أحمد إبراهيم الشريف

سألت نفسك قبل كده: هو إيه معنى «الدين»؟

الخميس، 17 يناير 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأديان بتاريخها ومفاهيمها مادة لا يتوقف البحث فيها أبدًا، ومن هنا يمكن لنا أن نتوقف عند كتاب «سوسيولوجيا الأديان» الدكتور جميل حمداوى، والصادر عن دار نشر أفريقيا الشرق.
 
الكتاب يحاول  الإجابة عن مجموعة من الأسئلة منها، ما مفهوم الدين؟ وما صيرورته التاريخية؟ ما علم اجتماع الأديان؟ وما موضوعه؟ وما أعلامه قديما وحديثا؟ وما تصوراته النظرية والمنهجية؟
 
 وسنتوقف عند تعريف مفهوم الدين، حيث يقول جميل حمداوى، يمكن تعريف الدين بكونه مجموعة من المعتقدات المتعالية عن المكان والزمان الحسيين وهو أيضًا عبارة عن مجموعة من الأفكار الغيبية الخارقة والممارسات الاحتفالية والطقوسية التى لها علاقة بالإيمان والاعتقاد وتمثل القيم الفضلى وبالتالى يتميز السلوك الدينى بالانتقال من المدنس نحو المقدس أو الانتقال من الدنيوى إلى الأخروى أو الروحانى وتحريم الانتهاك المساس بالمقدس أو انتهاكه أو الإساءة إليه، ومن ثم فالدين بمثابة «تابو»  لا يمكن خرقه أو تجاوزه أو التمرد عليه.
 
ويعنى هذا أن الدين مجموعة من الطقوس والشعائر والعبادات والممارسات الاحتفالية والقربانية تحمل فى طياتها دلالات رمزية تعبر عن ارتباط الإنسان بخالقه سواء أكان هذا الخالق هو الله المنزه عند المسلمين أم الذات المتعددة عند المسيحيين أم شخصيات محترمة ومقدسة مثل بوذا وكنفشيوس أم أوثان وأصنام وتماثيل ونيران وحيوانات وأحجار ونباتات كما عند الوثنيين والمجوس.
 
ومن جهة أخرى يتضمن الدين وظيفة ذاتية ووظيفة اجتماعية. ففيما يخص الوظيفة الأولى يغرس الدين فى الإنسان الحب والصفاء والوفاء والإخلاص وحب الله واحترام المقدس ، كما يريحه ذهنيًا ونفسيًا ووجدانيًا وجسديًا. أى يحقق توازنه الشعورى واللاشعورى، ويهبه السعادة العقلية والروحية والبدنية، أما فيما يخص الوظيفة الثانية، يدفعه الدين إلى الانصهار فى المجتمع وخضوعه لقواعده وعاداته وتقاليده ومعتقداته ضمن  روابط التضامن والالتحام والتماسك الاجتماعى.
وعليه يعد الدين مقولة مزعجة لكل من المشرعين وعلماء الاجتماع وذلك لأن المفاهيم الدنيوية لا تتوافق مع تلك غير الدنيوية، ومن الأسباب ذات الصلة بذلك أن الدين يخرق بصورة جذرية ذلك الفارق القاطع بين الثقافة والطبيعة.
 
الدين فى نظر المسيحى واليهودى والمسلم وغيرهم هبة من الرب خالق كل شىء، وكلمة دين بما تحويه من معانٍ ثقافية إشكالية بالنسبة إلى العديد من المؤمنين حيث يفضلون فى الأغلب الحديث عن  معتقدهم.
 
وبناء على ما سبق يتبين لنا أن ما يميز الدين هو الطابع الطقوسى الجماعى، واستعمال وسائط سلوكية أو شعورية أو لاشعورية.
 
والدين تفسير شامل للعالم وإجابة عن مختلف مشاكل الإنسان وهمومه وما يؤرقه من أسئلة واقعية وغيبية وميتافيزيقية ودينية وعقائدية وتشريعية، كما يوطد الدين العلاقات البشرية الأخوية والمجتمعية ويعطى معنى للحياة.  
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة