قالت صحيفة الفايننشيال تايمز إن البريكست هو أسرع طريق لتقسيم بريطانيا، غير إن إجراء تصويت ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيكون مثيرا لمزيد من الانقسام على نحو خطير.
وفى مقال لفيليب ستيفنز بالصحيفة البريطانية، الجمعة، فإن إعادة النظر فى القضية سيكون سبباً للانقسام، فالجروح القديمة لن تلتئم، مشيراً إلى أنه فى حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أو بقائها، فإنه كلما أسرعوا فى إزالة العقبات كلما استعادت البلاد وحدتها الوطنية بشكل أسرع.
وأردف، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية، أن إعادة النظر فى القرار الذى تم اتخاذه عام 2016 سيكون سبباً للانقسام، مضيفاً أن المؤسسات الديمقراطية الليبرالية ومعاييرها موجودة لحماية الأقليات، إلا أن الاستفتاءات لا تولى احتراماً للخاسر.
وتابع بالقول إن أغلبية المواطنين فى إنجلترا وويلز صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، أما فى أسكتلندا وإيرلندا الشمالية فأغلبيتهم صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد، موضحاً أن آراء المواطنين كانت مختلفة بحسب توزيعهم الديموغرافي ومستواهم التعليمى. وأشار إلى إن المدن الكبرى فى إنجلترا - ومنها لندن - صوتت بأغلبيتها لصالح البقاء فى دول الكتلة، إلا أنهم خسروا أمام أولئك الذين صوتوا فى البلدات والمناطق الريفية.
كما أن جيل الشاب فى جميع أنحاء بريطانيا صوت لصالح البقاء فى الاتحاد الأوروبى إلا أنهم فوجئوا برؤية مسار جديد لحياتهم يخطها أشخاص أصبح المستقبل خلفهم، مضيفاً أن الميسورين حالا الذين تلقوا تعليماً جامعياً صوتوا لصالح البقاء فى الاتحاد الأوروبى،أما أولئك الأقل حظاً فى التعليم، صوتوا لصالح خروج بريطانيا من دول الاتحاد.
ورأى كاتب المقال أنه بعد عامين ونصف من الاستفتاء، تبدو الهوة أكثر عمقاً. وأوضح قائلا إن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى أن الاستفتاء الثانى من المرجح أن يكون مع بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، إلا أنه فى نفس الوقت سيكون مثيراً للانقسام على نحو خطير.
وختم بالقول إن هذا ما يحدث عندما تقع الديمقراطية البرلمانية ضحية الديماجوجية التى تنص على أنه بمجرد اتخاذ الناخبين القرار "الصحيح"، لا يمكنهم تغيير رأيهم، موضحاً أنه سيكون من السذاجة الاعتقاد بان الاستفتاء الثانى سيرمم كافة التصدعات التى أحدثها بريكست، إلا أنه قد ينقذ بريطانيا من تبعات خروجها من الاتحاد الأوروبى.