شارع يمتلىء بالسكون.. منزل يكتسى بالحزن.. آثار دماء أغرقتها دموع الحزن.. رائحة الموت تخيم على المكان.. وأصوات البكاء تكتسى المنزل بأكمله.. فالحدث الجلل قد مات الأب على يد من عاش لأجله.
ال
رحمة تذهب أدراج الرياح، ودماء تكسى منزل ملىء بالعنات، وأب عاجز لاحيلة له ولا قوة، وابن أذهب الشيطان عقله فأصبح يرى الدنيا دماء، ومن ضحى بالدنيا من أجله ألد الأعداء.
ألم تكن بجانبى يوما، ألم تكن دمائه تجرى بتلك العروق التى تحملها يوما، ألم تسمع تلك النبضات التى طالما فزعت بمكروه لك، ألم ترى قلبى يوما وأنت بجانبه، كيف الشيطان لك قرين فأصبحت لك عدو، كيف قتلت هذا القلب الذى يحملك، كيف أصبحت شيطان يعشق الدماء ، ويقتل الحياة، كلمات قصيرة لا تعبر عن هذا الألم والحزن الذى رأى هذا الأب الذى لقى مصرعه على يد نجله، فى واقعة مؤسفة شهدتها مدينة السلام.
أسرة متوسطة، أب وأم، و3 فتيات، شابان، انقلبت حياتهم رأس على عقب بعد إصابة الأب بمرض " السرطان" منذ 3 سنوات، فبعد أن استطاع أن يزوج بناته الثلاثة فجأه المرض الخبيث لينهش فى جسده النحيل، فيصاب بضعف فى قدمه أثر المرض اللعين ليصبح فريش الكرسى المتحرك.
موقع الحادث
استمر المرض مع الأب 3 سنوات ونصف، تساعده زوجته بالعمل كخادمة وابنه الأكبر خالد، فيما دخل ابنه الأصغر " إبراهيم" لأداء فترته التجنيدية بالقوات المسلحة.
تمر الأيام وينهى "إبراهيم" تجنيده ليساعد والده فى الأمور المنزلية كمساعدته بالجلوس ودخول المرحاض، ظل الحال كما هو 6 أشهر كاملة، لاحظ فيها بعض الجيران اهتزاز " إبراهيم" نفسيا وابتعاده عن الجميع، لكنه ظب دون عمل أيضا بعد إنتهائه من فترة تجنيده.
فى مساء الجمعة الماضية، دخل " إبراهيم" على والده فى حالة غير متوازنة يضحك بشكل هيسترى، ويتفوه بعبارات غير مفهومة، طلب من والده بعض الأموال فرفض الأب بعد أن شاهد ابنه فى تلك الحالة المذرية، جن جنون الأبن، لحظات صامتة قام فيها "إبراهيم" بخنق والده العاجز، وكتم صوته حتى فارق الحياة، لم يكتفى الابن بقتل والده، بل قام بسحب "سكين" وطعن والده 3 طعنات بالرقبة والقلب والبطن، ليتركه غارق بدمائه التى تحمل المرض الخبيث ويرحل ضاحكا غير عابىء بما حدث.
حضر الأبن الأكبر للمسكن كعادته فى الساعات الأولى من صباح السبت، ليجد والده غارق بدمائه ويبلغ قوات الأمن على الفور.
فى مشهد داره الشيطان بالكامل، وصل الأبن العاق للمنزل ووسط بكاء شقيقه ووالدته على والده المتوفى، وصل صوت ضحكاته الجميع لم يعد ذاك الأبن البار، ظل يضحك بشكل هيسترى، ويحدث أخاه" متزعلش متعيطش عشان امك متزعلش"، ليعترف بجريمته وسط ذهول الجميع.
من جانبها، تقول "أم هدى "جارة المجنى عليه ، " عم محمود الله يرحمه كان منجد، كان بينجد الأنتريهات قدام شقته فى الدور الأرضى ، ربى أولاده الخمسة أحسن تربية وحصلوا على مؤهلات متوسطة، واستطاع ان يزوج بناته الثلاثة زيجات محترمة، ونجله الأكبر خالد كان بيساعده فى التنجيد، وإبراهيم كان فى الجيش وخرج منذ فترة وعلمت بأنه عمل فى مكان ما لكنه منذ فترة وهو يمكث فى المنزل بدون عمل.
وأضافت جارة المجنى عليه، "عّم محمود أصيب بالسرطان منذ 3سنوات وأثر على ساقية لذلك كان يجلس على كرسى متحرك، ورغم مرضه كان بيشتغل، فمنذ فترة طلبت منه بأن ينجد أنتريه لأحد أقاربى ووافق وقام بتنجيده وهو على كرسيه المتحرك، مضيفة " كنت بسمع صوته يزعق أكثر من مرة فأرسل له ابنى للإطمئنان عليه فكان يخبره بأنه يزعق ليقظ نجله "المتهم "ليضعه على الكرسى أو ليدخله الحمام، ويوم الواقعة شوفته وهو بيضحك وكان فى حالة غير طبيعية، وكان يخبط بيده على كتف أخوه وبيقوله"ماتعيطش وماتصوتش عشان أمك ماتزعلش"
فيما يقول "م. ح "صديق المتهم، " منذ فترة وإبراهيم أصبح شخص آخر بعد عن الجميع، وقطع علاقته بكل أصدقاءه المقربين والذى كنا على علاقة قوية به منذ الصغر، وأصبح مهزوز الشخصية وذلك ظهر على كلامه ومشيه، بالإضافة لتعاطيه المواد المخدرة".
وأمرت نيابة السلام، بحبس المتهم بقتل والده طعنا بالسكين، لمعايرته له بعدم العمل ، 4 أيام على ذمة التخقيقات، كنّا أمرت النيابة بتشريح جثة " مسن" لقى مصرعه على يد نجله، بمدينة السلام.
وتمكنت أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة من كشف غموض واقعة مقتل منجد بمسكنه بدائرة قسم شرطة ثانى السلام وتبين أن وراء ارتكاب الجريمة نجله.
تلقى قسم شرطة ثان السلام بلاغا من عامل أنه أثناء عودته لمسكنه بمنطقة مساكن إسبيكو دائرة القسم إكتشف مقتل والده ( منجد - سن65 ) ، وبالفحص تبين أن الجثة مسجاة على سرير غرفة النوم، وبها طعنتين بالصدر والبطن .
تشكل فريق بحث جنائى بالتنسيق مع قطاع الأمن العام لكشف غموض وتحديد وضبط مرتكب الواقعة ، توصلت جهوده إلى أن وراء إرتكاب الواقعة ( إبن آخر للمجنى عليه - عاطل - سن24- له معلومات جنائية مسجلة.
عقب تقنين الإجراءات تم إستهدافه وضبطه ، وبمواجهته إعترف بإرتكابه الواقعة وقرر أن والده إعتاد توبيخه لكونه عاطل وعدم سعيه للعمل، ولدى طلبه منه مبلغ مالى لشراء بعض متطلباته رفض فحدثت بينهما مشادة كلامية قام على أثرها بالتعدى عليه بسكين أحضره من المطبخ فأودى بحياته ، وأرشد عن السلاح المستخدم .
تم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة ، والعرض على النيابة التى باشرت التحقيق.
موقع الحادث
مدخل العقار الذى شهد جريمة القتل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة