سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 يناير 1942.. رئيس الوزراء للسفير البريطانى: «الملك فاروق «غلام جبان» يجب الضغط عليه ليعود إلى حجمه الطبيعى»

الأحد، 20 يناير 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 يناير 1942.. رئيس الوزراء للسفير البريطانى: «الملك فاروق «غلام جبان» يجب الضغط عليه ليعود إلى حجمه الطبيعى» حسين سرى باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طلب السفير البريطانى «اللورد كيلرن» فى مصر من رئيس الوزراء «حسين سرى باشا» مقابلته عاجلا لمناقشة أمر مهم يتعلق بالملك فاروق، فكان اللقاء الذى حمل تهديدا من السفير للملك، وتوصية شخصية من رئيس الوزراء للسفير بضرورة الضغط على هذا الغلام «الملك»، وكتب السفير القصة كلها فى برقية أرسلها إلى حكومته فى لندن يوم 20 يناير- مثل هذا اليوم- 1942، ويكشف «كيلرن» وقائعها فى الجزء الثانى من مذكراته، ترجمة الدكتور عبدالرؤوف عمرو.
 
كان «كيلرن» واسمه الأصلى «مايلز لامبسون» سفيرا لبريطانيا فى مصر من 1934 إلى 1946، وحسب «عمرو»: «ارتبط اسمه بكثير من الأحداث المهمة فى مصر قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها بقليل، وأقدم على مغامرة حمقاء «4 فبراير 1942» بالتدخل فى شؤون مصر الداخلية، بأن وضع الملك فاروق بين أمرين، إما أن يستدعى النحاس باشا وتكليفه بتشكيل حكومة تتولى شؤون الحكم حالا ودون إرجاء أو تسويف، وإما أن يوقع فاروق وثيقة التنازل عن العرش، ويغادر البلاد إلى غير رجعة، وفى نفس الوقت كانت الدبابات البريطانية تحاصر قصر عابدين من جميع المنافذ».. يضيف «عمرو»: «كان «كيلرن» ينظر إلى الملك فاروق نظرة عدائية دونية، ويصفه بأنه «الملك الطفل» الذى لا يقدر المسؤولية، ولا يعى حقيقة ما يجرى على أرض دولته، وملك صورى يملك ولا يحكم، وأنه- أى كيلرن- الملك الحقيقى لمصر، بل إن سلطته فوق سلطة الملك».
 
فى هذا السياق تدور قصة لقاء كيلرن وحسين سرى باشا، ويذكر كيلرن أن تقريرا وصله من مصدر موثوق به يكشف أن فاروق قام بتأنيب رئيس الوزراء، لأن وزير الخارجية «صليب سامى» أقدم على قطع العلاقات الودية مع حكومة فيشى الفرنسية، الأمر الذى دفع وزير الخارجية إلى تقديم استقالته بالرغم من معارضة زملائه فى الوزارة له.
 
كانت حكومة فيشى برئاسة «فيليب بيتان»، تشكلت عقب سقوط فرنسا بيد ألمانيا النازية بزعامة هتلر فى الحرب العالمية الثانية، وكانت بريطانيا ضدها، ولأن مصر كانت تحت الاحتلال البريطانى فإن «كيلرن» تعجب من أن يكون الملك فاروق غاضبا من وزير خارجيته الذى يقطع العلاقة مع حكومة فيشى.. يكشف «كيلرن» أنه فى مقابلته مع رئيس الوزراء أخبره بحقيقة التقرير الذى وصله عن تأنيب الملك لرئيس وزرائه، واستقالة وزير الخارجية، وطلب التأكد من هذه الأخبار الخطيرة.. يذكر كيلرن: «سعى رئيس الوزراء أن يعرف منى النتيجة التى يمكن أن تحدث لو أن التقرير كان صادقا»، ويؤكد كيلرن، أنه رفض أن يتغاضى عن الموضوع الذى سيؤدى إلى إقالة وزير مصرى للشؤون الخارجية خضوعا لمشيئة ملكية ضاربا عرض الحائط بحقيقة التحالف الذى يربط بين دولتينا، خاصة ونحن فى حالة حرب واقعة بالفعل.. وتحدث مهددا: «تدخل الملك لا يحتمل، وربما تعود عليه بسلسلة من الأحداث».
 
ويشرح كيلرن لحكومته فى برقيته، أن رئيس الورزاء قال له، إن الحكومة قررت قطع العلاقات مع حكومة فيشى، وهذا القرار سارى المفعول، وإن وزير الخارجية سيعرض الأمر على لجنة الشؤون الخارجية للنواب، ليشرح ويؤكد قرار الحكومة فى مساء هذا اليوم، وبناء على ذلك فإنه بالإمكان القول بأن وزير الخارجية مازال فى العمل وإقالته كأنها لم تكن.. رد كيلرن: «لقد عبرت عن مخاوفى، والتى كانت تساورنى، ولذا فإنى أشعر بارتياح نفسى، وأعتقد أنك تشاركنى مشاعرى هذه».
 
يكشف كيلرن، أن رئيس الوزراء صارحه قائلا، إن ما فعله الملك حقيقة لا مراء فيها، وإنه كان له مقابلة عاصفة مع جلالته أرغمته على سحب تدخله فى هذا الموضوع.. يضيف كيلرن: «أضاف رئيس الوزراء أن هذا الغلام «يقصد الملك فاروق» جبان بمعنى الكلمة، ويجب الضغط عليه بين الحين والآخر، وإنقاذه من أهوائه، حتى تجعله يفوق إلى حقيقته، وأن يعود إلى حجمه الطبيعى»، ووفقا للبرقية، فإن «كيلرن» طرح على حكومته سؤالا: «هل يجب أن نمضى فى موقفنا المتشدد حتى نخيف هذا الغلام، والضغط عليه بين حين وآخر؟ وإذا كان الأمر كذلك فإنى أرى أن أذكر الملك فاروق بمصير شاه إيران، وأن مصيره سيكون كذلك إذا لم يكن طوع إرادتنا».. والمعروف أن بريطانيا أجبرت «رضا بهلوى» على التنازل عن العرش لابنه محمد عام 1941 ونفته إلى جنوب أفريقيا.
 
يؤكد كيلرن، أن رئيس الوزراء حسين سرى باشا وافقه على رأيه، وقال له، إن الملك يعيش حالة من الذعر والتوتر، وإنه يأمل أن نظل عند موقفنا الجاد هذا لكى نساعده على موقفه والتمسك به.. يؤكد «كيلرن»، أنه أجاب على رئيس الوزراء بأن يتأكد من حقيقة موقفنا وما نتحلى به من الصبر، وقال: «لا نريد أن نواجه المتاعب فى منتصف الطريق، ولكن إذا ما سعت الأزمات إلينا، فإنى شخصيا «كيلرن» لا يوجد لدى أدنى شك فى حتمية إسداء النصح لحكومتى عن السبل التى سوف نواجه بها هذه الأزمات».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة