السعودية تعيد بناء اقتصادها بشراكة مع روسيا.. 2019 يشهد المزيد من الاستثمارات بين البلدين فى إطار رؤية 2030.. وموسكو ترسل وفدا من كبريات شركاتها فى عدة مجالات أبرزها النفط والغاز لتوطين الإنتاج بالمملكة

الجمعة، 18 يناير 2019 05:00 ص
السعودية تعيد بناء اقتصادها بشراكة مع روسيا.. 2019 يشهد المزيد من الاستثمارات بين البلدين فى إطار رؤية 2030.. وموسكو ترسل وفدا من كبريات شركاتها فى عدة مجالات أبرزها النفط والغاز لتوطين الإنتاج بالمملكة
كتب محمود رضا الزاملى _ وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلن الصندوق الروسى للاستثمارات المباشرة، أنه يخطط لزيادة عدد المشاريع الاستثمارية المشتركة مع السعودية بعدة أضعاف فى عام 2019.

 

ونظم الصندوق الروسى أول بعثة أعمال إلى السعودية، هذا العام لبحث مشاريع استثمارية جديدة مع المملكة، شارك فيها أكثر من 20 من مدراء كبريات الشركات الروسية، بينها "سيبور" للبتروكيماويات و"نوفوميت" لصناعة المعدات لتصدير وإنتاج النفط و"فوساغرو" للأسمدة.

 

وتعد رؤية السعودية 2030 هى خطة ما بعد النفط للمملكة العربية السعودية تم الإعلان عنها فى 25 إبريل 2016، وتتزامن مع التاريخ المحدد لإعلان الانتهاء من تسليم 80 مشروعًا حكوميًا عملاقًا، تبلغ كلفة الواحد منها ما لا يقل عن 3.7 مليار ريال وتصل إلى 20 مليار ريال .

 

وترأس الوفد الروسى المدير العام للصندوق الروسى للاستثمارات المباشرة كيريل دميترييف، الذى ألتقى كلا من وزير الطاقة السعودى خالد الفالح والمشرف على صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان ورئيس شركة "أرامكو" أمين حسن الناصر وغيرهم من المسؤولين.

 

وجاء فى بيان للصندوق الروسى أن الوفد "بحث المشاريع فى مجالات تكرير النفط والبتروكيماويات والمعالجة الكيميائية للغاز ومجال النفط والغاز فى روسيا، وإنتاج المطاط فى السعودية ومشاريع مشتركة لصناعة المعدات للنفط والغاز مع إمكانية توطين الإنتاج فى السعودية".

 

وأشار البيان إلى أن الشراكة الروسية – السعودية آخذة بالتطور، وتعتبر تحالفا استراتيجيا، وأكد أن هناك إمكانيات ملموسة للشراكة، التى "ستكون نتيجتها زيادة الاستثمارات بعدة أضعاف فى العام الحالى وعام 2020".

 

 

السعودية توطد العلاقات مع روسيا
 

من جانبه، أعرب وزير الطاقة السعودية خالد الفالح عن أمله بإتمام المباحثات بين شركتى "أرامكو" السعودية و"نوفاتيك" الروسية حول شراء السعوديين حصة فى مشروع "أركتيك أل أن جى 2" لإنتاج الغاز المسال فى العام الحالى .

 

وأكد أن "أرامكو" تسعى لأن تكون لاعبا كبيرا فى سوق الغاز الطبيعى المسال قريبا، وامتنع عن كشف تفاصيل الصفقة مع الشركة الروسية.

 

كما أشار الفالح إلى إحراز تقدم فى الصفقة حول الاستثمارات السعودية فى شركة "نوفوميت"، التى تعمل عليها "أرامكو" مع الصندوق الروسى للاستثمارات المباشرة، بدوره، توقع المدير العام للصندوق الروسى كيريل دميترييف أن تتم هذه الصفقة فى بداية فبراير المقبل.

وزير الطاقة السعودى خالد الفالح
 خالد الفالح وزير الطاقة السعودى

 

روسيا توسع مجالات التعاون مع الرياض
 

فيما أكد كيريل ديمتريف، الرئيس التنفيذى للصندوق الروسى للاستثمار المباشر راديف، أن موسكو ساعية بكل جدّ لتوسيع التعاون مع الرياض فى قطاع الغاز، فى ظل إمكانية إطلاق مشروع استثمارى روسى سعودى مشترك فى الغاز بالمنطقة القطبية الشمالية، مشيراً إلى أن الطلب العالمى للغاز سينمو بنسبة 40 فى المائة، بما يقدر بـ5 تريليونات متر مكعب بحلول عام 2035.

 

وشدد ديمتريف فى تصريحات لـ"الشرق الأوسط"، على أن التعاون بين أرامكو السعودية ونوفاتيك الروسية، وصندوق الاستثمار الروسي، الذى سيتمدد وينطلق عبر أكثر من طريقة، سيشكل السوق العالمية للغاز، مشيراً إلى أن التعاون الروسى السعودى لن يكون محدوداً فقط فى التنقيب بالإقليم القطبى الروسى، وأن الشركات ستتعاون فى خلق حالة من التوازن فى السوق العالمية للغاز من حيث استقرار الأسعار والإمدادات والتنسيق اللوجيستى والتحول والتطور التكنولوجى.

 

وقال ديمتريف إن التعاون بين روسيا والسعودية فى قطاع الغاز يُعتَبَر أحد أهم أعمدة التعاون الكبير بين البلدين، منوهاً بأن بلاده أكبر منتج للغاز الطبيعى فى العالم، فى الوقت الذى تسعى فيه أرامكو السعودية إلى التوسع فى إنتاج الغاز فى المستقبل القريب.

 

وأضاف ديمتريف أنه خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، عام 2017، أسّس صندوق الاستثمار الروسى المباشر وأرامكو السعودية والهيئة العامة السعودية للاستثمار، منصةً استثماريةً مشتركة بقيمة مليار دولار، بهدف الاستثمار فى قطاع الطاقة.

 

وقال: انطلاقاً من هذه المنصة الاستثمارية المشتركة، فإن الشركاء أصبحوا ينظرون إلى حزمة من المشاريع التى تتضمن استثمارات على نطاق واسع فى مجال خدمات الحقول البترولية التى تربط بين دول الاتحاد الروسي، بما فى ذلك التنقيب والحفر واستخدام المضخّات الكهربائية الغاطسة تحت سطح الماء، التى تتمثل فى شركة (نوفوميت) كشركة مصنّعة، للمراحل التى تعتمد على تكنولوجيا جديدة لصناعة النفط والغاز، تماماً كما هو الحال فى صناعات ومشاريع البتروكيماويات والغاز مع شركتى (أرامكو السعودية) و(سابارك).

 

ووفق ديمتريف، فإن الشركاء يدرسون حالياً مدى إمكانية إطلاق مشروع استثمارى مشترك فى مجال الغاز المسال الطبيعى فى المنطقة القطبية الشمالية، الذى يُعتَبَر أحد أكبر المشروعات الاستثمارية الطموحة فى قطاع الغاز المسال الطبيعى على مستوى العالم، على حدّ تعبيره. وتوقّع أن يحقق هذا المشروع أعلى مستويات المنفعة للمستثمرين، إلى الحد الأقصى، وذلك لما يتمتع به من انخفاض فى التكلفة وتوفير قاعدة احتياطية عالية الجودة.

 

وفيما يتعلق بحجم وقيمة هذه الاستثمارات، قال الرئيس التنفيذى للصندوق الروسى للاستثمار المباشر: من المبكر جداً محاولة تقدير حجم الاستثمار فى قطاع الغاز المسال فى هذه المرحلة المبكرة، ولكن بطبيعة الحال، فإن شركة (نوفاتيك) الروسية عملت على تشغيل المشروع الحالى بحصة تقدر بنسبة 90 فى المائة، مع إبقاء 10 فى المائة مملوكة لشركة (توتال).

 

 

كيريل ديمتريف، الرئيس التنفيذى للصندوق الروسى للاستثمار المباشر (2)
كيريل ديمتريف، الرئيس التنفيذى للصندوق الروسى للاستثمار المباشر 

ويعتقد الرئيس التنفيذى للصندوق الروسى للاستثمار المباشر، فيما يتعلق بالغاز الطبيعى المسال فى المنطقة القطبية الشمالية، أن هناك ما يبرِّر أن يكون حجم الحصة فيه على قدم المساواة، فى حالة لم يكن هناك مشروعات زميلة أخرى ناجحة.

 

وأضاف أنه يتوقع نمو الطلب العالمى على الغاز بنسبة 40 فى المائة وفقاً للتوقعات المدروسة، من 3.7 تريليون متر مكعب حالي، إلى 5 تريليونات متر مكعب بحلول عام 2035، مشيراً إلى أن الغاز الطبيعى المسال يُعدّ الجزء الأسرع نمواً فى قطاع الغاز التجارى المتوقّع نموه من 35 فى المائة حالياً إلى 51 فى المائة فى عام 2035.

 

وقال إن روسيا التى تُعد أكبر مصدّر للغاز، تخطط لتنمية حصتها فى الغاز الطبيعى المسال، من خلال زيادة صادراتها من الغاز، مستهدفةً استحواذها على نسبة 20 فى المائة من السوق العالمية للغاز الطبيعي.

 

وأضاف أن مشروعات (يامال) والمنطقة القطبية الشمالية للغاز الطبيعى المسال، سيكون لها دور كبير فى التغيير الجذرى بمسألة اللوجيستيات فى رفع شأن وزيادة التجارة العالمية، فضلاً عن تعظيم دور الممرات القطبية الشمالية التى ستختصر المسافات الزمنية بين أوروبا وآسيا إلى الثلث، بنسبة 33 فى المائة.

 

وفيما يتعلق بأهمية التعاون اليابانى فى استثمار مثل هذه المشاريع، قال ديمتريف: اليابان تعتبر إحدى أكبر الأسواق العالمية لدى روسيا فيما يتعلق بقطاع الغاز الطبيعى المسال، ولذلك فإن الشراكات مع المستثمرين اليابانيين فى هذه المشروعات تُعد شيئاً طبيعياً، ولكنه غاية فى الأهمية، وطريق لإنجاحها.

 

وتابع أن سوق الغاز فى منطقة آسيا والمحيط الهادى يُنظر إليها بتوقعات عالية، كأحد الموارد الرئيسية لمواجهة الطلب فى الأعوام المقبلة، مشيراً إلى أن الشركات اليابانية يمكنها جلب تقنياتها وخبراتها التسويقية إلى هذه المشاريع.

 

ولفت ديمتريف، إلى أن الشركة الروسية العامة نوفاتيك، أعلنت رغبتها فى بيع جزء من حصتها للراغبين من المستثمرين، وقلّصت شراكتها إلى 60 فى المائة، مشيراً إلى أن الأطراف يعملون حالياً بمثابرة ومهنية عالية جداً فى هذا المشروع، وعند الانتهاء منه سيكون هناك مجال للتعرف على قيمته، وبالتالى يمكن بدء النقاش حول حجمه.

 

وأضاف: المرحلة الأولى من الاستكشاف والتنقيب الذى تقوم به (نوفاتيك) فى المنطقة القطبية الشمالية، المعنى بمشروع (يامال) للغاز الطبيعى المسال، يُعد نجاحاً ضخماً لدى كبار المستثمرين الدوليين، بما فى ذلك (توتال)، ومؤسسة البترول الوطنية الصينية (سى إن بى سي)، وصندوق طريق الحرير الصيني.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة