أحمد المالكى

أحسنوا تربية أولادكم فإنها أعظم أنواع الاستثمار

الأحد، 20 يناير 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 أحسنوا تربية أولادكم فإنها أعظم أنواع الاستثمار.. فسلامة ورقى المجتمعات أساسها سلامة الأسر التى تقدم لمجتمعاتها أفرادا صالحين يقومون على النهوض بها فى كل المجالات

 

أطفال اليوم هم رجال الغد، وقادة المستقبل، فكان لا بد من الاهتمام بهم، تربية وتنشئة، ولذلك أولت الشريعة الإسلامية الاهتمام البالغ بتربية الأطفال، لتكوين جيل مستقيم فكريا ودينيا وقادر على تحمل المسؤولية والنهوض بوطنه والأمة كلها، فإن أحسنا تربيتهم فسيكون مشرقًا لأوطاننا، وإن أهملنا تربيتهم فإن عواقب ذلك لا شك وخيمة، يكون نتاجها بعد ذلك: شبابًا ضائعًا ما بين التطرّف والانحراف والإدمان.
 
والأسرة هى البيئة الاجتماعية الأولى التى يحتك بها الطفل، وتنمو فيها وتتطور أنماط التربية الاجتماعية، لتتشكل شخصية الطفل الاجتماعية، فالأسرة لها دور حاسم فى تحديد شخصية الطفل، والتأثير فى بنائها وتكاملها تأثيرًا كبيرًا.
 
وقد دعا القرآن الكريم إلى العناية بالأبناء، فقال تعالى: «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ» «سورة النساء: الآية 11»
وقال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...» «سورة التحريم: الآية 6»
قال القرطبى رحمه الله تعالى: قال مقاتل: ذلك حق عليه فى نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه، قال إلكيا: فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغنى عنه من الأدب وهو قول الله تعالى: «وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها»، ونحو قوله تعالى للنبى صلى الله عليه وسلم: «وأنذر عشيرتك الأقربين»، وفى الحديث: «مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع». «تفسير القرطبى: 18/196».
 
ورُوِى عن النّبى- عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: «ما نحل والدٌ ولدًا مِن نحْلٍ أفضلَ من أدبٍ حسنٍ»، وقال ابن عمر رضى الله عنه: «أدِّب ابنك فإنّك مسؤول عنه: ماذا أدّبته، وماذا عَلَّمته؟ وهو مسؤول عن بِرِّك وطواعيته لك».
 
وقال الإمام المناوى، رحمه الله تعالى: «لأن يؤدب الرجل ولده عندما يبلغ من السن والعقل مبلغا يحتمل ذلك بأن ينشئه على أخلاق صلحاء المؤمنين ويصونه عن مخالطة المفسدين ويعلمه القرآن والأدب ولسان العرب ويسمعه السنن وأقاويل السلف ويعلمه من أحكام الدين ما لا غنى عنه ويهدده ثم يضربه على نحو الصلاة وغير ذلك، خير له من أن يتصدق بصاع، لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية، وصدقة الصاع ينقطع ثوابها، وهذا يدوم بدوام الولد، والأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة «قوا أنفسكم وأهليكم ناراً» «التحريم :6». فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظها وتزجرها بورودها النار، وتقيم أودهم بأنواع التأديب.. فتأديب النفس الزكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة». «فيض القدير: 5/257».
 
لكن كثيرًا من الآباء والأمهات يعتقدون أن تربية الأبناء تقتصر على توفير احتياجاتهم المادية فقط دون النفسية والمعنوية التى تحميهم من الأخطار التى تهددهم خارج نطاق الأسرة، ومن هنا وجب التحذير من هذا الخطر العظيم الذى يأتى على قواعد بناء الأسرة وتقديم النصيحة عبر كل وسيلة متاحة، ويجب على الآباء والأمهات أن يخصصوا وقتًا كافيًا للتفاعل مع أولادهم والاستماع إلى مشكلاتهم والإسهام فى حلها مهما كانت صغيرة أو غير مهمة من وجهة نظر الوالدين، وإشباع عواطفهم بمشاعر الحب والحنان، ومصاحبتهم وتدريبهم على تحمل المسؤولية فى حدود قدراتهم الجسمانية والعقلية، واستعداداتهم، كل ذلك بجانب التربية الروحية وتأديبهم سلوكيًّا وأخلاقيًّا.
 
يذكر الإمام ابن قدامة المقدسى فى كتابه «منهاج القاصدين» آدابا نحو الصبى إذا بلغ سن التمييز، فينبغى أن يحسن مراقبته ومطالعة أحواله، فإن قلبه جوهرة ساذجة وهى قابلة لكل نقش، فإن عُوِّد الخير نشأ عليه، وشاركه أبواه ومؤدبه فى ثوابه، وإن عُود الشر نشأ عليه وكان الوزر فى عنق وليه، فينبغى أن يصونه ويؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق، فإذا ظهرت فى وجهه أنوار الحياء وكان يحتشم ويستحى من بعض الأفعال حتى يراها قبيحة، فهذه هداية من الله تعالى إليه وبشارة تدل على اعتدال الأخلاق وصفاء القلب.
 
فأحسنوا تربية أولادكم، فإنها أعظم أنواع الاستثمار، فسلامة ورقى المجتمعات أساسها سلامة الأسر التى تقدم لمجتمعاتها أفرادا صالحين يقومون على النهوض بها فى كل المجالات، وكما قيل: الثمار من جنس الشجر، وكما يزرع الإنسان يحصد، فالآباء الذين يحرصون على تربية أولادهم، فإنّهم كالزرّاع الذين يزرعون البذور التى ستنمو وتصبح أشجاراً ثمّ تثمر فيجنى الزارعون ثمار ما زرعته أيديهم.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور

كلام. معقول. ... وبناء. بقلم. نشات. رشدي منصور.

بس. فيه. ولد. شقي. حبتين. قال. لابيه. مش. حضرتك. يابا. قلت. ان. الادب. فضلوه. عن. العلم. قال. له. بالطبع. فقال. له. من. اجل. ذلك. أنا. فضلت. ان. اكون. مؤدبا. عن ان اذهب. للمدرسة. .. لو. تعرض. اب. لفكر. ابن. مثل. هذا. .. ما هو. موقف. الاب. هل. يستعمل. اسلوب. الشدة. مع. ابنه. لان. هذا الامر. يحدث. كثيرا. في. أيامنا. تلك. حيث. يفضل. بعض الاطفال. الكسل. عن. الذهاب. الي. دور. العلم. .. ولك. تحياتي. مقال. في. الصميم. .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة