تمثاله تم نحته بعد 2000 سنة من موته.. هل منع خوفو صناعة التماثيل؟

الأحد، 13 يناير 2019 11:00 م
تمثاله تم نحته بعد 2000 سنة من موته.. هل منع خوفو صناعة التماثيل؟ هرم خوفو
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعرف العالم أجمع أهرامات الجيزة ويشهدون بمعجزة هرم خوفو، لكن الغريب أن هذا الملك المهم صاحب هذه المعجزة ليس له سوى "تمثال" صغير جدا، فهل كان يمنع صناعة التماثيل؟

أكد عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار فى مكتبة الإسكندرية أن تمثال الملك خوفو الصغير، والذى لا يزيد عن بضعة سنتيمترات، إنما هو أغلب الظن تمثال "نذرى" تم نحته فى العصر المتأخر، أى بعد انتهاء عهد الملك خوفو بحوالى ألفى عامى، وأنه تم نحت هذا التمثال، غالبًا، تقديرًا للملك العظيم خوفو، صاحب الهرم الأكبر، فى منطقة أبيدوس فى سوهاج فى صعيد مصر.

وعثر عليه عالم الآثار البريطانى وليام فلندرز بترى أبو علم المصريات الحديث، وكان قد عثر على جسم التمثال فقط ثم أمر عمال الحفائر بغربلة الرديم الذى تم استخراجه من الحفائر حتى يعثر على رأس التمثال، وبالفعل عثر على رأس التمثال وتم ترميمه وتركيبه حتى صار تمثالاً كاملاً وواحدًا من الأشياء المهمة المرتبطة بحكم الملك خوفو وعلامة مثيرة من عهده الذى لم نعثر فيه على تماثيل كثيرة له أو حتى لعائلته أو كبار رجال الدولة فى عهده.

ويرجع عدم وجود تماثيل للملك خوفو إلى أنه منع صناعة التماثيل فى عهده، وقام النبلاء بوضع ما يعرف بالرؤوس البديلة داخل مقابرهم فى عصر الأسرة الرابعة عوضًا عن صناعة التماثيل الخاصة بالمقابر التى تم منعها والتى كانت توضع فى المقابر حتى تتعرف الروح إلى صاحبها المتوفى.

 وكان يتم وضع هذه الرؤوس البديلة داخل ما يعرف بالسرداب داخل مقابر عصر الأسرة الرابعة، وعندما تعرضت هذه المقابر للسرقة كانت هذه الرؤوس تسقط مما أدى إلى تحطم آذان أغلب الرؤوس.

وتم نحت هذه الرؤوس من الحجر الجيرى الجميل، وكانت طريقة نحتها تعبر عن صاحب الرأس بطريقة فنية معبرة لا يمكن فيها الخطأ، وهذه الأعمال الفنية فى غاية الواقعية، وتعد شخصية فى التعبير عن أصحابها بطريقة فنية سابقة لعصرها فى تلك الفترة المبكرة من تاريخ الحضارة الفرعونية العريقة، وتم العثور على حوالى 33 رأسًا، وحجمها طبيعى ولا يزيد ارتفاع هذه الرؤوس عن 50 سم، وكان يتم تقديم القرابين لها.

وكانت أى رأس من تلك الرؤوس توضع فى المقبرة عوضًا عن عدم وجود تمثال كامل داخل المقبرة، وظهرت تلك الرؤوس بداية من عهد الملك خوفو واستمرت فى عصر الأسرة الرابعة فقط.

وتعتبر هذه الرؤوس من أروع النماذج الفنية الفريدة فى مصر الفرعونية كلها خصوصًا من خلال تعبيرها البارز عن الملامح الشخصية للأفراد فى أواسط عصر الدولة القديمة، ولعل من بين أروع الأعمال الفنية التى سارت على نفس النهج ما قام به الفنان الذى نحت التمثال النصفى للأمير "عنخ حاف"، والموجود حاليًا بمتحف الفنون الجميلة فى مدينة بوسطن الأمريكية، وقام "عنخ حاف" باستكمال بناء الهرم الأكبر بعد المهندس "حم إيونو"، وقام كذلك ببناء هرم الجيزة الثانى الخاص بالملك خفرع.

ويقال إن الملوك، خصوصًا الملك خوفو، فى هذه الفترة حرموا على الأفراد صناعة التماثيل مما اضطر الأفراد لعمل رأس توضع فى المقبرة.

وجاء تحريم صناعة التماثيل فى عهده خوفو باعتبار نفسه إلها بدليلا أنه لم يتم تصويره فى مناظر تصوره فى مجموعته الهرمية مع الآلهة المصرية القديمة المختلفة، كما جرت العادة فى تصوير ملوك مصر الفراعنة السابقين عليه وفقًا لمفاهيم الملكية المقدسة فى مصر الفرعونية.

وكان الملك خوفو نفسه قد أطلق على هرمه اسم "أخت خوفو" بمعنى "أفق خوفو" واعتبر نفسه هو الإله رع نفسه، وبالفعل أخذ اثنان من أبنائه الملك جدفرع والملك خفرع لقب "سا رع" بمعنى "ابن رع" على اعتبار خوفو هو إله الشمس رع، وتعبد له ابنه الملك خفرع فى معبد أبو الهول أمام هرمه باعتبار اباه خوفو هو الإله رع رب الشمس التى تشرق فى الأفق.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة