذ الفيتامينات كمكملات، يتم إدخالها إلى الجسم بمستويات لا يمكن تحقيقها أبداً عن طريق تناول حتى أكثر الوجبات الغذائية صحة، ولكن على الصعيد الآخر يمكن أن يؤدى ذلك إلى جرعات كبيرة من فيتامين واحد يتم تناوله، وهذا الأمر غير صحى.
كما أن تناول الفيتامينات ببساطة ليس حلا فوريًا للشعور بالإجهاد أو النقص في الطاقة، إنه مزيج من مجموعة كاملة من المركبات في الأغذية النباتية التي تمنحنا الحماية، وعندما تقوم بإزالة واحدة منها بشكل مصطنع وتزويدها خارج السياق بشكل كامل، فقد لا تكون بنفس الفعالية، وفي حالة بعض الفيتامينات، يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية أيضا.
الفيتامينات الأقل أفضل
من مبدأ المفيد زود منه، يستخدم الكثيرين الفيتامينات بكميات كثيرة، وهم على غير علم بأن في حالة الفيتامينات، من الأفضل اتباع قاعدة "الأقل هو أفضل"، فالفيتامينات A و D و E و K قابلة للذوبان في الدهون، مما يعني أنه يمكن تخزينها في الجسم، وإن تناول جرعات عالية من هذه الفيتامينات، خاصةً فيتامين الذى قد يؤدي إلى مستويات ضارة في الجسم إلا إذا كان لديك نقص في التشخيص الطبي.
وبعض الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء يمكن أن تسبب أيضًا آثارًا جانبية لدى تناول الجرعات العالية، فعلى سبيل المثال، تم ربط فيتامين B6 مع تلف الأعصاب عند تناوله بجرعات كبيرة، وبالنسبة للبالغين الأصحاء، إذا تم استخدام المكملات الغذائية، يجب أن تؤخذ عموما على مستويات قريبة من القيمة الغذائية الموصى بها، ولا ينبغي أن تؤخذ جرعة عالية من المكملات إلا إذا أوصت بموجب المشورة الطبية.
نزلات البرد وفيتامين C
وهناك الكثير من الأشخاص يعتقدون أن فيتامين C يساعد على منع نزلات البرد، على الرغم من الأبحاث الشاملة في جميع أنحاء العالم، لا توضح حتى الآن أي دليل قوي لإثبات ذلك، حيث أظهرت بعض الدراسات أن تناول جرعات كبيرة من فيتامين C أكثر من 1000 ملجرام في اليوم بشكل مستمر أو عند ظهور أعراض البرد للمرة الأولى، قد يخفف بعض الأعراض والمدة في المتوسط ، مما يجعلها أقصر بمقدار نصف يوم، ولكن لا يمنعك من الإصابة بالبرد.
أنت أيضا بحاجة إلى النظر في المخاطر الصحية المرتبطة بأخذ جرعات كبيرة من فيتامين C، فقد تسبب الجرعات الكبيرة كل من الغثيان، وتشنجات في البطن، والصداع، والتعب، وحصى الكلى والإسهال، وقد يتداخل أيضًا مع قدرة الجسم على التمثيل الغذائي، فيمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الحديد بشكل خطير.
ويمكن أيضا أن تتداخل كميات كبيرة من فيتامين C في الجسم مع الاختبارات الطبية، مثل فحوصات السكري، مما يعطي نتيجة خاطئة، ويحتاج البالغون إلى حوالي 45 مجم فقط من فيتامين سي في اليوم.
الإجهاد والاكتئاب والقلق
تناول فيتامينات مثل أوميجا 3 لن يؤدي بالضرورة إلى إزاحة مشاعر التوتر، كما أن الأمراض النفسية الأكثر خطورة، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، لا تسببها أو تمنعها الفيتامينات، على الرغم من أن اتباع نظام غذائي صحي ومغذيات جيدة يمكن أن يساعد في دعم الشخص للتعامل بشكل أفضل مع حالته.
فيتامين E وأمراض القلب
يتم استخدام فيتامين E على نطاق واسع كمضاد للأكسدة يمكن أن يساعد في منع أمراض القلب، ولكن لسوء الحظ، وجدت العديد من المراجعات واسعة النطاق أنه لا يوجد أي دليل على أن مكملات فيتامين E تمنع الوفاة بأمراض القلب، وفي الواقع، قد يكون هناك خطر أكبر من الوفاة من تناول هذه المكملات الغذائية.
علاج السرطان
تناول فيتامين (أ) بجرعات الكبيرة لا يعالج السرطان ويمكن أن يكون سامًا، خاصة إذا تم تناوله كأقراص بدلاً من الطعام، فهناك بعض الأدلة على أن الفيتامين يمكن أن يلعب دورا صغيرا في الوقاية من بعض أنواع السرطان على الرغم من أن هناك ، دليل على النقيض أنه قد يسرع من ظهور أنواع أخرى من السرطان.
وبينما يجادل البعض بأن جرعات كبيرة من مضادات الأكسدة يمكن أن تساعد في فعالية علاجات السرطان التقليدية، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، فإن الأدلة بعيدة كل البعد عن دعم ذلك.
في الواقع، فقد تبين أن جرعات كبيرة من مضادات الأكسدة يمكن أن تتداخل في الواقع مع بعض العلاجات الطبية للسرطان من خلال المساعدة في حماية الخلايا السرطانية التي تهدف العلاجات إلى تدميرها.
كما أظهرت العديد من الدراسات طويلة الأجل أن خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والثدي والرئة لا ينقص بتناول مكملات جرعة عالية تحتوي على فيتامينات E أو C، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون جرعات عالية من مكملات فيتامين (هـ) لديهم معدلات أعلى للوفاة المبكرة (الوفيات).
الفيتامينات المضادة للشيخوخة مش حقيقية
وغالبًا ما ينفرد فيتامين هـ باعتباره ينبوعًا محتملاً للشباب، ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن تناول جرعات كبيرة من أي فيتامين يمكن أن يؤدي إلى توقف آثار الشيخوخة، كما لا يمكن لأي فيتامين استعادة الدافع الجنسي أو علاج العقم.
ما هى المكملات الغذائية التى يحتاجها الجسم؟
المكملات الغذائية لها دور تلعبه لبعض الأشخاص، حيث يمكن لمن يتبعون نظامًا غذائيًا تقييديًا لفقدان الوزن على المدى الطويل أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سوء الامتصاص، مثل الإسهال أو مرض الاضطرابات الهضمية أو التليف الكيسي أو التهاب البنكرياس.
ويوصى بشدة بتناول مكملات حمض الفوليك للنساء اللواتي يخططن للحمل لتقليل خطر وجود طفل مصاب بعيوب الأنبوب العصبي، مثل الشفة المشقوقة، أيضا، ويمكن للأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي النباتي، وخاصة إذا كانوا من الحوامل، الاستفادة من مكملات فيتامين B12.
ويتم تشجيع الأشخاص الذين ينصحهم طبيبهم بأنهم بحاجة إلى تناول مكملات الفيتامينات لاستشارة اختصاصي تغذية معتمد، وإذا كنت بحاجة إلى تناول مكملات غذائية، فمن الأفضل تناول الفيتامينات المتعددة على المستوى الغذائي الموصى به، بدلاً من المكملات الغذائية الفردية أو جرعة متعددة من الفيتامينات المتعددة.
