قرأت لك.. المكونات الإسلامية لهوية أوروبا.. العصور الوسطى لا تزال تحكم الغرب

السبت، 19 يناير 2019 07:00 ص
قرأت لك.. المكونات الإسلامية لهوية أوروبا.. العصور الوسطى لا تزال تحكم الغرب مسجد لشبونه
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعالج كتاب "المكونات الإسلامية لهوية أوروبا" للمؤلف فريد موهيتش، وترجمة كريم الماجرى، والصادر حديثًا عن الدار العربية للعلوم، ما يدور حول أيدويولوجيا التميز الثقافى والدينى ضد العناصر الإسلامية المكونة للهوية الأوروبية لصالح العناصر المسيحية، والتى تتعارض مع المبادئ المعاصرة الداعية إلى الاحترام المتبادل بين الثقافات والشعوب والأديان.
 
ويقول الكتاب "وكما هو معروف، فإن أصول الديانات التوحيدية الثلاث ومهد ولادتها هو قارة آسيا، وبالتالى فكلها وافدة على القارة الأوروبية. وهذه الحقيقة فى ذاتها تنزع من كل تلك الديانات حقها فى ادعاء حصرية تمثيلها لهوية أوروبا الثقافية دونًا عن غيرها، فأوروبا لم تكن فى أى مرحلة من مراحل تاريخها قارة أحادية الثقافة، وبالتالى لا يمكنها بأية حال أن تكون قارة حصرية للثقافة المسيحية".
 
ويرصد الكتاب جذور هذه السردية (أوروبا قارة مسيحية حصرًا) التى تمتد عبر قرون طويلة، وتقف وراءها وتُغذِّيها مراكز وقوى اجتماعية مختلفة المشارب، ويبيِّن الـمُؤَلِّف أن تلك الحملة كانت حاضنتها، خلال حقبة القرون الوسطى، داخل الدوائر الدينية المسيحية النافذة فى أوروبا بمختلف طوائفها الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية. وقد أسَّست الكنيسة الكاثوليكية وأطلقت ودعَّمت نشر أيديولوجية الحروب الصليبية وروَّجت لها، لكن تلك الأيديولوجيا المحاربة وجدت كذلك تبنِّيًا كاملًا وتنفيذًا حرفيًّا لها لدى كلِّ الطوائف المسيحية الأخرى ومختلف مِلَلِها ونِحَلِها.
 
ومنذ بدايات القرن التاسع عشر، تصدَّت مجتمعات الدول الأوروبية العلمانية للعب ذلك الدور، وبات جزء من أوروبا ينفى حقيقة التعدُّدية الثقافية لطبيعة الهوية الأوروبية عن طريق التَّعمية على تلك الحقيقة إمَّا بإنكارها أو بتجاهل حقيقة أن ثقافة أوروبا إنما هى مثال كلاسيكى لهوية ثقافية تشكَّلت عبر قرون طويلة من التلاقح والتمازج بين عناصر ثقافية-هُويَّاتية مسيحية وإسلامية على حدٍّ سواء.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة