سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 يناير 1973.. عبدالقادر حاتم يوجه لوما عنيفا لنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وثروت أباظة بسبب «بيان الحكيم»

الجمعة، 11 يناير 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 يناير 1973.. عبدالقادر حاتم يوجه لوما عنيفا لنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وثروت أباظة بسبب «بيان الحكيم»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طلب الدكتور عبدالقادر حاتم، نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة والإعلام من توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وثروت أباظة، ملاقاته الساعة الواحدة ظهر الخميس 11 يناير، مثل هذا اليوم، 1973، وفقا للدكتور غالى شكرى فى كتابه «الثورة المضادة فى مصر».
 
جاء اللقاء بعد نشر جريدة الأنوار اللبنانية يوم 9 يناير 1973 بيان «الكتاب والمثقفين» الذى اشتهر باسم «بيان الحكيم» نسبة إلى توفيق الحكيم الذى كتبه بخط يده، ووقع عليه، كما وقع نجيب محفوظ وثرورت أباظة، وأكثر من مائة آخرين منهم، لطفى الخولى، يوسف إدريس، صلاح حافظ، فيليب جلاب، نبيل زكى، عادل حسين، حسين عبدالرازق، ألفريد فرج، محمد عودة، أحمد عبدالمعطى حجازى، إبراهيم منصور، أمل دنقل، إبراهيم عامر، أمينة شفيق، خيرى عزيز، ميشيل كامل، أمير اسكندر، على الراعى، وغيرهم، يؤيدون فيه مظاهرات الطلاب قلقا من عدم وضوح الرؤية نحو المعركة ضد اسرائيل لاسترداد الأرض».. «راجع ذات يوم 10 يناير 2019».
 
غضب السادات من البيان، وترقب الجميع نتائج مقابلة «حاتم» للحكيم ومحفوظ وأباظة، ويذكر «غالى شكرى»، أنه لم يقل لهم أحد من الثلاثة أكثر من أنهم كرروا أمام حاتم مضمون البيان، وأعلنوا عدم مسؤوليتهم عن نشره فى الخارج.. ويتذكر نجيب محفوظ لرجاء النقاش فى «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ»: «هاج السادات بشكل لم نتصوره واتهمنا بالشيوعية، واستدعانا الدكتور عبدالقادر حاتم، الحكيم وأباظة وأنا،  ووجه لنا لوما عنيفا لأننا وقعنا على البيان، ومما قاله حاتم إننا وقعنا على البيان مع عملاء يتقاضون رواتب من السفارات الأجنبية بمصر، وكشوف المرتبات بحوزة الدولة، وأنهم معروفون لدى الأجهزة، ولم يكن - حاتم - يحب أن توضع أسماؤنا نحن الثلاثة فى بيان واحد مع هؤلاء».. يؤكد محفوظ: «حاولنا أن نوضح له وجهة نظرنا، وكيف أننا لم نكن ننوى نشر البيان وإحراج السلطة، وأن النشر تم مصادفة ولا ذنب لنا فيه، وحاول حاتم أن يؤكد لنا أن الاستعداد للمعركة قائم، وأن حالة اللاسلم واللاحرب التى نعترض عليها لن تطول».
 
يكشف محفوظ: «شعرت فى نهاية اللقاء أن الأزمة على وشك الانتهاء، وأن سحابة الصيف فى طريقها للزوال، ولكننى فوجئت بالعقوبات الفورية التى فرضها السادات ضدنا، وقراره بحرماننا من الكتابة، ورغم سريان القرار كنت أذهب كعادتى إلى الأهرام، وكذلك الحكيم».. يتذكر شكرى: «فى صباح 4 فبراير 1973 نشرت الصحف خبرا عن إسقاط عضوية 64 من الاتحاد الاشتراكى، ثم أوردت الأسماء وكانوا 64 كاتبا وصحفيا من ألمع وجوه الصحافة المصرية، مثل لويس عوض ومحمد عودة، وكان هذا الإجراء بمثابة فصل لهم، وفى السابع من فبراير صدرت القائمة الثانية وضمت 15 كاتبا وكاتبة وصحفيا وصحفية، وبعدها بقليل صدرت القائمة الثالثة، وبلغ مجموع القوائم 111 كاتبا ومحررا صحفيا من صفوة العمل الفكرى والأدبى والفنى والصحفى فى مصر، ابتداء من أحمد بهاء الدين، لويس عوض، لطفى الخولى، ميشيل كامل، يوسف إدريس، الفريد فرج، محمد عودة، إلى أحدث الأجيال من الشعراء الشباب والروائيين والفنانيين التشكيليين والمذيعين والعاملين فى التليفزيون».
 
كان «هيكل» وقت صدور البيان فى جولة صحفية بآسيا ولما عاد وجد الأزمة مستمرة، وكان أحمد بهاء الدين وقتئذ رئيسا منتخبا لاتحاد الصحفيين العرب، ولم يكن ضمن هذه القائمة فى البداية، ولم يكن ضمن الموقعين على البيان لمرضه بالأنفلونزا مما أبعده عن تفاعلات إصدار البيان والتوقيع عليه رغم موافقته على ماجاء فيه، حسبما يذكر فى كتابه «محاوراتى مع السادات»، مضيفا: «بدأت الصحف تنشر أسماء الذين وقعوا على دفعات، مع قرارات بنقلهم من الصحف إلى مصلحة الاستعلامات، ولم يكن هذا فى رأيى هو المهم، ولكن الذى آلمنى حقا أن الصحف كانت تنشر أسماء أبرز وألمع كتابنا مقرونة بصفات «العملاء» و«الخونة»، وما إلى ذلك من صفات.
 
يؤكد بهاء، أنه علق على هذه القرارات بمقال عنوانه «العنف المتبادل»، وكان يستعد للسفر فى صباح اليوم التالى إلى لندن لإلقاء ثلاث محاضرات فى كلية «سانت أنطونى» بجامعة أكسفورد، لكنه ألغى سفره، ويتذكر: «فى الساعة الحادية عشرة ليلا، وأنا أحزم حقائبى دق الباب، ووجدت هيكل واثنين أو ثلاثة من الزملاء، وقال لى هيكل الخبر على دفعتين.. أولا أن المقال شطبه الرقيب، وبعد قليل قال لى إنه صدر قرار من الرئيس بنقلى أنا إلى مصلحة الاستعلامات.. كان رد فعلى الأول أننى اتصلت بالمطار لألغى سفرى إلى لندن مشاركة للمعاقبين المذنبين، والثانى أننى لن أقوم بالإجراء الشكلى وهو التوقيع على إقرار بتسلمى العمل فى مصلحة الاستعلامات وسأعتبر نفسى مفصولا».
 
يتذكر نجيب محفوظ: «على الرغم من عدم نشر اسمينا أنا والحكيم فى قائمة الممنوعين، إلا أن الأهرام توقفت عن نشر أعمالى، ومنعت من الحديث فى الإذاعة والتليفزيون، ومنع التليفزيون عرض أفلامى.. أما العقاب الأشد إيلاما فهو ذلك الهجوم الجارح الذى شنه على كتاب كنت أعتبرهم من الأصدقاء فى مقدمتهم حسن إمام عمر وصالح جودت».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة