خبراء للجارديان: الصين ترى أن احتجاز الرهائن وسيلة مقبولة للتواصل الدبلوماسى

تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين بكين وأوتاوا .. اعتقال مسئولة "هواوى" تلبية لطلب واشنطن وراء تدهور العلاقات الثنائية..الدولتان تصدران تحذيرات سفر..ويتبادلان الاتهامات بعد الحكم على كندى بالإعدام

الأربعاء، 16 يناير 2019 12:00 ص
تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين بكين وأوتاوا .. اعتقال مسئولة "هواوى" تلبية لطلب واشنطن وراء تدهور العلاقات الثنائية..الدولتان تصدران تحذيرات سفر..ويتبادلان الاتهامات بعد الحكم على كندى بالإعدام احتجاز الرهائن وسيلة مقبولة للتواصل الدبلوماسى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يزداد يوما بعد يوم تدهور العلاقات بين الصين وكندا على خلفية اعتقال المديرة المالية لشركة هواوى وابنة مؤسس الشركة، فى ديسمبر الماضى، بناء على طلب من الولايات المتحدة لدى توقفها في فانكوفر لتبديل طائرة. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف الدولتان عن السجال الدبلوماسى الذى شهد استدعاء السفير الكندى فى بكين، واحتجاز الدبلوماسى الكندى مايكل كوفريج ورجل الأعمال مايكل سبافور بدعوى الاشتباه فى تعريضهما الأمن القومى للخطر.
 
وحثت وزارة الخارجية الصينية كندا اليوم الثلاثاء على إطلاق سراح منج وان تشو المسئولة التنفيذية فى شركة هواوى على الفور ووصفت القبض عليها بأنه انتهاك للإجراءات القانونية.
 
وحذرت الصين من عواقب غير محددة إن لم يتم إطلاق سراح منج. ورغم أن بكين لم تربط مباشرة باحتجاز الكنديين، بالقبض على منج المطلوبة لدى السلطات الأمريكية بتهمة تضليل بنوك متعددة الجنسيات فيما يتصل بمعاملات مرتبطة بإيران،  لكن دبلوماسيون غربيون قالوا إنها إجراء للرد بالمثل من جانب الصين.
كما رفضت بكين، انتقادات رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو للحكم الصادر بالإعدام بحق مواطن كندى بعد إدانته فى تهمة تهريب المخدرات، داعية أوتاوا إلى احترام سيادة الصين وحكم القانون.
 
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينج، خلال المؤتمر صحفى تعليقا على إعراب رئيس الوزراء الكندى عن بالغ قلقه جراء ما وصفه بحكم الإعدام "التعسفى" بحق مواطن كندى، أن "وصف الحكم بالتعسفى أمر خاطيء. لا أعرف هل تمت قراءة حيثيات الحكم والإطلاع على القانون الصينى جيدا أم لا؟ الحيثيات واضحة تماما. فالمواطن الكندى روبرت لويد تشيلينبرج أدين فى عملية تهريب مخدرات بكميات تصل إلى نحو 202 كيلوجرام، والتورط مع منظمة دولية للتهريب".
 
وأضافت يينج: "الجميع متساوون أمام القانون، وحكم القانون. كندا تنتهج بذلك معايير مزدوجة، ويجب عليها احترام سيادة الصين وحكم القانون، والتوقف عن إطلاق مثل هذه التصريحات".
وحول ما يتردد عن سلامة الكنديين فى الصين ومسألة إصدار تحذير للسفر إلى بكين فى ضوء الحكم الصادر واحتجاز كنديين لاتهامات تتعلق بتهديد الأمن القومى الصينى، قالت يينج إنه ينبغى على الحكومة الكندية توعية مواطنيها بعدم الاشتراك فى أنشطة تتعلق بتهريب المخدرات إلى الصين، لأنهم فى هذه الحالة سيتم اتخاذ إجراءات صارمة بحقهم.
وفى رد بالمثل، حذرت الصين مواطنيها من مخاطر السفر إلى كندا بعد "الاحتجاز التعسفي" لمواطنة صينية. 
 
وأكدت يينج أن جميع الأجانب بمن فيهم الكنديون مرحب بزياراتهم إلى الصين طالما التزموا بالقوانين الصينية، داعية أوتاوا إلى التوقف عن "التحيز والتصريحات غير الدقيقة".
 
الكندى المحتجز فى الصين
الكندى المحتجز فى الصين
وكانت محكمة الشعب المتوسطة فى داليان بمقاطعة لياونينج شمال شرقى الصين أصدرت أمس الاثنين حكما بالإعدام بحق الكندى روبرت لويد تشيلينبرج لإدانته فى تهمة الاتجار بالمخدرات، مع مصادرة جميع ممتلكاته الشخصية.
 
يشار إلى أن محكمة إبتدائية صينية أصدرت حكما شهر نوفمبر الماضى بحق تشيلينبرج بالسجن 15 عاما وغرامة مالية قدرها 150 ألف يوان (21800 دولار)، بعد اتهامه بتأدية دور "مهم" فى عملية تهريب مخدرات بالتورط مع منظمة دولية للتهريب، إلا أن محكمة استئناف فى شمال شرق الصين قررت نهاية الشهر الماضى إعادة محاكمة تشيلينبرج لاعتبارها الحكم بالسجن 15 سنة الصادر بحقه عن محكمة إبتدائية "غير متكافيء مع فداحة جريمته".
 
واعتبر خبراء إن التشديد الحكم على تشيلينبرج يهدد بتصعيد التوترات بين البلدين ويمثل سابقة خطيرة، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
 
وأثار الحكم تساؤلات حول ما إذا كانت بكين تستغل القضية لممارسة الضغط على أوتاوا بعد أن احتجزت السلطات الكندية مسئولة "هواوى" في ديسمبر.
 
 
وقالت ماجي لويس ، أستاذة القانون والخبيرة في القانون الصيني في جامعة سيتون هول في نيوجيرسي: "نحن في منعطف حيث يمكن أن تسير القضية بسرعة كبيرة إذا اختارت بكين ذلك".
 
ووفقًا لما ذكرته لويس ، هناك عدة نقاط يمكن للسلطات الصينية إيقافها أو إبطائها ، أو تسريعها.
 
"إذا أرادت بكين أن تضيق الخناق ، فبإمكانها إبقاء هذه القضية مستمرة مثلما رأينا منذ ديسمبر ، أو يمكن للحكومة أن تضغط على زر التوقف ، أو أن تبطئ السرعة".
 
وقال وليام ني ، الباحث في منظمة العفو الدولية في الصين: "أجد من الغريب للغاية أن السلطات يمكن أن تبحث قضية لمدة ثلاث سنوات تقريباً ، وبعد ذلك تجد دليلا جديدًا في غضون أسبوعين، ثم تحكم على رجل بالإعدام فجأة".
 
ووجد دونالد كلارك أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن، إن إعادة المحاكمات أمر نادر للغاية فى الصين، موضحا أن " إعادة المحاكمات تنتهى بشكل عام بعقوبة أخف. من غير المعتاد حقًا إعادة محاكمة من أجل فرض عقوبة أشد. أمر غير عادي يحدث هنا." 
 
ويخشى النقاد أن تكون الإجراءات الانتقامية أكثر شيوعا. وكتب كلارك قبل إعادة المحاكمة يوم الاثنين "يبدو أن القضية تعزز الرسالة. الصين ترى أن احتجاز الرهائن وسيلة مقبولة للتواصل الدبلوماسى".
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة