بعد عودة ملف سكريبال.. هل تنجح تيريزا ماى فى استمالة أوروبا والداخل البريطانى.. حرب التصريحات بين روسيا وبريطانيا عادت قبل أسبوع من مباحثات البريكست.. أخر ارتفاع فى شعبية ماى كان وقت طرد الدبلوماسيين الروس

السبت، 08 سبتمبر 2018 05:00 ص
بعد عودة ملف سكريبال.. هل تنجح تيريزا ماى فى استمالة أوروبا والداخل البريطانى.. حرب التصريحات بين روسيا وبريطانيا عادت قبل أسبوع من مباحثات البريكست.. أخر ارتفاع فى شعبية ماى كان وقت طرد الدبلوماسيين الروس تيريزا ماى
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فجأة وبدون إنذار عادت حرب التصريحات بين بريطانيا وروسيا بخصوص محاولة اغتيال الجاسوس الروسى سيرجى سكريبال والذى كان يعمل لحساب بريطانيا.. التصعيدات الأخيرة بدأتها لندن عندما أعلنت الحكومة البريطانية أن لديها أدلة جديدة حول تورط موسكو فى محاولة الاغتيال بالسم فى سالزبرى بغاز أعصاب "نوفيتشوك"، وأعلنت أن مواطنين روسيين ينتميان للمخابرات العسكرية الروسية يقفان خلف الاغتيال.

بينما قال وزير الأمن البريطانى بين والاس الخميس إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يتحمل مسؤولية محاولة الاغتيال لأن الاستخبارات العسكرية الروسية هى من قامت بالهجوم وهى تتبع إدارته.

من جهة أخرى قال الكرملين إن موسكو تريد معلومات وأدلة واضحة وأن الاتهامات البريطانية لموسكو أمر غير مقبول.. ولمح بعض المسؤولين الروس إلى أن أجهزة الأمن البريطانية دبرت الهجوم لتأجيج مشاعر مناهضة لموسكو.

سيرجى سكريبال وابنته يوليا
سيرجى سكريبال وابنته يوليا

لكن فى المقابل المتابع لتوقيت الاتهام سيلاحظ أنه جاء فى نفس يوم خطاب تيريزا ماى فى البرلمان البريطانى وقبل أقل من أسبوع على اجتماع الاتحاد الأوروبى للتباحث حول خطة شيكرز الخاصة بالبريكست "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى".. وهى الخطة التى تلقى هجوما حادا فى الداخل البريطانى وحتى من الاتحاد الأوروبى.

بحسب صحيفة "ديلى اكسبريس" تحركت يوم الأربعاء مسيرة فى شوارع لندن تدعو 17.4 مليون بريطاني أيدوا البريكست للتظاهر لمنع تمرير الخطة وأن يطالبوا بانفصال كامل عن أوروبا، ورفع المتظاهرون لافتات تقول "ماذا نريد؟.. خروج تيريزا ماى" ولافتات تقول "تيريزا ماى دمية بروكسل" و "تيريزا ماى الخائنة".

 

والسبب هو شروط خطة شيكرز والتى تنص من جهة على تعاون بريطانيا والاتحاد الأوروبى فى تنظيم عملية حرية الحركة عبر الحدود والذى يعنى استمرار دخول السكان من أى دولة أوروبية لبريطانيا حتى بعد البريكست، بهذا ينتهى مطلب السيطرة على الحدود الذى أراده مؤيدى الخروج.

وحتى فيما يتعلق بالجمارك جاءت الصياغة بشكل يقترح منظومة تعاون بريطانية أوروبية تسمح بمرور البضائع مؤقتا لحين الاتفاق على صيغة نهائية لتسهيل تمرير البضائع.. وهو ما يعنى أيضا استمرار دخول البضائع الأوروبية بلا جمارك تقريبا رغم أن مطالب مؤيدى الخروج تدعو لجمارك على البضائع الأوروبية التى تضر بالصناعات البريطانية.

وبحسب صحيفة "هفنجتون بوست" البريطانية فإن أى قوانين تصدر من البرلمان البريطانى ووتعارض مع القوانين الأوروبية فإن الأمر متروك للحكومة البريطانية فى اتخاذ القرار مع العلم بأن يمكن للقانون الأوروبى أن يلغى القانون البريطانى.

تيريزا ماى وحدها فى اجتماعات بروكسل
تيريزا ماى وحدها فى اجتماعات بروكسل

ولكن الصفقة أيضا لا ترضى الجانب الأوروبى حيث ذكرت صحيفة "الجارديان" إن مسؤول الاتحاد الأوروبى لمفاوضات البريكست، مايكل بارنير هاجم خطة تيريزا ماى وقال إن الاقتراحات البريطانية غير المحددة تمثل خطرا على السوق الأوروبية وحتى على وجود الاتحاد الأوروبى نفسه لأن الشركات والمصانع البريطانية مازال بإمكانها الاختباء خلف قوانين بريطانية تعرقل المنافسين من المنتجات الأوروبية.. وإن كان المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أنكر أن بارنير شتم متقرحات تيريزا ووصفها بأنها "ورقة زومبى بيضاء" وميتة.

هل يعنى هذا أن تيريزا ماى أعادت ملف الجاسوس الروسي سكريبال للأضواء للإلهاء معارضيها؟

جيرمى كوبين زعيم المعارضة فى بريطانيا كان قال لتيريزا ماى إنها ترقص حول الملفات ولا تقدم أى تفاصيل حول اقتراحاتها فيما يتعلق بالبريكست، وفى وقت سابق كان عضو البرلمان البريطانى من حزب العمال، كريس ويليامسون، قال إن "الخلاف مع موسكو يبدو مناسبا للغاية للحكومة البريطانية وتم استخدامه كوسيلة إلهاء لتحويل انتباه الرأى العام عن البريكست وسياسات التقشف".

كريس ويليامسون
كريس ويليامسون

 

والمعروف أن تيريزا ماى زادت شعبيتها 13% فى مارس 2018 بعد اتخاذها إجراءات طرد دبلوماسيين روس فى أعقاب تسميم الجاسوس الروسى سكريبال.. بينما عادت شعبيتها لانخفاض قياسى فى يوليو الماضى بمعدل 22% بحسب صحيفة الإندبندنت.

طرد الدبلوماسيين الروس وعائلاتهم
طرد الدبلوماسيين الروس وعائلاتهم
الأكثر من هذا تمتعت تيريزا معى بدعم أوروبى كامل وقت طرد الدبلوماسيين الروس حيث تضامنت فرنسا وألمانيا وعشرات من الدول الأوروبية مع تيريزا ماى فى طرد مئات الدبلوماسيين الروس، وحتى أمريكا قامت بطرد 60 دبلوماسى دفعة واحدة ووقتها أعلنت الحكومة البريطانية صراحة على لسان وزير الخارجية السابق بوريس جونسون أن "لديها حلفاء كثر" بعكس روسيا.. لكن الأن لا يبدو أن المشاعر الإيجابية بين لندن وبروكسل مستمرة لأبعد من هذا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة