يعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول الرؤساء الذين حاربوا جماعة الإخوان، وكشفوا مخططاهم الإرهابية ضد الدولة المصرية، سواء فى واقعتى حادث المنشية، وإلقائه القبض على العديد من قيادات الإخوان على رأسهم مرشد الجماعة حينها حسن الهضيبى، أو أحداث تنظيم 65 الذى تزعمه حينها المنظر الإخوانى سيد قطب، والذى كان يحرض على نشر الأفكار التكفيرية والانعزال عن المحتمع وكذلك تكفيره.
وقبل أيام من ذكرى ميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الـ101، الذى لا يزال الشعب المصرى يتذكر إنجازاته بدءا من تأميم قناة السويس، وقيادته لثورة 23 يوليو مع الضباط الأحرار، وبناء السد العالى، وغيرها من الإنجازات التى قدمها لمصر خلال فترة حكمه للبلاد، ولكن لا يمكن أن ننسى خطاباته التى فضح فيها جماعة الإخوان.
أحد خطابات الرئيس الراحل كشف فيها المؤامرة التى كانت الإخوان تسعى لتنفيذها بعد ثورة 23 يونيو 1952، حيث تحدث حينها عن كيف سعى مرشد الإخوان لفرض الحجاب على النساء رغم أن زوجته لم تكن محجبة وكيف سعى الجماعة للوصول إلى السلطة رغم أنف الشعب، وكشف استغلوا الدين فى جذب الشباب نحو الجماعة، والقيام بأعمال الإرهابية.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تعامل بمنتهى الحسم مع جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد تورطهم فى محاولة اغتياله، ولم يقبل الرئيس الراحل بأنصارف الحلول فى مواجهاتهم.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أننا وجدنا فى عهد الرئيس الراحل تنفيذ أحكام على قيادات الإخوان، وإلقاء القبض على الكثير منهم، كما أنه كشف مخططهم للشعب المصرى على الملأ ليعرف المصريون حقيقتهم.
ولفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن البعض يحاول تصوير تعامل جمال عبد الناصر مع الإخوان قبل ثورة 23 يوليو بأنها مرحلة تعاون ولكنها فى الحقيقة كانت مرحلة تعامل وليس تعاون، والإخوان عندما حاولوا الغدر والسيطرة على مفاصل الدولة وتخريب المؤسسات واجههم الرئيس الراحل سواء فى عام 1954 أو فى 1965.
من جانبه أوضح هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن العلاقة لم تكن على وتيرة واحدة حيث شابها الشد والجذب وشهدت منعطفات كثيرة انتهت بالانفصال والصدام النهائى، نتيجة رغبة الإخوان فى استهداف جمال عبد الناصر والتخلص منه وسعيهم للانقلاب على الحكم الذى أعقب ثورة يوليو 1952م، وفى البداية حاول ناصر استمالتهم وإقناعهم بالشراكة والتخلى عن غرورهم ورغباتهم فى الاستحواذ الكامل على السلطة وحاول أيضا اقناعهم بالتخلى عن أفكارهم المتشددة وتصوراتهم الضيقة للسلطة والحكم.
وأضاف الباحث الإسلامى لـ"اليوم السابع" أن الإخوان رفضوا هذه الشراكة، مما اضطر عبد الناصر لإقامتها مع قادة بالإخوان اقتنعوا بوجهة نظره وأدركوا فداحة وخطأ تعنت الجماعة ومنهم الباقورى وغيره، أما الجماعة فقد تعامل فقط مع العنصر التخريبى الانقلابى المسلح فيها وجاءت إجراءاته ضد الجماعة كردود فعل على جرائمها وتحريضها وعنفها، كما حدث عقب محاولة اغتياله بالمنشية وعقب اكتشاف محاولة الانقلاب المسلحة التى قادها سيد قطب فى منتصف الستينيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة