مقال مجهول على صفحات "نيويورك تايمز" يشعل أزمة فى البيت الأبيض.. الكاتب مسؤول رفيع المستوى يقر بعمله على إفشال خطط ترامب ويلمح لعزله.. مسئولو الإدارة: "مش احنا".. والرئيس الأمريكي: الصحيفة فاشلة والكاتب جبان

الجمعة، 07 سبتمبر 2018 10:00 م
مقال مجهول على صفحات "نيويورك تايمز" يشعل أزمة فى البيت الأبيض.. الكاتب مسؤول رفيع المستوى يقر بعمله على إفشال خطط ترامب ويلمح لعزله.. مسئولو الإدارة: "مش احنا".. والرئيس الأمريكي: الصحيفة فاشلة والكاتب جبان ترامب
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أعمل لدى الرئيس الأمريكى، لكنى وزملاء يشاركونني الرأي تعاهدنا على تقويض أجزاء من أجندته وكبح جماحه".. بهذه العبارة بدأ مقال على صحيفة "نيويورك تايمز" لمسؤول مجهول فى الإدارة الأمريكية رفض الكشف عن اسمه، وتسبب المقال فى أزمة فى البيت الأبيض دفعت كبار مسؤولى الإدارة الأمريكية للتسارع فى إصدار تصريحات يؤكد فيها كل منهم أنه لم يكتب المقال المجهول.

وكتب المسؤول المجهول إن "مسؤولين داخل إدارة ترامب يعملون بجد على إفشال أجزاء من أجندته".. وأضاف "لأكون واضحا نحن لا ننتمى للتيار اليسارى المعارض الذى يسمى نفسه بالمقاومة، بل نريد أن تنجح الإدارة الأمريكية فى كثير من سياساتها لكن واجبنا الأول هو لبلادنا".. والمشكلة مع ترامب والتى دفعت هذا المسؤول لهذا التصرف هو أن الرئيس الأمريكى أرائه متقلبة بشدة ولا يوجد علامة على ما إذا كان سيغير رأيه من دقيقة لأخرى.. لكن فى كل الأحوال بحسب الكاتب "هناك أشخاص بالغون فى الغرفة يمسكون بزمام الأمور".

صورة من المقال
صورة من المقال
 

عرقلة أجندة ترامب

وأضاف الكاتب: " هؤلاء الأشخاص ومنهم كاتب المقال عرقلوا أجندة ترامب بخصوص روسيا وكوريا الشمالية، ففى الداخل يتحدث ترامب بمديح شديد عن القادة مثل بوتين وكيم جونج أون، ولا يظهر أى تقدير لقادة الدول الحليفة لأمريكا،  مع ذلك فإن المواقف العلنية والقرارات الرسمية تأتى بفرض عقوبات على روسيا وكوريا الشمالية"، رغم أن ترامب بحسب الكاتب كان غير متحمس لفكرة طرد الدبلوماسيين الروس فى مارس الماضى.

وألمح الكاتب أيضا إلى وجود همسات بين فريقه من المسؤولين يتحدثون فيما بينهم عن تفعيل المادة 25 من الدستور والتى يمكنها أن تبدأ عملية معقدة لعزل الرئيس الأمريكى، لكن لا أحد منهم يريد أن يشارك فى أزمة دستورية.

وكما هو متوقع، لم يرحب ترامب بالمقال بل بدأ فى الهجوم من جديد على صحيفة "نيويورك تايمز قائلا: "لدينا شخص فى الصحيفة التى أسميها نيويورك تايمز الفاشلة.. يقول هذا الشخص إنه جزء من مجموعة مقاومة .. هذه هى الأشياء التى نضطر للتعامل معها فى وسائل الإعلام غير النزيهة.. إنه عار .. لا يوجد إدارة أمريكية أنجزت ما أنجزته هذه الإدارة".

هذا الشخص غالبا فاشل

وأضاف ترامب: "عندما تتحدثون عن مصدر مجهول داخل الإدارة فهذا الشخص غالبا فاشل وموجود هنا للأسباب الخطأ، ونيويورك تايمز تفشل أيضا، وإن لم أكن موجودا هنا لكانت الصحيفة غير موجودة ويوما ما عندما لا أكون رئيسا بعد انتهاء فترتى الحكم، فإن نيويورك تايمز وCNN وغيرها من وسائل الإعلام الكاذبة لن تجد ما تكتب عنه .. هم لا يحبونى وأنا لا أحبهم".. وقال: "تذكروا هذا .. عندما فزت اضطرت نيويورك تايمز للاعتذار لقرائها بحجة أن الصحيفة قامت بتغطية الانتخابات بشكل خاطئ.. لذا إذا كان لهم كاتب مجهول فهو أمر جبان".

نفى جماعى 

من جهة أخرى انطلق المسؤولين الأمريكيين ينفى كل منهم أنه الكاتب المجهول، حيث قال المسؤول عن السوشيال ميديا والاتصالات الخاصة بنائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، إن "نائب الرئيس يضع اسمه على أى مقال يكتبه، ونيويورك تايمز يجب أن تخجل من نفسها وكذلك الشخص الذى كتب هذا المقال غير المنطقى الجبان والكاذب".

وقال مايك بنس نفسه فى تصريحات إعلامية: "أيا كان هذا الشخص يجب عليه الاستقالة فورا".

وتبعه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو الذى قال للصحفيين خلال زيارته للهند "ما كان عليهم فعل هذا.. لقد اختاروا كلمة ممثل سيئ خادع ووضعوها فى مقال بالصحيفة .. ليس مقالى".

وزير العدل لم يكتب المقال

وبعدها قال المتحدث باسم وزير العدل جيف سيشنز الذى دخل فى خلافات مع ترامب "وزير العدل جيف سيشنز لم يكتب المقال المجهول على صحيفة نيويورك تايمز".

فيما قال المتحدث باسم البنتاجون "وزير الدفاع جيمس ماتيس لم يكتب المقال".

وخلال ساعات جاء نفى المتحدثة باسم وزيرة الأمن الداخلى تقول "الوزيرة كيرستين نيلسن تركز على قيادة الموظفين لديها وليس على كتابة مقالات مجهولة".

وقال المتحدث باسم وزير الخزانة ستيف مونشين فى تغريدة "أمر مضحك أن يعتقد أحد أن هذا جاء من الوزير".

وحتى نيكى هيلى سفيرة أمريكا فى الأمم المتحدة قالت وهى تدخل مجلس الأمن "لا".. وكان هذا فى رد على سؤال مراسل نيويورك تايمز نفسها.

وقال مدير الاستخابارات الوطنية دان كوتس "الشك فى أننى أو نائبى كتبنا هذا المقال، أمر خاطئ تماما".

 لماذا تنشر الصحيفة هذا المقال؟

"نيويورك تايمز" أطلقت لعبة تخمينات فى الأوساط السياسية الأمريكية وفتحت الباب أيضا للسؤال حول طبيعة ومصداقية القصص التى تنشرها الصحيفة.. حيث يقول "ريم ريدر" الكاتب الصحفى وأستاذ أخلاقيات الإعلام فى جامعة ويدنر فى بنسلفانيا فى تصريح لصحيفة "يو اس ايه توداى" إن ما فعلته نيويورك تايمز أم "ضد تقاليد وأخلاقيات الصحافة والأمر كما هو واضح يعكس الأزمة القومية التى نعيشها.. حتى لو كنا نعيش فى أوقات غير تقليدية فإن هذا لا يعنى أن ما فعلته الصحيفة هو الأمر الصحيح".

بينما تقول الكاتبة كيلى مكبرايد، إن المقال وإن كان غير تقليدى فإنه ليس المرة الأولى التى تنشر فيها الصحيفة مقالا مجهولا، ففي يونيو نشرت الصحيفة مقالا كتبته أم مهاجرة من السلفادور وروت فيه تجربتها مع ابنتها البالغة من العمر 6 سنوات فى مراكز الاحتجاز ولم تكشف اسمها حتى لا يتم ترحيلها.

وبالتالى، فإن المقال المجهول سيكشف طريقة تفكير الكاتب الذى يرى نفسه مضطرا للعمل لدى رئيس لا يوافقه على سياساته ويخشى أن يفقد عمله.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة