سامح شاهين: الاكتئاب والتوتر يسببان أمراض القلب وزيادة معدل الذبحة
مجدى يعقوب لا يمكنه علاج الناس كلها فى مصر وجراحة القلب المفتوح موجودة منذ زمن
جلطات القلب من المشكلات الصحية الأكثر فتكا بالإنسان، وهو ما ساعد فى إصدار قرار وزارى مؤخرا برقم (75) لسنة 2018 بتشكيل لجنة قومية خاصة بالتدخل الأولى لجلطات القلب الحادة، للحد من نسبة الإصابة بأمراض القلب، وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة لمريض القلب فى مصر خاصة فى حالة الجلطة الحادة، التى تتطلب تدخلا سريعا لفتح الشريان فى الساعات الأولى من الإصابة بالجلطة، وكان لنا حديثا مع الدكتور سامح شاهين الرئيس التنفيذى للجنة ورئيس جمعية القلب سابقا عن مشكلات القلب والتدخل القانونى لحماية المواطنين من شراسة المرض الذى يقف خلفه التدخين بشكل أساسى، وكذلك مناقشة الأسباب النفسية الخاصة بثقافة المجتمع الطبية.
دكتور سامح شاهين مع محررة اليوم السابع
أمراض القلب هى القاتل الأول.. فهل يوجد لدينا إحصائيات عن نسب الوفيات الناتجة عنها؟
بالفعل أمراض القلب هى القاتل الأول فليس السرطان ولا الالتهابات والميكروبات، لكن أمراض القلب والأوعية الدموية هى ما تتسبب بشكل أساسى فى الوفاة مثل جلطة القلب وكذلك المخ، وذلك فى مصر والعالم كله، لكن مصر تحتل نسبا أعلى ففى الخارج 50 مريضا يموتون لكل 100 ألف مواطن، لكن هنا 400 من كل 100 ألف.
ما الأسباب خلف ارتفاعها فى مصر؟
ارتفاع الضغط والسكر وكذلك التدخين فـ45% من الرجال يدخنون والسمنة خاصة بين السيدات، وبالتالى يجب علينا علاج الأسباب لكى نقلل من هذه النسب، وحاليا يوجد مسح بالكشف على الناس عن الضغط والسكر وليس فقط فيروس سى.
عن التدخين.. ظهرت موضة البايب والسجائر الإلكترونية فهل تقلل من آثار السجائر السلبية؟
البايب مثل السجائر فى أضرارها، أما عن السجائر الإلكترونية فهى موضة بالفعل ولها نكهات فتغرى المراهقين للبدء فى التدخين، وتؤذى من خلال دخانها بشكل يوازى السجائر، وحاليا القوانين كلها تتجه نحو منع السجائر الإلكترونية.
لكن هل سيخرج قانون يمنع السجائر العادية؟
لدينا قوانين بالفعل تمنع تدخينها فى الأماكن العامة مثل المدارس والمستشفيات والمواصلات لكن لا يطبق فنحتاج تفعيل هذا الأمر، فلا يصح أن ندخل المستشفيات فنجد الزوار يدخنون وكذلك نرى أحيانا الأطباء أنفسهم يدخنون، وهذا يجب أن يمنع بقوة القانون، ونفس الأمر للمدارس فلا يصح أن يرى الطالب المعلم وهو قدوة له يدخن السجائر، فيجب ألا يكون مثالا سيئا للطلاب.
دكتور سامح شاهين
هل توجد علاقة بين الاكتئاب والتوتر والإصابة بأمراض القلب؟
بالتأكيد.. الحالة النفسية ترتبط بأمراض القلب، حيث إن التوتر والاكتئاب يؤديان لارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب ومعدل الذبحة وجلطات القلب لدرجة أن الدراسات بينت أن البلاد التى تحدث لها زلازل تزيد فيها نسب حدوث الجلطات، فتبين أن التوتر والإجهاد النفسى والعصبى يساعد على زيادة أمراض القلب وانتشارها.
بالنسبة لمشروع دعامة الحياة.. ما الذى حققناه والخطوات المقبلة؟
هذا المشروع من المشروعات الناجحة التى تكفلت الحكومة فيها بعلاج جميع مرضى جلطات القلب دون إصدار طلب نفقة دولة مسبق، لأنه يحتاج للسرعة عند إصابته بالجلطة، فبالتالى عندما يظهر من خلال التشخيص أنه مصاب بجلطة يتم وضع القسطرة وتركيب دعامة الحياة ثم يخرج خلال 48 ساعة القرار على نفقة الدولة.
لكن الجديد أننا نسعى أن تكون نوعية الدعامة أفضل دوائية بدل العادية، لأن هذه الدعامات أثبتت أنها أفيد على المدى البعيد لكنها أغلى سعرا، ونطالب بتوسيع عدد المستشفيات التى تقدم الخدمة، فبدلا من 10 مستشفيات نتوسع أن كل محافظة يكون فيها الخدمة، خاصة أن فى المحافظات لا يوجد مستشفى واحد تستمر لـ24 ساعة مثلما فى مرسى مطروح ودمنهور ودمياط، وبالتالى نسعى لتوفير ذلك حتى يمكن التعامل مع مريض الجلطة فى أى وقت.
كيف لنا أن نتعامل سريعا مع مرضى الجلطة فى ظل نقص أدوية الذبحة وإذابة الجلطات؟
أولا يجب أن يشعر المريض بمشكلته فى القلب فيذهب للمستشفى بدلا من أنه يقول إنه برد أو آلام معدة وبالتالى يضيع أول ساعتين وهم الأهم فى إنقاذ الحالة مترددا حول ما إذا كان لديه مشكلة أكبر، وهو ما يؤدى إلى تدمير جزء من عضلة القلب ناتج عن الجلطة غير المكتشفة، ويجب أن يكون هناك حملة توعية لمعرفة أعراض الجلطة والتصرف السريع.
المشكلة الثانية هى أن 14% من مرضى الجلطة هم من يستخدمون سيارة الإسعاف والباقى يركب تاكسى أو عربية شخصية وتكون غير مجهزة خلال المشوار، وبالتالى قد تتوقف عضلة القلب فى الطريق، لكن فى سيارة الإسعاف توجد أجهزة لإنعاش القلب عن طريق الممرض أو المسعف الذى يكون مدرب أن يساعد المريض، أما فى الخارج فـ85% يطلبون سيارة الإسعاف.
هل ذلك بسبب أنهم لا يطلبون سيارة الإسعاف أم أنه لا توجد سيارة من الأساس؟
المشكلة متبادلة عدم ثقة منهم فى الطلب منذ البداية أو لا يأتى لهم رد على طلبهم أحيانا، لكن مؤخرا تحاول سيارات الإسعاف تطوير نفسها ونتناقش حول تدريب مسعفين بشكل أفضل فى التعامل مع هذه الحالات، خاصة أن الإسعاف يعلم ما هى المستشفيات التى توجد بها دعامة من عدمه فتوجه المريض بشكل أفضل، لأن التأخير فى تلقى العلاج فى أول ساعتين قد ينتهى بتلف عضلة القلب والتى لن تعود كما كانت أبدا مرة أخرى.
دكتور سامح شاهين مع محررة اليوم السابع
جراحات القلب المفتوح لم نسمع عنها إلا فى مركز مجدى يعقوب.. فهل لدينا مراكز أخرى ناجحة فى هذا النوع من العمليات؟
يوجد بالطبع مراكز أخرى، الدكتور مجدى يعقوب لا يمكنه أن يعالج الناس كلها فى مصر وجراحة القلب المفتوح موجودة منذ زمن، ويوجد أطباء كبار فيها فروادها دكتور حسونة السبع فى معهد القلب ودكتور حمدى السيد فى مستشفى عين شمس، فهما من كبار جراحى القلب الذين ابتدوا تاريخ جراحة القلب المفتوح فى مصر، والدكتور مجدى يعقوب أستاذ الأساتذة فى جراحات القلب، لكن يوجد جراحات قلب مفتوح سواء للكبار أو الأطفال فى القاهرة والإسكندرية والصعيد فى أسيوط.
ممكن دكتور مجدى متميز فى توفير إمكانيات باهظة الثمن بالمجان للمرضى بكفاءة عالية، فنحييه على ذلك ونتمنى للمنظومة أن تستمر وتساعد جراحات القلب الموجود فى مراكز أخرى.
لماذا تعد السيدات أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأمراض القلب؟
للأسف يفترض البعض أن السيدات لا يصبن بأمراض القلب كالرجال، لكن هذا الاعتقاد خاطئ فيحميها بالفعل هرمون الاستروجين من مشكلات القلب، لكن هذا الأمر يختلف بعد الوصول لسن انقطاع الطمث، فتزول الحماية لها وتصبح أكثر عرضة من الرجال للإصابة بسبب العديد من العوامل الموجود أكثر التى تحدث لها كالسمنة والضغط والسكر، وللأسف بدأت نسب التدخين تزيد بينهن أيضا، وكل ذلك يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة