كان رحيل العندليب الأسمر عام 1977 نهاية عصر عمالقة الطرب من نجوم الزمن الجميل، وكان هذا التاريخ أيضا بداية لظهور جيل جديد من مطربى جيل الوسط الذين قدموا ألوانا مختلفة من الطرب والغناء ولكنهم استمروا على نفس مبادئ وقيم سابقيهم، ومنهم هانى شاكر وعلى الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح ، فضلا عن الكينج محمد منير الذى قدم لونا مختلفا ومتفردا من الغناء واكتسب شعبية كاسحة بين الشباب من عدة أجيال، واتسمت المنافسة بين أبناء جيل الوسط بالهدوء وتعاون الكثيرون منهم فى أعمال مشتركة.
_هانى شاكر
وظهر الفنان هانى شاكر فى زمن جيل العمالقة واستطاع أن يشق طريقه بينهم منذ كان طفلا وظهر لأول مرة فى فيلم سيد درويش عام 1966.
وكان من أهم نجوم هذا الجيل الفنان على الحجار الذى بدأ مشوار تألقه المستمر منذ عام 1977 بأغنية "على قد ما حبينا" التى لحنها بليغ حمدى، والفنان محمد الحلو الذى ذاعت شهرته وحقق نجاحا كبيرا بألبوم "عراف" ، ومدحت صالح وحقق نجاحا كبيرا مع بدايته بأغنية أكيد ، وجمعت هؤلاء النجوم صداقة وعلاقة ود منذ بداية ظهورهم ، وأبدع كل منهم فى كل ما قدمه، وتربى على أصواتهم أجيال عشقت هذا الفن الراقى ، حيث حرص كل منهم على التعاون مع كبار الشعراء والملحنين والاختيار الجيد لما يقدمه لجمهوره .
_على الحجار
وتميز الحجار والحلو فى تترات الأغانى وكان صوتهما دائما علامة نجاح لكل عمل درامى ، وجمعتهما بعض الأعمال المشتركة ومنها تتر مسلسل " خان القناديل"، بل إن كل منهما كان يغنى أغانى الآخر أحيانا، وهو ما أكده على الحجار فى أكثر من مناسبة، مشيرا إلى أنه يحب أغانى الحلو، وسبق وغنى له قبل 18 عاما بعض أغانيه فى حفلات أضواء المدينة ، ومنها تتر مسلسل ليالى الحلمية، مؤكدا غرامه وعشقه لأغنية " أهيم شوقا"، ومؤخرا أعلن النجمان أنهما يجهزان لدويتو وطنى جديد بعنوان " شبك إيدك".
أما الكينج محمد منير والذى بدأ مشواره فى السبعينات فكان ومازال لونا خاصا لا ينافسه أحد جمع فيه بين موسيقى الجاز بالموسيقى النوبية ليتربع على عرش القلوب بكل ما يقدمه ، بلا منافس منذ صدور أول ألبوماته " علمونى عنيكى" عام 1977 وحتى الآن.
ومن الطرائف التى حكاها الفنان محمد الحلو خلال أحد البرامج أن الكينج منير غضب منه لأن الحلو سبق وقال فى أحد تصريحاته أنه هو وهانى شاكر ومدحت صالح وعلى الحجار يمثلون رباعى الطرب الأصيل، ولم يذكر اسم الكينج منير، وأوضح الحلو أن الكينج اتصل به غاضبا وقال له :"أنتوا الأربعة اللى ماسكين لواء الغناء العربى يعنى؟، أنتوا الخلفاء الراشدين؟، ثم شتم"، وأردف: "اعتبرنى بلال يا أخى"، وأوضح الحلو أنه لم يتمالك نفسه من الضحك ، لافتا إلى أن الكينج منير لون فنى مستقل فريد لا ينافسه أحد ، وانه اتصل بالمطرب على الحجار، وذهبا إلى منير لمصالحته ، مؤكدا أنه قام فى هذا اللقاء بإعداد النسكافيه لهم الثلاثة بنفسه.
وأشار الحلو إلى أنه ومحمد منير وعلي الحجار والراحل عمر فتحي ينتمون لجيل واحد، ولم يكن لديهم مشكلة في أن يغني أحدهم أغنية للآخر ، مؤكدا أنه سبق الفنان محمد منير في غناء أغنية "أشكي لمين"، وصورها بطريقة الفيديو كليب مع المخرج جميل المغازي، لكن محمد منير أبدى إعجابه بالأغنية، وطلب منه أن يغنيها ، فرحب الحلو وطلب من منير مخاطبة الملحن بليغ حمدي في الموضوع، قبل أن يغنيها بطريقته الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة