أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 يناير 1991.. بدء حرب «عاصفة الصحراء».. وكولن باول: «استراتيجيتنا بسيطة وهى تمزيق الجيش العراقى إرباً إرباً وبعدها سنقتله»

الخميس، 17 يناير 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 يناير 1991.. بدء حرب «عاصفة الصحراء».. وكولن باول: «استراتيجيتنا بسيطة وهى تمزيق الجيش العراقى إرباً إرباً وبعدها سنقتله» الجنرال الأمريكى «نورمان شوارتزكويف»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الوقت فجرًا حين أعطى الجنرال الأمريكى «نورمان شوارتزكويف» أوامره ببدء عمليات «عاصفة الصحراء»، وحسب محمد حسنين هيكل فى كتابه«حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر»: «جلس فى مركز قيادته يتابع الضربات الأولى بالصواريخ والطائرات».
 
كان «شوارتزكويف» قائد قوات التحالف الدولى ضد العراق الذى احتل جيشه الكويت يوم 2 أغسطس 1990، ويذكر هيكل: «كانت الطلقة الأولى فى عاصفة الصحراء دفعة صواريخ «توماهوك كروز»، أطلقتها البارجة «بنكرهيل» من فوق مياه الخليج، وكانت الطلعة الجوية الأولى من نصيب أسطول جوى ضم أربعمائة طائرة طراز «ف - 15» و«ف - 11» و«ف - 17» و«ف - 6» و«ف - 4».. وكان أكثرها مزودًا بقنابل «سمارت» القادرة على إصابة الهدف بدقة مهما كانت الأحوال الجوية، ثم تواصلت ضربات الصواريخ من كل اتجاه، كما تواصلت الهجمات من كل نوع».
 
يؤكد «هيكل»: «كانت نظرة واحدة على خريطة مسرح العمليات فى القاعة الكبيرة التى جلس فيها «شوارتزكويف» قادرة على إعطائه كل طمأنينة بأنه مقبل على انتصار دون مخاطر، كان الحشد الذى يحركه أكبر قوة نيران تجمعت بعد الحرب العالمية الثانية.. فى البحر الأحمر كانت أربع حاملات طائرات تقف فى الجزء الشمالى منه، وعلى ظهرها قرابة مائتى طائرة تستطيع أن تصل إلى مسرح العمليات، وكذلك كان على ظهر كل واحدة من هذه الحاملات تجهيزات لإطلاق صواريخ«كروز»الموجهة بالتليفزيون والقادرة على الدوران تلاحق هدفها حتى تصل إليه وتصيبه، وفى الخليج كانت هناك البارجتان «ميسورى» و«ويسكسون» المجهزتان لضرب صواريخ«كروز»ووراءهما حاملتى طائرات مجهزة بمائتى طائرة، وإلى الجنوب فى السعودية كانت القواعد الجوية فى حفر الباطن والرياض والظهران معبأة بأكثر من ثمانمائة طائرة.. وفى الشمال الشرقى فى تركيا كانت قاعدة«انسوليك»مزدحمة بقرابة أربعمائة طائرة، وفى أقصى الشرق كانت قاعدة جزيرة«دييجو جارسيا»فى المحيط الهندى، وكانت طائرة«ب - 52»القاذفة الثقيلة جاهزة لغارات بعيدة المدى بحمولات من النيران لا يقدر عليها أى نوع من القاذفات، وإلى أقصى الغرب من مسرح العمليات كان هناك الأسطول الأمريكى السادس وهو وحده قوة بكاملها، كذلك كانت قواعد قبرص ومالطة ونابولى مستعدة لكل خدمات التجهيز والصيانة.. كانت القوة فى الأجواء والآفاق تصل إلى ثلاثة آلاف طائرة».
 
على الأرض، ووفقًا لهيكل: «كانت هناك القوات البرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية، مضافًا إليها قوة الجيش السابع الأمريكى الذى كان مجهزًا لقتال حلف«وارسو»، واتخذت جميعها مواقعها، وإن عرفت من الخطة أن دورها سيجىء قرب نهاية المعركة لأن المراحل الثلاث الأولى كانت متروكة للطائرات، والصواريخ تقوم بالمهمة الرئيسية.. يذكر هيكل أنه تم اللجوء إلى عمليات إضافية لشل القوات العراقية، أبرزها«تشتيت تركيز القوة العراقية بحيث لاتعرف من أين تأتى عليها الضربة الأولى غير المفاجئة، وإبقاء العراق فى حالة«عمى مخابراتى تكتيكى»كامل، وفى نفس الوقت فإن مسرح العمليات فى العراق كان مكشوفًا تمامًا إلى درجة العرى أمام قوات عاصفة الصحراء.. فهذه القوات كانت لديها من وسائل الاستطلاع المختلفة، ومصادر المعلومات الوفيرة ماسمح لها بأن ترى وتقدر كل حركة وكل موقع، وكانت تقارير طائرات«الأواكس»تتابع دقيقة بدقيقة كل همسة وكل خلجة تجرى فى أى بقعة من العراق».
 
يضيف هيكل: «استطاعت قيادة القوات المتحالفة أن تدفع إلى داخل الكويت بأعداد كبيرة من«عناصرها العربية»لأغراض المخابرات المباشرة على الطبيعة، وكان العراق يفتح الأبواب لأى قادم عربى لإظهار أن الوضع هناك طبيعى، وتقدر تقارير أمريكية أنه عندما اقترب وقت العمليات العسكرية كانت داخل الكويت 170 عينًا لجمع المعلومات يوجهها ويحركها ضابط عربى له خبرة سابقة فى معارك أفغانستان.. كما أن تليفونات الأقمار الصناعى التى يصعب رصد مواقعها كانت متوافرة فى الكويت، إلى درجة أن بعض الهواة عملوا بواسطتها مراسلين متطوعين لبعض وكالات الأنباء العالمية فى اللحظات الحاسمة من قلب مدينة الكويت.. وأكثر من ذلك كانت القيادة الأمريكية قد تحوطت بدرس فيتنام، فلم تسمح للصحفيين من أى جنسية أن يتواجدوا فى مواقعها، أو يتابعوا تحركاتها.. ومع أن كثيرين من رجال الإعلام احتجوا على هذه الترتيبات، واعتبروها تدخلًا غير مسبوق فى توجيه المعلومات، فإن القيادة الأمريكية صممت حتى النهاية على أن تحتكر وحدها عملية ضخ الصور والقصص والأخبار».
 
يؤكد هيكل: «حين بدأت العمليات الحقيقية فى الخليج يوم 17 يناير كانت القائمة الأولية للأهداف التى يتحتم ضربها 400 هدف، ومع استمرار القتال ارتفع العدد إلى 700 هدف.. وكان الهدف الأول هو الجيش العراقى وهو هدف حدده كولن باول رئيس هيئة أركان الحرب المشتركة للقوات الأمريكية فى مؤتمر عقده فى البنتاجون لعدد محدود من الخبراء يوم 23 يناير قال فيه: «إن استراتيجيتنا إزاء الجيش العراقى استراتيجية بسيطة، فنحن أولا سوف نمزقه إربًا إربًا، وبعدها سوف نقتله».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة