"الشنانة" السعودية ترثى نفسها حزنا على وفاة طبيب مصرى.. الأهالى أرسلوا مندوبا عنهم إلى مصر لمنح أسرته نصف مليون جنيه.. ووقف خيرى تكريما له.. و3 آلاف شخص يشيعون جنازته بعد 16 سنة عاشها معهم

الأحد، 20 يناير 2019 06:00 م

وفد من اهل بلدة الشنانه فى زيارة اسرتة الدكتور هشام عبد الجليل

كتب محمد إبراهيم

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تدثرت بلدة الشنانة التابعة لمدينة القصيم بالمملكة العربية السعودية بالرثاء حزنا على وفاة طبيب مصرى قضى 16 عاما بين الأهالى يعالج مرضاهم ويمنحهم الأمل.

لم يكن الطبيب المصرى "هشام السيد عبد الجليل"، طبيب عام بمستشفى الشنانة، طبيبا عاديا يقوم بالكشف على المرضى وإعطائهم علاجا بل كان يعمل بإخلاص نادر كما أكد أهل الشنانة التي عمل بها الطبيب المصرى، "رحل من كان يحمل هم مرضانا أكثر منا رحل من كان يذكرنا بمواعيدنا فى العلاج رحل من كان يحرص علينا أكثر من أنفسنا فهو أبكانا برحيله كثيرا" بهذه الكلمات ارثي عبد الرحمن صالح آل خليفة معلم سعودى بالتربية والتعليم فى حديثة مع "اليوم السابع" حول قيام أهل بلدة الشنانة بالسعودية بتكريم أسرة الدكتور هشام عبد الجليل فى الإسكندرية.

وقال عبد الرحمن آل خليفة أنه جاء من السعودية إلى مصر بتكليف من أهل بلدته لزيارة أسرة الدكتور هشام وتكريمه ومنحهم مبالغ مالية كجزء من ما قدمه الطبيب الراحل لهم أثناء عملة فى المملكة حيث توفى فى السعودية وحضر جنازتة 3 آلاف شخص.

وتابع قائلا: "جئنا وفاء لهذا الرجل الذى قدم كل شئ طيب وصالح لنا من تفانى بالعمل وجماعتنا فى القسيم اتفقوا على إنه لابد إن نرد بعض الجميل له لأنه كان شعلة لا تنطفئ تضيء للآخرين حيث كان يجلس 12 ساعة يعمل داخل المستشفى دون المطالبة بأى مقابل مادى".

وقال آل خليفة، أن الطبيب المصرى بذل حياته كلها فى خدمة الناس والطب مسخراً حياته كلها لخدمة المرضى مهما كان دائهم برغم أنه كان مصابا بأمراض مزمنة وبلوغه 60 عام كأنه شاب عشرينى.

وذكر المعلم السعودى، أن الدكتور هشام عبد الجليل اكتشف امراضا بسماعته البسيطة المتواضعة منها على سبيل المثال 7 حالات كان لديهم ثقب بالقلب.

وتابع "أنا شخصيا كان لى طفلة من فى أسرتنا مريضة لم يكتشف أى طبيب مرضها، وعندما أخذت رأى الدكتور هشام برغم عدم تخصصه فى مرضها وحكيت له ما يحدث لها من أعراض للطفلة قال إنها مصابة بمرض معين وبعد فترة اكتشفنا صحة كلامه برغم عرضها على 4 أطباء متخصصين".

وفى نفس السياق سرد محمد صالح آل خليفة مدير مستشفى الشنانة التى كان يعمل بها الدكتور هشام عبد الجليل أن الفقيد "عاش 16 سنة يعمل فى المستشفى وتمر الأيام والسنين حيث كان يبذل كل قوته لخدمة مرضاهم لدرجة أنه كان يذهب بالعلاج إلى منزل المرضى كبار السن بعد عمله حتى أن سيدة عجوز قالت "من يعطينى علاجى بعدك يا هشام" .

وتابع مدير مستشفى الشنانة : كل هذه الأعمال اكتشفناها بعد وفاته فقد كان يذهب إلى 18 مريضا لا يستطيعون الذهاب للمستشفى لتناول علاجهم بعد انتهاء عمله لإعطائهم العلاج ولم يخبر أحدا بذلك الأمر وهو ما يثبت إن هذا الرجل زهد فى الدنيا لخدمة الناس وأهل الشنانه، وعندما جاء أمر من وزارة الصحة بنقل الدكتور هشام لمدينة أخرى فى السنوات الماضية رفض أهل الشنانه أن يغادر تمسكا بالرجل غير العادى" .

وقال إنهم جاءو إلى مصر وقاموا بزيارة أسرة الدكتور هشام وأعطوهم ما يعادل نصف مليون جنية كوفاء له ولأسرتة فضلا عن تقديم شهادات تقدير وشكر ووقف خيرى من أهل البلدة وفاءً لهذا الرجل.

تكريم الدكتور هشام