عادات أهالى قنا فى الدفن والعزاء.. الحداد على الرجل 3 أيام والمرأة يوم

يرتبط الصعيد بعادات وتقاليد لا تتغير بمعالم الزمن خاصة فى عملية دفن الموتى، والطقوس التى تحدث عقب دفن الموتى، والتى تظهر الحميمة بينهم كافة العائلات الصغير قبل الكبير، فتجدهم يقفون صفاً واحداً لدفن المتوفى والوقوف بجانب أسرة المتوفى لحين انتهاء مدة العزاء، والتى تختلف فى عدد الأيام والليالى خاص عند وفاة رجل أو أنثى، وتكون البداية بتحديد مكان القبر أو الجبانة الذى يوصى الشخص بالدفن فيها قبل وفاته، ويكون هذا الأمر شىء وجوبى على العائلة فى تنفيذ حتى وإن قوبل طلبه ببعض التعجيزات، لكن تحقيق رغبة المتوفى تكون الأمر الحاسم فى النهاية عند العائلة.

وتمارس بعض القرى فى محافظة قنا، بعد الطقوس المختلفة فى عملية دفن الموتى والتجهيز لعملية الثرى الأخيرة للشخص سواء كان رجلا أو أنثى، وتختص قبيلة الحميدات فى محافظة قنا بإحدى العادات وهى عملية الذهاب لشراء الكفن بعد وقوع الوفاة، ويشترط فى تلك العادة أن يقوم نجل المتوفى أو المتوفيه بأن يتقدم الصفوف أثناء ذهابه لشراء وتجهيز الكفن حتى وإن كان عمرة لا يتجاوز مرحلة البلوغ، وفى حال عدم وجود ابن يتقدم أكبر أشقائه من الذكور، ولا يقبل أن يدفع أحد ثمن شرائه ويكون من ماله الخاص ولا يقبلون بـأخذ الأكفان من المساجد والتى توزع تحت مسمى الصدقة.

وتتفق أغلب المراكز فى محافظة قنا فى عملية دفن الموتى بصعود الرجال فقط وعدم أخذ النساء للمقابر فى عملة الدفن، ولا يسمح بذلك الامر نهائياً ويخرج "الكرب" إلى المسجد بعد الانتهاء من عملية التغسيل والتكفين وبعدها يتم الذهاب للمقابر للدفن، ويذهب الرجال فقط دون النساء، ولا يسمح لهم بالخروج أو السير مع الرجال ويفضل أبناء المدينة الصلاة فى مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، فهو المكان الأقرب للقبور وللجبانة أثناء تشيع الجنازة.

وعملية حمل النعش يتولاها الشباب القادرون على حملة ويكون فى مقدمة الصف كبار السن وثلاث أشخاص يرددون عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" لحين الوصول إلى القبر الذى سيدفن فه الشخص سواء كان أنثى أو ذكر، ويتقدم عملية إنزال الميت إذا كانت سيدة أقاربها من ذوى المحارم ويتم وضع ستره خضراء لتغطية عملية الإنزال للقبر لكن الرجل يظهر الكفن الخاص به ويتولى عملية الإنزال أى شخص يقف على القبر.

وتأتى عملية تحديد مراسم العزاء عند دفن الموتى فى محافظة، ويتحدث أكبر شخص فى تحديد واجب العزاء، واختلفت العادات والطقوس فى عملية الحداد حيث كان الرجل يأخذ النصيب الأكبر فى عملية مراسم العزاء وكانت تبلغ 7 أيام، والمرأة يكون الحداد عليها 3 ليال ولكن انخفضت تلك المدة، وأصبح العزاء يقتصر على 3 ليال للرجل والمرأة بالتساوى، وهناك قرى ومراكز جعلت مراسم الحديد ثلاث أيام للرجل والمرأة يوم واحد، ومع تطور الزمان هناك عائلات أصبحت ترفض فكرة "النصب" للميت والاقتصار بعبارة "من شال فقد عزا" وهذه العبارة يتحدث بها أقارب الميت على القبر لإنهاء الجدل حول مراسم العزاء.